هنادي الزواج الدكتوراة
article comment count is: 0

«هنادي».. من «الزواج» في سن 12 إلى «الدكتوراة»

كأي طفلة صغيرة كانت «هنادي» التي تبلغ من العمر 12 عاماً ،تلعب وتلهو مع صديقاتها بألعاب الدمى  المخاطة يدوياً، لتسمع نداءً من والدها الذي استدعاها بإخبارها بالخبر المفاجئ وهي أنها ستصبح عروس!.

تفاجأت هنادي بهذا الخبر وسعدت به كونها لا تعرف عن الزفاف شيء سوى فستان أبيض ومكياج بسيط كانت تحلم بوضعه، وفرحة من حولها.

زفت هنادي إلى عريسها المنتظر.. كانت خائفة جداً من كونها ستسكن في منزل غريب عن منزل والديها الذي اعتادته، وكثير من الأنباء عن تحمل مسؤولية جديدة على عاتقها، لكن الأمر كان على غير المعتاد، فالرجل الذي ارتضاه والدها لها كان زوجاً ووالداً ومحتضناً لطفولتها البريئة.. كانت (هنادي) قد أكملت تعليمها الابتدائي وتحلم بالاستمرار في التعليم، ولم تستطيع البوح بذلك .. لتفاجأ بزوجها “محمد” الذي أخبرها عن تسجيلها في الصف السابع.

تقول هنادي: “لم يتسع المكان لسعادتي، فاحتضنته بفرح الطفلة الصغيرة وامتنان يغمرني بحجم العالم، وكان زوجي نعم السند لي في مواصلة التعليم وتحمل مسؤوليات أطفالي الخمسة الذين أنجبتهم على مدى سني دراستي”.

ولم يقتصر الأمر على تشجيع هنادي على مواصلة التعليم الأساسي والثانوي بل ألحقها بصفوف الجامعة، ثم الماجستير وكله سعادة بكوني طموحة وذكية، استطعت تحقيق أعلى المراكز بفضل دعمه وتشجيعه لي ومساعدتي في استذكار دروسي.

تعمل هنادي حالياً كمعلمة لمادة الثقافة الإسلامية في إحدى الجامعات الخاصة، وها هي تروي حكاية تعليمها لإحدى طالباتها التي أرادت استشارتها في موضوع زواجها واشتراطها استمرار تعليمها ليرحب الزوج بذلك كثيراً ويخبرها بأنه يريد لزوجته أن تكون متعلمة ومثقفة، قادرة على تربية أولادها.

بل ومؤخراً احتفلت هنادي مع زوجها وأولادها بنيل شهادة الدكتوراة في السودان.. وترجع الفضل في ذلك إلى زوجها الذي منحها الدعم والتشجيع باستمرار في إكمال تعليمها، واستمرت في دراسة الماجستير والدكتوراة وتعمل حالياً في أكثر من جامعة خاصة، لتشيد بزوجها الذي كان الزوج والأب ونعم السند لها.

فيما تعاني شريحة كبيرة من النساء من الأمية وتوقف التعليم مبكراً بعد الزواج المبكر لرفض الكثيرين في اليمن من استمرار زوجته في التعليم.

تقول الأخصائية الاجتماعية/أنيسة العريقي إن كثير اًمن الأزواج يحجمون عن جعل زوجاتهم يواصلون التعليم حتى لا يحصلن على تعليم أفضل منهم، وللتفرغ بالكامل لمسؤولياتها تجاه الزوج والأولاد، وهذا مفهوم خاطئ فالكثير من النساء قادرات على التوفيق بين الدراسة والمسؤولية الملقاة على عاتقهن.

نماذج مشرقة لرجال استطاعوا كسر حواجز المجتمع في توفير التعليم لبناتهم وزوجاتهم في الاستمرار في التعليم وتحقيق نجاحات أكبر على مستوى الأسرة والمدرسة والعمل، ويعود الفضل في ذلك إلى تعزيز الذكورية الإيجابية من قبل أهاليهم.

 

  •  هذا المقال أحد المقالات المرشحة ضمن “القائمة القصيرة” في مسابقة “المقال” ضمن أنشطة حملة “دعم أبطال المجتمع” التي نظمتها منصتي 30.

 

 

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً