الفتيان مرحلة المراهقة
article comment count is: 0

الفتيان في مرحلة المراهقة!

جميعنا قد مررنا بمرحلة المراهقة، والبعض منا كان يبذل جهداً كبيراً في التشبه بأقرانه من الأصدقاء، دعونا نتفق في البداية أن هذا أمر طبيعي، كونه لا تخلو حياة الإنسان من تأثير الأصدقاء من حوله، ولكن الأهم أن يكون التأثير إيجابياً، وقد يكون أحياناً بصورة سلبية، ولكن الأهم ألا ينعكس بصورة سلبية على تصرفات المراهق، والأهم من كل ما سبق ألا يبلغ التأثير حده بحيث يتحول في تلك المرحلة الحساسة والحرجة إلى شيء يشغل بال المراهق على الدوام.

كيف يكون تأثير الأصدقاء؟ 

يعرف علماء النفس تأثير الأصدقاء بمصطلحات عدة، فربما يكون قد صادفك في مكان ما أو سمعت عن تأثير الأقران، أو ضغط الأنداد في مرحلة المراهقة، ولهذا التأثير بدوره أشكال مختلفة، حيث قد يكون مثلما قلنا في البداية على صورة تقليد المراهق لأقرانه في مختلف جوانب الحياة، وقد يأتي أيضاً بصورة يقدم خلالها المراهق نفسه بأفعال تأتي في اتجاه معاكس لما نشأ وتربى عليه بغرض مجاراة أقرانه ونيل إعجابهم وكسب صداقتهم، وقد يجعل المراهق يقوم بأشياء جديدة لم يسبق له تجربتها.

أنت من تختار نتيجة صداقتك!

ولا يشترط أن يأتي التأثير في كل مرة مخالفاً لرغبات الأهالي، او بأشياء سلبية، ويأتي أحياناً في مصلحة المراهق كأن يقتدي المراهق بالأشياء الجيدة التي يقوم بها أقرانه، أو تزيد الصداقة من ثقته في نفسه، وتنعكس بصورة إيجابية على شخصيته وصفاته كأن تجعله أكثر إبداعاً وتنمي مواهبه.

ولا يخلو التأثير من جوانبه السلبية، التي يلزم التحذير منها، كون رغبة التقليد العمياء قد تشكل عبئاً وضغطاً نفسياً، وتغييراً في السلوك والناحية الصحية، كأن يقوم المراهق بأفعال، وممارسات ضارة بالصحة لمجاراة أصدقائه كالتدخين مثلاً.

أهمية الثقة بالنفس

ويكشف مختصون اجتماعيون أن المراهقين الذين ثقتهم في أنفسهم ضعيفة هم أكثر عرضة لضغط تأثير الأصدقاء بصورة سلبية، وذلك بسبب افتقادهم لتكوين الصداقات، وشعورهم بعدم محبة من حولهم، لذا يلجؤون لتقليد أقرانهم بشكل مضاعف لاعتقادهم أن ذلك السبيل الوحيد لتكوين الصداقات.

بينما يختلف الأمر في المراهقين الذين يمتلكون ثقة عالية في أنفسهم، وتغلب شخصيتهم المتفردة على تأثير الأقران بشكل عام.

هل يستدعي تأثير الأصدقاء القلق 

يشعر الكثير من الأهالي بالقلق المضاعف على أولادهم المراهقين من تأثير أقرانهم، لاعتقادهم أن ذلك قد يغير من مسار قناعات ومبادئ أولادهم الذين تربوا عليها كي يكسبوا ود أصدقائهم، أو مدى وعي أولادهم المراهقين ومقدرتهم على تجاوز التأثير السلبي للأقران، لذلك لا داع للهلع متى ما كان المراهق قريباً من أهله، ويجد دائماً خطوط التواصل مفتوحة دائماً، ولا تنعدم معهم الوسائل الخاصة للتواصل، إضافة لتشجيع الأهالي لأولادهم في تكوين الصداقات المختلفة.

كي تتجنب الدخول في دوامة  التأثير المفرط للأصدقاء

لا يجب أن تجعل عزيزي المراهق علاقاتك بأصدقائك تأخذ منحنى سلبي، بطريقة تؤثر على حياتك، ولا تنسي دائماً كل المبادئ والقيم التي نشأت عليها، وتذكرها دائماً قبل خوض أي موقف مخالف لما تربيت عليه، واختر أصدقاءك بعناية تامة، وكن حريصاً أن تجعل محيط صحبتك يناسب قيمك، كونك ستحتاج لذلك في المستقبل القريب.

أن يكون لك صديق سند في الحياة وعون لك في تطوير نفسك، ودائماً قبل الإقدام على أي فعل يرغب منك أقرانك القيام به، تذكر أن الله منحك عقلاً، فكر بكل الأسباب التي تدفعك للقيام بذلك، هل ما ستقوم به أمر صحيح؟ وهل ستنتج عنه تأثيرات قد تعيقك في مستقبلك، كون ذلك سيجنبك العديد من المشاكل، ولا بأس أن تتعلم طرقاً مختلفة للرفض، وإيجاد الأعذار المناسبة لتتجنب أصدقاء السوء.

 

اترك تعليقاً