العقد النفسية عند المراهقين

يعاني المراهقون خلال فترة المراهقة من مشكلات نفسية عديدة، مثل الشعور بالقلق والخوف الشديد، أو الإصابة بالوسواس القهري، و الاكتئاب، وشعور بالحزن غير المبرر دون معرفة سببه، مرافق بتشوش في عملية التفكير والرغبة في العزلة والابتعاد عن مخالطة الناس.

وهذا ينعكس في صورة تغيرات سلوكية حادة وعدم الاهتمام بالنفس أو النظافة الشخصية، و كثرة الشكوى من الألم الجسدي.

كيف تتكون العقد النفسية؟

تبدأ العقد النفسية بالظهور عند المراهقين كرد فعل انفعالي سلوكي تجاه شيء قد يكون في بعض الأحيان تافهاً للغاية، و بسببه يشحن المراهق ردة فعل شديدة تجاه موقف معين وبسلوك محدد يتجاوز كل الحدود وهو السلوك الذي يتم الحكم عنه بالغالب على انه مغالاة في السلوك ورد الفعل.

في البداية تتكون العقد النفسية كحصيلة لما يمر به المراهق من أحداث في الماضي ونتاج خبرات خلال الطفولة والتي تلعب دوراً رئيسياً في نشوء مختلف العقد النفسية.

وتتكون أيضاً العقد النفسية من التجارب البارزة، كالصدمات النفسية، او المناخات النفسية التي تسبب الاضطرابات كأن يعاني المراهق من الغيرة من اخوته، وعدم مقدرته على التعبير عن نفسه، ويلعب التدليل المفرط في مرحلة الطفولة دوراً كبيراً في تكوين هذه العقد عند المراهقين.

وتلعب الفترات الحساسة في حياة الطفل والمراهق كذلك دوراً رئيسياً في تكوين العقد النفسية، وبالذات الفترة الحساسة لعلاقة الطفل بالأم وشعوره بفراقها حين تغيب عنه أو بسبب الفروق بين الجنسين والتي تبدأ بالغالب مع العام الرابع من عمر الطفل، وايضاً تعد مرحلة ما بعد سن السادسة من الفترات الحساسة لعواطف الطفل الدونية وهو العمر الذي يدرك الطفل فيه نفسه على أنه مازال صغيراً يعاني من الضعف ويشعر باختلافه عن الآخرين.

بعض الاضطرابات التي تصيب المراهقين:

اضطرابات عاطفية

وتظهر عادة خلال فترة المراهقة، و قد يشعر المراهقون الذين يعانون من اضطرابات عاطفية أيضًا بسرعة الانفعال أو الإحباط أو الغضب، ويمكن أن تتداخل الأعراض بين عدة أشكال من الاضطراب العاطفي، وتتخللها تغيرات سريعة وغير متوقعة في المزاج وثوران انفعالي.

وعلى الصعيد العالمي، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الاضطرابات العاطفية تؤثر بشكل كبير على أداء المراهق الدراسي.

اضطرابات سلوكية

اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الاضطرابات السلوكية عند الأطفال تعد ثاني الأسباب الرئيسية لعبء المرض بين المراهقين الصغار ما بين الـ ١٠ و ١٤ سنة.

وتشمل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، واضطراب التصرف.

وهذه الاضطرابات السلوكية قد تؤدي إلى سلوك إجرامي، إلى جانب تأثيرها السلبي على تعليم الصغار في هذا العمر.

اضطرابات الأكل

تظهر هذا النوع من الاضطرابات عادة عند الإناث أكثر من الذكور، ويمكن تمثيلها بالقَهَم العُصابي والنُهام العصابي واضطراب نهم الطعام، وهي سلوكيات أكل ضارة، وتعتبر اضطرابات الأكل مضرّة بالصحة، و غاليا ما يتعايش هذا النوع من الاضطرابات مع الاكتئاب و القلق.

اضطرابات النوم أو ما يعرف بالذهان

عادة ما يظهر الذهان في أواخر مرحلة المراهقة أو في بداية مرحلة البلوغ، وقد تصاحب  أعراض الذهان حالات من  الهلوسة أو الوهام، ويمكن أن يعيق الذهان المراهق من المشاركة في الحياة اليومية والتعلم.

اضرار العقد النفسية عند المراهقين:

السلوكيات الضارة 

إن العديد من السلوكيات مثل التدخين و شرب الكحول وتعاطي المخدرات أو السلوكيات الجنسية المحفوفة بالمخاطر، تبدأ خلال فترة المراهقة، ويمكن أن تشكل هذه السلوكيات خطراً على المراهق و يكون لها أثر وخيم على السلامة النفسية والبدنية للمراهق.

وقد بلغ معدّل تعاطي التبغ والقنب إلى 4.7% بين الأطفال التي تتراوح أعمارهم بين 15 و16 سنة، كما أن الخوض في ارتكاب العنف سلوك يزيد من احتمال تدني التحصيل الدراسي، و الانخراط في الجريمة أو الوفاة.

إيذاء النفس

بحسب منظمة الصحة العالمية، أشارت التقديرات في العام ٢٠١٦  إلى أن ٢٦ الف مراهق ماتوا نتيجة لإيذاء النفس، هذا ويعد  الانتحار في صفوف المراهقين الأكبر سنًا، ١٥ إلى ١٩ سنة، ثالث الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الوفاة.

وتعددت العوامل المؤدية إلى الوفاة، فتراوحت بين تعاطي الكحول و المخدرات على نحو قد يؤدي للوفاة، والتعرض في مرحلة الصغر إلى إساءة المعاملة، و النظرة الدونية للتماس المساعدة، كما أن التواصل بخصوص السلوك الانتحاري عبر وسائل التواصل  الاجتماعي شكل مصدر قلق جديد العهد لهذه الفئة العمرية.