سطرت الشابة روان عبد العزيز الحائزة على الترتيب الأول في الثانوية لهذا العام قصة نجاح فريدة بدعم ومساندة من والدها. تقول: “أتت لحظات كنت فيها أفقد إيماني في نفسي، وأقلل من قيمة قدراتي ومجهودي، لكن أبي كان لجميع هذه الأفكار بالمرصاد بتذكيره الدائم لي أني متميزة، وإيمانه العميق بقدراتي، وأكيد بدعواته لي التي رافقتني طوال فترة حياتي ومازالت ترافقني”.
وترجئ الشابة المتفوقة نجاحها لدعم والدها عبد العزيز الذي يعد أبرز نماذج الذكورة الإيجابية حيث تؤكد روان: “أشعر أنه يثق بي أكثر من ثقتي بنفسي، مما زاد من ثقتي بنفسي بالأساس، ولكن -بالتأكيد- الثقة المقرونة بالتواضع”.
عبد العزيز محمد بطل مجتمعي مثل الذكورة الإيجابية بأبهى صورة لها وهو يتحدث لمنصتي 30 عن ابنته بفخر واعتزاز وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بإنجاز الفتاة لكنها ترجئ ذلك لفضل والدها.
الدعم العاطفي والنفسي
تتحدث روان: “دائماً كان أبي الداعم الأكبر لي، يذكرني بقدراتي، ويهون عليّ الأمور لما أحس إنها خلاص نهاية العالم، وهو الذي شجعني ودعمني أدخل ثانوية عدن النموذجية على الرغم من بعد موقعها -نوعًا ما- عن بيتنا، وطبعًا ما أنسى دعواته”.
أعطاني أبي نصائح كثيرة لا أستطيع حصرها، ولكن هي نصيحة واحدة التي أفادتني كثيرًا -خصوصًا- فترة الوزاري ألا وهي كيفية المذاكرة الصحيحة، جاءت لحظات كنت فيها أفقد إيماني بنفسي، وأقلل من قيمة قدراتي ومجهودي، لكن أبي كان لجميع هذه الأفكار بالمرصاد بتذكيره الدائم لي بأني متميزة وذلك لإيمانه العميق بقدراتي”.
يقول عبد العزيز محمد لمنصتي 30: “من خلال توفير البيئة المناسبة للدراسة والتحصيل العلمي والتشجيع والدعم المادي والمعنوي وبعدة وسائل استطعت تقديم الدعم الكافي لابنتي، مثل تصفح المواقع الإلكترونية التعليمية للمنهجين المغربي واللبناني، وأخذ المساعدة من أشقائها، أخذ دروس خصوصية لبعض المواد مثل الفيزياء والرياضيات، وتوفير البيئة المناسبة ومجموعة من الوسائل المادية والمعنوية، مثل توفير الإضاءة الجيدة، التهوية المناسبة، تقسيم الوقت، بيئة هادئة، ومجموعة من الجوائز مثل التحفيز والتشجيع، تقديم الهدايا العينية”.
بيئة داعمة
كل نجاح لا يأتي بمجهود فردي بحت دونما توفير بيئة داعمة وملائمة لأي مبدع سيما الفتيات كونهن أكثر حاجة لدعم وسط مجتمع ذكوري متعصب، هذا ما تم توفيره لروان من قبل والدها، تقول روان: “كان والدي يقدم احتياجاتي العلمية على احتياجاته الشخصية، أوجد عشرات الحلول البديلة لإكمال دراستي كون منزلنا بعيد عن مركز المدينة”.
تتذكر سنده ودعمه لها وهو يساعدها في مطالعة مادة في الصف الأول الثانوي حيث قضى الليل معها يفهمها مادة التاريخ الليل بأكمله، تؤكد ندى العريشي مديرة مدارس خليج عدن لمنصتي 30 أنه لمدة عشرين عاماً في التعليم تجد العلاقة بين تفوق الأبناء واهتمام الأسرة طردية، فكلما زاد اهتمام الأسرة ومثابرتها مع أبنائها في تحصيلهم العلمي كلما تقدم مستواهم العلمي وزاد اجتهادهم، وبالمقابل إهمال الأسرة وعدم اهتمامها ومتابعتها لتحصيل أبنائها ينتج عنه مستويات متدنية وتحصيل علمي متدني”.
الطموح يهزم التحديات
تقف الصعوبات حاجزًا أمام كل طموح، لكن هذا لا ينطبق مع روان عبد العزيز، تحدثت عن هذه الصعوبات التي تغلبت عليها بعون والدها: “أكبر صعوبة كانت مرحلة الانتقال للعيش في منطقة نائية، كان الموضوع صعب جدًا جدًا خصوصًا بالنسبة لي وبُعدي عن الثانوية والمعاهد وكان الموضوع شبه مستحيل، ولكن مثلما أسلفت بسبب مجهود عائلي متكامل وتفاني والدي قدرنا نتجاوز هذه الفترة، والحمد لله نلت مرادي”. وتضيف: “النجاح ليس حكاية يوم أو يومين، وغالبًا ما يكون مجهود فردي، أنا الحمد لله عائلتي كانت جزء لا يتجزأ من نجاحي ولهذا أحث باقي العائلات على دعم وتشجيع بناتهم وأن يكونوا أكبر داعمين لهن”.
وطالب البطل المجتمعي عبد العزيز محمد، من جميع الآباء التشجيع والتحفيز لبناتهم وعدم اللوم على العثرات والإخفاقات، بل استلهام الدروس والعبر للنهوض والاستمرار.
وأضاف: “على جميع الآباء إعطاء الثقة لبناتهم، وإشعارهن باستمرار بأن لديهن رسالة عليهن تحقيقها لتعزيز شعورهن بالمسؤولية الملقاة على عاتقهن”، واختتم حديثه بأمنية واحدة، وهي أن تحقق ابنته غاياتها التي تسعى إليها، وتكمل تعليمها خارج البلد حالياً، وتحصل على منحة خارجية.