أثناء تعبئة قراب الماء من الخزان مع الجيران.
article comment count is: 8

من دعوة لشرب الشاي إلى مقاومة الحياة!

في زمن المقاومة والصراع نجد بعض قصص البحث عن أبسط الأشياء لمواصلة العيش والتي أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية.

إحدى هذه القصص قصة جارتي في الحي، التي دعتني لشرب الشاي وتبادل أطراف الحديث، ذلك اليوم عندما ذهبت إلى منزلها كان هو نفس اليوم الذي يجب فيه الذهاب لاستلام أسطوانات الغاز من عاقل الحارة، وهو أمر من الصعب الحصول عليه وتتم العملية عبر عقلاء الحارات.

انشغلت جارتي وذهبت لأخذ أسطوانتها، ذهبت معها ولم نستطع بعدها أن نفتح أسطوانة الغاز لكي نتأكد من سلامتها، ذهبت إلى منزلي لأخذ فاتحة أسطوانات الغاز والعودة إلى منزلها لفتح الأسطوانة، مع ذلك لم نستطع. رأينا في الجهة المقابلة من منزلها جارنا يرعى الأغنام طلبنا مساعدته أتى وقام بفتحها، تسرب الغاز فجأة وأصدر صوتًا مخيفًا، تنحى جارنا إلى الجانب الآخر وخفنا أنا وجارتي بعض الشيء، في النهاية قمنا بتركيبها جيدًا.

بعد لحظات بسيطة كان هناك خزان ماء للمحتاجين صادف أن يملأه الماء، كانت فرصة لجارتي لتعبئة قربها، أخذت حوالي 10 قرب وذهبنا ضمن طابور لنقوم بتعبئتها.

نساء الحي يقمن بتعبئة قربهن ويطلبن مساعدتي بأن أضع قربة الماء بعد تعبئتها فوق رأسهن ليذهبن بها إلى المنزل، كان عملًا شاقًا!

أثناء تعبئة الماء، التقيت جارتي الأخرى، امرأة مسنة تقوم بتعبئة الماء وتسألني:

” يا ابنتي هل تزوجتي أم لا؟”

“هل تعملين أم ماذا؟ ”

كانت تسألني ليضيع الوقت أثناء تعبئة الماء، ثم قمت بأخذ قربها لمنزلها وهي ماتزال تحدثني أثناء الطريق لتتسلى.

كان هناك رجل يقوم بتعبئة الماء، قام بتعبئة قربتين ماء ومن ثم عاد إلى المنزل لتخرج زوجته لإكمال ما تبقى، كنت أشعر بتعبها وهي تقوم بحمل قرب الماء الممتلئة فوق رأسها.

كان الجو ماطراً وجميلاً بين الماء والطين والبرد.

بعد لحظات، كانت جارتي محرجة بسبب عودتنا المتأخرة والتعب. اعتذرت لي لاعتزامها دعوتي للحديث وشرب الشاي، وما إلى ذلك. ولكن بدلًا من ذلك، ذهبنا لأخذ اسطوانة الغاز والعودة لمنزلها لفحصها، ومن ثم إلى طابور الماء لتعبئة القرب مع نساء الحي، ولكني أخبرتها: “بأن هذه كانت أجمل دعوة حظيت بها، اتسخنا بين الطين والبرد وخوفنا من أسطوانة الغاز وملأنا قرب الماء وعملنا مع الجيران. كنت سعيدة وأنا أعيش الوضع والمقاومة لنعيش”.

عدنا إلى المنزل ونحن نضحك على ماحدث.

خلال الحرب التي دامت 4 سنوات في اليمن أصبح هذا هو سيناريو أغلب حياة اليمنيين، البحث عن أبسط مقومات الحياة لاستمرار العيش، والبحث عن الأمل رغم الوضع الإنساني المتفاقم وانتشار المجاعة والكوليرا في اليمن مؤخرًا.

 

– هذا الموضوع مترجم عن مدونة شبكة Global Voices الهولندية.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (8)

  1. ربنا يعين علا كل الاحوال. ونتمنا. من الله ان يصلح البلاد مما هي فيه من فساد وخراب ودمار

  2. ستفرج بأذن الله …. القصه من عمق المعاناة التي يعيشها الإنسان اليمني… لو قرأها الآخرون لاعتقدوا انها رواية من نسج الخيال.

  3. والله مانقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل. هذا التعليق حقي والقصه من أروع القصص الي تحكي عن اوضاعنا في البلاد..

  4. في ضل ضروف البلاد أصبح كل شي مستحيل
    فعندما تجد دبة غاز فهي فرحة كبيرة لدى اليمنيين أما اذا في نصف راتب فهذا معجزة ….