ذكورية إيجابية نتائج اليمن
article comment count is: 0

للذكورية الإيجابية نتائج إيجابية في اليمن!

انتبهت المجتمعات الأوروبية منذ بداية الثورة الصناعية إلى أن المرأة قوة إنتاجية كبيرة ولكن معطلة، فشرعت بتحريرها وإطلاقها لتحقق بذلك قفزة نوعية أدت إلى ما نعرفه اليوم بالغرب المتقدم، أما فيما يتعلق بالمجتمعات العربية عامة، والمجتمع اليمني على وجه الخصوص، فالقيود التي تكبل حرية المرأة وتهمش دورها -الذي لا يقل  أهمية عن دور الرجل-  عادة ما تتسلح بالعادات والأعراف الاجتماعية، لكن الأعوام الأخيرة شهدت توسعاً ملموساً في نهج الذكورة الإيجابية الذي يشرك الرجال ويجعلهم حلفاء في الجهود المبذولة لتعزيز المساواة بين الجنسين.

يتحدث الصحفي فتح العيسائي لمنصتي 30: “الأصل في العلاقة بين الرجل والمرأة هو المشاركة وتكاملية الأدوار، لكن قد تطغى الصورة التقليدية للرجل في بعض المجتمعات، والمتمثلة بالسيطرة والنفوذ، وهنا تفقد المرأة قدرتها على تأدية دورها التكاملي”.

العيسائي يشجع مبدأ الذكورية الإيجابية والمساواة بين الجنسين، وفي هذا السياق يقول لمنصتي 30: “أحترم العلاقة التكاملية التي تربطني بزوجتي، فنحن نتشارك اتخاذ القرارات الخاصة بكلينا، وكل منا يدعم الآخر سواءً في الحياة الشخصية أو المهنية”.

حق اختيار التخصص

يقلص المجتمع اليمني الخيارات المتاحة أمام الفتاة عند اختيار التخصص الجامعي، ويرى -على سبيل المثال- أن تخصص الإعلام خالصاً للذكور من دون الإناث، لكن وبرغم ذلك تخرجت كوثر السباعي حديثاً من قسم الإعلام بجامعة تعز، والفضل بذلك يعود إلى والدها وأخوتها، بحسب قولها.

وتؤكد السباعي على أن “انتماء الفتاة لعائلة ذكورها داعمون يتيح لها أن توجه طاقاتها وقدراتها في سبيل التنمية والنهوض بالمجتمع في شتى المجالات”، وتضيف، “المجتمع الذي يعتمد على طاقات وقدرات الرجال فقط في تحقيق التقدم هو كالأعرج الذي يتوهم فوزه بماراثون”.

في هذا الشأن يوضح رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة تعز، محمود البكاري يوضح لمنصتي 30 أن “للمرأة دور هام في تحقيق التنمية والتطور، ولا يجب على الرجل أن يقصي المرأة عن أداء أدوارها كونه ليس باستطاعته تغطية النقص الذي تخلفه”.

ويرى البكاري “أنه لا يمكن للمجتمع أن يتطور ونصف قدراته البشرية معطلة ومقصية عن المشاركة، فالأولى أن يساند الرجل المرأة ويدعمها من أجل تحقيق التوازن المطلوب للتنمية” بحسب ما أضافه.

تعمل السباعي حالياً في إحدى منظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى مهنة التصوير التي تشبع الفضول وحب التجربة لديها، بحسب قولها، كما أنها تدرس مع والدها خطة سفرها لإتمام دراساتها العليا خارج البلاد، وهو الطريق الذي خاضته أختها من قبلها.

حق اختيار الشريك

تتضاعف القيود التي تحد من حرية المرأة الريفية في اليمن، وغالباً ما تكون المرحلة الثانوية هي المحطة التي تقف عندها فتاة الريف، هذا إن حالفها الحظ، مما يحدث فجوة كبيرة في عملية التنمية المجتمعية.

زبيدة الصامت، فتاة من ريف جبل صبر، تقول لمنصتي 30: “تم عقد قراني وأنا في الثانوية العامة، على غرار الفتيات في قريتي التي تحكمنا ذات العادات والتقاليد، لكن اتضح لي خلال فترة التواصل مع عقيدي أن علاقتنا يجب أن تتوقف عند ذلك الحد”، لكن وبرغم ذلك خافت الصامت من إبداء رأيها في مصيرها، كون ذاكرتها لم تسجل من قبل قصة فتاة في محيطها أبدت رأيها في أي شأن، خاصة فيما يتعلق بالزواج، لكن عندما ساءت الأمور أكثر، جرأت وتحدثت مع والدها في الموضوع”.

في هذا السياق، تصف الصامت ردة فعل والدها لمنصتي 30: “تفهم أبي الموضوع دون جهد مني، ودعمني في قرار الانفصال، ولم يتراجع ولو للحظة واحدة، رغم ما آلت إليه الأمور، فقد تعرض للسجن لتأخره في دفع مبلغ التعويض، مما اضطره إلى بيع أرضه”.

على خلاف العديد من سكان الريف يؤمن والد الصامت بحق بناته في اختيار الشريك والتخصص الجامعي، بالإضافة إلى حقهن في العمل وفي هذا الصدد تشير الصامت إلى دعم والدها قائلة: “دعم أبي وإخوتي صاحبني أثناء دراستي الجامعية، وشجعني على البحث وإيجاد عمل في المدينة، كما أنني ألجأ إليهم كلما واجهتني معضلة، أو نال سمعي تعليق سلبي من أحد سكان القرية، ودائماً أعود قوية وقريرة العين”.

في البيت والعمل

غالباً ما يحصر المجتمع دور المرأة في أعمال المنزل وتربية الأطفال، لكن بالنسبة لعمرو المخلافي فالمرأة لها دور مجتمعي خارج المنزل، كما أن للرجل دور داخل المنزل، يقول المخلافي لمنصتي 30: “نعمل أنا وزوجتي في إحدى المؤسسات الخاصة بمعدل 8 ساعات يومياً، وفي المنزل يتقاسم كلانا مهام الطبخ والتنظيف”.

ويضيف “يصادف أحياناً أن تنشغل زوجتي في بعض الأعمال الإضافية الخاصة بالمؤسسة، فأضطر إلى القيام بكل مهام المنزل وحدي، تماما كما تقوم بأدواري في حال انشغالي”.

في ختام حديثه لمنصتي 30 يؤكد المخلافي على أهمية الشراكة بين الرجل والمرأة سواءً في خوض غمار التنمية المجتمعية أو على سبيل المهام الحياتية والمنزلية، وعندما سأله معد التقرير، هل يرى في شخصه مثلاً أعلى يحبذ الاحتذاء به؟، أجاب بكل هدوء “أنا أؤمن بحق المرأة الطبيعي في المساواة، ولم أقم بأي دور بطولي”!

 

  • هذا المقال أحد المقالات المرشحة ضمن “القائمة القصيرة” في مسابقة “المقال” ضمن أنشطة حملة “دعم أبطال المجتمع” التي نظمتها منصتي 30.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً