يُعرف الشتاء بأنه الفصل الأبيض، الصقيع والبَرَد والأمطار والثلوج، وتقلبات جوية تعيشها الكرة الأرضية بشقيها الشمالي والجنوبي، مع تباين الطقس في شقي الأرض، ولكنها لا تعدو عن كونها علامات كافية لبدء الدورة الشتوية بتفاصيلها الكاملة، وتلك إشارة للحزن والخمول الموسمي عند أولئك الذين يعانون من الإحباط الشتوي.
تتسبب التقلبات المناخية التي تتناوب على الشتاء من بدايته حتى نهايته في خلق الكثير من الاضطرابات العاطفية التي تنعكس بدورها على الحياة العامة للإنسان، الاكتئاب الشتوي إحدى تلك الاضطرابات الغامضة، التي قد يقع ضحيتها كثيرون من حيث لا يعلمون.
الاكتئاب الشتوي
يُصنف الاكتئاب الشتوي (أو اكتئاب الشتاء) ضمن الاضطرابات العاطفية الموسمية (Seasonal affective disorder) ويُعرف اختصارًا بـ”SAD”، وهو نوع من الاكتئاب المرتبط بالتغيرات المناخية الموسمية. وبحسب دراسة صادرة عن جامعة “هارفارد”، فإن هذا النوع من الاكتئاب يأتي ويذهب في نفس الأوقات تقريباً كل عام، والأعراض تبدأ بالظهور في الخريف وتستمر حتى نهاية أشهر الشتاء، ما يستنزف طاقة الفرد ويجعله يشعر بتقلبٍ في المزاج، ينعكس في تعامله مع محيطه وعلى ممارسته لطقوسه اليومية كالمعتاد.
أعراضه
في معظم الحالات، تظهر أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي، ومن ضمنه “الاكتئاب الشتوي”، في أواخر الخريف أو أوائل الشتاء وتختفي خلال الأيام المشمسة في الربيع والصيف.
ويعاني الأشخاص المصابون بالنمط المعاكس، أي “الاكتئاب الربيعي”، من أعراض تبدأ في الربيع أو الصيف. في كلتا الحالتين، قد تبدأ الأعراض بشكل خفيف وتصبح أكثر حدة مع تقدم الموسم.
وبحسب تقرير لمجلة “مايو كلينيك” الطبية، تشمل علامات الاضطراب العاطفي الموسمي وأعراضه ما يلي:
- الشعور بالاكتئاب معظم اليوم في أغلب الأيام.
- فقد الاهتمام بأنشطة كان الفرد يستمتع بها سابقاً.
- انخفاض النشاط.
- وجود مشكلات تتعلق بالنوم.
- الشعور بتغيرات في الشهية أو الوزن.
- الشعور بالخمول أو الاهتياج.
- صعوبة التركيز.
- الشعور باليأس أو فقدان الأمل أو الذنب.
- تردد أفكار حول الموت أو الانتحار.
في السياق ذاته قد تتضمن الأعراض الخاصة بالاضطراب العاطفي الموسمي المرتبط ببداية الشتاء، الذي يُطلق عليه أحياناً “اكتئاب الشتاء”، بحسب التقرير، ما يلي:
- فرط النوم.
- تغيرات الشهية، وخاصة اشتهاء تناول أطعمة عالية الكربوهيدرات.
- زيادة الوزن.
- الإرهاق أو نقص الطاقة.
أسبابه
ووفقًا لدراسة جامعة “هارفارد” يبقى السبب الأساسي في الاضطراب العاطفي الموسمي غير معلوم، لكن تشمل بعض العوامل المؤثرة الآتي:
- ساعة الفرد البيولوجية (إيقاعه اليومي): يمكن أن يسبب انخفاض مستوى ضوء الشمس في الخريف والشتاء الاضطرابات العاطفية الموسمية (SAD) ، ويمكن لانخفاض مستوى ضوء الشمس أن يعطل ساعة جسم الفرد البيولوجية وأن يؤدي إلى شعوره بالإحباط.
- مستويات “السيروتونين”: يلعب انخفاض “السيروتونين”، وهي مادة كيميائية في المخ (ناقلات عصبية) تؤثر على المزاج، دوراً في الإصابة بمرض التصلب المتعدد، ويمكن لانخفاض مستوى ضوء الشمس أن يسبب انخفاضاً في مستوى “السيروتونين”، ما يؤدي إلى الشعور بالإحباط.
- مستويات “الميلاتونين”: يمكن لتغير الفصول إعاقة توازن مستوى “الميلاتونين” في الجسم، الذي يلعب دوراً في تنظيم النوم واعتدال المزاج.
عوامل الخطر
يُشخّص الاضطراب العاطفي الموسمي في كثير من الأحيان عند النساء أكثر من الرجال، وذلك بحسب تقرير لجمعية “علم النفس الأمريكية”. وتكون الاضطرابات العاطفية الموسمية أكثر شيوعاً بين الشباب.
وتتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي ما يلي:
- التاريخ العائلي: من المحتمل أن يكون لدى الأشخاص المصابين بالاضطرابات العاطفية الموسمية أقرباء بالدم يعانون من نفس الاضطراب أو من شكل آخر من أشكال الاكتئاب.
- قد يعاني الفرد من اكتئاب شديد أو اضطراب ثنائي القطب: قد تسوء أعراض الاكتئاب موسمياً إذا كان الفرد يعاني من واحدة من هذه الحالات.
- أن يعيش الفرد بعيداً عن خط الاستواء: تعتبر الاضطرابات العاطفية الموسمية أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين يعيشون أقصى شمال أو جنوب خط الاستواء، وقد يكون هذا بسبب انخفاض ضوء الشمس خلال الشتاء.
علاجه
من الطبيعي أن يشعر المريض بالاكتئاب الموسمي بالتعب عدة أيام، ولكن عند الشعور بالتعب، والعجز عن الإقبال على الأنشطة اليومية، ينبغي زيارة الطبيب. وهذا الأمر مهم خاصة في حالة تغيّر أنماط النوم والأكل، أو الشعور باليأس أو التفكير بالانتحار.
بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن يساعد التعرّض المتزايد لأشعة الشمس في تراجع أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي. على سبيل المثال، قضاء الوقت بالخارج أو ترتيب المنزل أو المكتب بحيث يتعرّض الفرد للشمس أثناء النهار.
كما أن العناية بالصحة العامة، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول الطعام الصحي، والحصول على النوم الكافي، والبقاء نشطاً ومتصلاً (مثل التطوع والمشاركة في الأنشطة الجماعية والالتقاء بالأصدقاء والعائلة)، يمكن أن تساعد في العلاج.
لا تتجاهل هذا الشعور السنوي ولا تعتبره ببساطة مجرد حالة “من تغيُّرات الشتاء المزاجية” أو الهلع الموسمي الذي يجب عليك تحمله بمفردك. اتخذ خطواتٍ لتُبقِ مزاجك ودافعيتك ثابتين طوال العام..
شتاء دافئ نتمناه لكم…
الشتاء ليس الموسم الوحيد للبرد
الجفاء برد والخيبه برد… الخذلان برد،فراق الاحباب برد…تغير الاعزاء برد،فقدان الشعور ،برد وموت الضمير برد والخيانه والخديعه برد ،برد الروح واشد قسوة من اي برد
مرحبا بك, نأسف لمرورك بتجارب غير سعيدة. جرب ان تحصل على نظرة وطاقة ايجابية واستفادة من كل ما ممرت به, وسترى أن لكل فصل جمالا اخر..