قد يشكّل اعتماد النساء والفتيات غير المتناسب على الأعمال المعرّضة للتأثير بتغيّر المناخ مثل الزراعة ووصولهن للموارد المائية أو الاحتطاب نتيجة أزمة الغاز المنزلي، تهديداً على صحتهن ويزيد من إمكانية تضررهن من الآثار المدمرة الناجمة عن الأعاصير، الفيضانات وموجات الجفاف.
كشف لنا استبيان “النوع الاجتماعي في مواجهة أزمة المُنّاخ” العديد من القصص التي شاركها جمهور منصتي 30 لفتيات ونساء يمنيات يقدمن نماذج إيجابية في مواجهة أزمة المناخ.
أشار بعض المشاركين من عدة محافظات أنه ونظراً لشحة المياه وصعوبة الوصول إلى مياه الشرب النظيفة التي تواجهها مناطق مختلفة خصوصاً في الريف اليمني، نساء كثيرات يقمن بتجميع مياه الأمطار خلال المواسم وترشيحها لإعادة استخدامها في الأعمال المنزلية والرّي.
أحد المشاركين تحدث عن قصة كفاح والدته وهي امرأة تمتهن الزراعة في إحدى عُزل مديرية جبل حبشي بتعز قامت بزراعة حقل فواكه وخضروات وأعشاب عطرية وهو الأول في المنطقة التي تشتهر بزراعة القات والذي استهلك الكثير من مخزون المياه الجوفية للمنطقة.
امرأة أخرى قامت ببيع ذهبها كاملاً لحفر بئر في منطقتها التي كانت تعاني من شحة المياه، بينما آخريات يقمن بزراعة أشجار مختلفة لحماية التربة من الانجراف في المناطق التي يهدد فيها انجراف التربة المحاصيل الزراعية ومنازل المواطنين.
مزارعات في مناطق مختلفة أصبحن يعتمدن على الطاقة النظيفة فتم الاستغناء عن وقود الديزل والمولدات وشراء منظومات الطاقة الشمسية في المزارع.
إحدى المشاركات قالت “بسبب أزمة الغاز المنزلي التي أصبحت عبئاً كبيراً على الناس ورغم أيضاً مشاكل الاحتطاب وأثرها السلبي على صحة النساء بسبب الأدخنة المتصاعدة، نساء عديدات من قريتي وقرى مجاورة في تعز أصبحن يرشّدن مسألة التحطيب الجائر وقطع الأشجار الخضراء، ويبحثن عن حلول بديلة من مخلفات الحيوانات”.
أمينة بن طالب، شابة في صنعاء قامت بتحويل البلاستيك إلى طوب بناء حيث يقوم مشروعها في الأساس على التقليل من مادة الإسمنت والذي يعتبر ملوثاً شديد الخطورة على صحة الإنسان والبيئة بشكل عام، عن طريق تدوير صناعة علب البلاستيك والتي يستخدمها اليمنيون بكثرة.
امرأة من لحج كانت تستبدل أكياس البلاستيك بالورقية أو القماشية خصوصاً عند شراء الروتي وأي أطعمة أخرى. وهناك أخرى تقوم بتحويل المواد البلاستيكية في الشوارع إلى مواد زينة تباع في الأعياد وأيضاً لتزيين الحارات في شهر رمضان.
الإعلامية المعروفة رندا عكبور قامت بافتتاح مشتل في عدن تبيع فيه مختلف الأشجار والزهور وتشجع الناس على زراعتها في منازلهم وحاراتهم والاعتناء بها للحفاظ على البيئة وتلطيف حرارة الجو في عدن.
أحد المشاركين قال: “معلمة الجغرافيا في مدرستي الابتدائية كانت أول امرأة يمنية مهتمة بالبيئة قابلتها في حياتي، غرست فينا حب البيئة وكنا نخرج معها في حملات تشجير حول المدرسة وفي الشارع”. وأضاف آخر: “أمي (زينب) علمتني الاهتمام بالبيئة منذ أن كنت طفلاً فهي اعتادت على زراعة شجرة مع كل مولود لها وهي الآن تزرع شجرة مع قدوم كل حفيد جديد”.
إحدى الشابات قامت بتأسيس مبادرة لحماية البيئة بعنوان “ساق البامبو”، تعمل في صنعاء وتهدف لحماية البيئة والتوعية بالأخطار التي تهددها. تعمل المبادرة على التوعية الإعلامية والتدريب في إعادة التدوير وغرس الأشجار في الأحياء والمدارس والجامعات والأماكن السياحية.
د. بلقيس زبارة وهي أستاذة في مادة الكيمياء الفيزيائية كانت لها جهود وأبحاث في تأثير مادة الفلورايد مياه الشرب في تعز وقامت بابتكار فلترة للتخلص من هذه الشوائب المضرة بالبيئة وصحة الإنسان.
في عام 2018 نساء كثيرات من عدن واجهن هطول الأمطار الغزيرة وغرق الكثير من المنازل. فكنّ يعملن خلال نهار رمضان دون كلل لشفط المياه وتنظيف المنازل ومساعدة الأسر على النجاة وتوفير احتياجاتهم. في نفس العام تقريباً النساء في محافظة المهرة واجهن إعصار “لبان” وقمن بأدوار بطولية في التكيف مع التغير المناخي والكارثة الإنسانية التي خلفها هذا الإعصار في المحافظة.
أحدهم أضاف: “لا أستطيع أن أنسى ذلك المشهد الذي غرق فيه منزلنا بسبب هطول الأمطار بغزارة في محافظة إب ولم يقم بإنقاذنا أحد حولنا ماعدا امرأة واحدة في منطقتي قامت بالتحرك فوراً الى الجهات المسؤولة ولم ترجع إلا ومعها بوزة شفط لإنقاذنا من الغرق ومن يومها وأنا أؤمن بأن النساء اليمنيات يستطعن القيام بأدوار بطولية بمسؤولية وشجاعة كبيرة”.
يأتي استبيان “النوع الاجتماعي في مواجهة أزمة المُنَاخ” بالتعاون مع مؤسسة “الصحافة الإنسانية“، ضمن أنشطة مشروع “المرأة، السلام والأمن” الذي تنفذه منصتي 30 بإشراف من RNW Media، وبتمويل من وزارة الخارجية الهولندية و Care Netherlands.
الصلوي
اتمني اكون الفائزه
المرأة نصف المجتمع