تتجلى صور إنسانية ملهمة من خلال قصص النساء اليمنيات اللواتي يسعين جاهدات لإحداث تغيير في مجتمعاتهن، وخاصة النساء في المناطق الريفية ومن بين هؤلاء النساء، نجد فاتن سيف مفلح، البالغة من العمر 40 عامًا، والتي تعتبر واحدة من الرائدات في مجال الإغاثة والتعافي في منطقة انبوه بمديرية المعافر غربي محافظة تعز.
تقول فاتن لمنصتي 30،”كان لدي دافع إنساني لخدمة الفئات الأكثر فقراً والأشد احتياجاً في المجتمع. وما أجمل أن يشعر الإنسان باحتياجات الآخرين ويساهم في تخفيف معاناتهم”. بدأت فاتن العمل في مجال الإغاثة منذ حوالي 8 سنوات، ورغم الصعوبات التي واجهتها في البداية، استطاعت بناء علاقات قوية مع المجتمع المحلي وحصدت ثقة السكان المحليين والسلطات المحلية والمنظمات العاملة.
تحديات
رغم التحديات الكبيرة التي تواجه النساء الريفيات، تم ترشيح فاتن من قبل المجتمع المحلي مندوبة للقطاع النسوي في القرية، تضيف قائلة، “أصبحت مندوبة قطاع النساء في قريتي وأصبحت قادرة على طرح ومناقشة احتياجاتهم مع الجهات المختصة، مما أشعرني ذلك بمسؤولية كبيرة”.
تواجه النساء في الأرياف العديد من التحديات، خاصة العاملات في مجال الإغاثة، وتوضح فاتن، “تحاط المرأة الريفية بالتحديات من كافة الجوانب، خاصة في الرعاية الصحية والتعليم والفرص الاقتصادية، وقلة الاعتراف بدورها وعدم تمثيلها في اتخاذ القرار”.
من جانبها، تشارك سامية محمد الجهراني، البالغة من العمر 50 عامًا، تجربتها لمنصتي 30 تقول سامية، “كانت البداية صعبة، خاصة كامرأة في مجتمع متحفظ، لكنني استطعت تجاوز هذه الصعوبات بفضل ثقتي بنفسي”.
بدأت سامية عملها في مجال الإغاثة في مديرية التربة بمحافظة تعز في عام 2019، تؤكد سامية على التحديات التي تواجه النساء العاملات في الإغاثة “تتعرض النساء أحيانًا للإهانات والتهديد من بعض الأسر التي يتم استبعادها أو عدم تسجيلها وهذه من أهم التحديات”، وتتابع حديثها “أحياناً نتعرض للخطر بسبب عملنا، والتهديد من بعض الأسر التي يتم استبعادها أو تسجيلها بحجة الشك أن لنا دور في ذلك”.
أهمية الدور النسائي
عملت سامية بالمشاريع الخاصة بإصلاح الطرق في منطقتها وكان لها دور في الإغاثة أثناء جائحة كورونا، والتوعية، وكانت سامية مسؤولة، العلاقات العامة لذوي الاحتياجات الخاصة، كما نفذت العديد من الدورات التدريبية والتوعوية وحصلت على عدد من الشهادات التقديرية.
يقول أستاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة تعز الدكتور محمود البكاري، “تعد المرأة الريفية من أهم عوامل الإنتاج في المجتمع اليمني منذ القدم وتتولى القيام بأعباء كبيرة” ويضيف، “مع تطور الحياة وتعقد متطلبات المعيشة فإن الجهود التي قامت بها المرأة في عملية الاستجابة الإنسانية في المديريات الريفية، وخاصة المرأة الريفية المتعلمة قد ساهمت كثيراً في تلبية احتياجات المواطنين في الأرياف في الحصول على المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تقدم من المنظمات الدولية والمحلية”.
وأضاف البكاري “أن الدور الإيجابي لصالح المرأة الريفية، فقد حظيت من خلاله بقبول وتفهم وتشجيع من المجتمع المحلي ما يعني أن المرأة الريفية أحرزت لنفسها مكانه اجتماعية في الظروف العادية والاستثنائية، وهذا يشجع المرأة الريفية على تحقيق المزيد من النجاحات وخاصة من حيث الإقبال على التعليم بمختلف مستوياته لتقوم بدورها على أكمل وجه في خدمة المجتمع وتحقيق التنمية الاجتماعية”.
ترى سامية أن احتياجات النساء في الأرياف يجب تلبيتها لزيادة أدوارهن، مثل زيادة الأمان ورفع الوعي وتوفير الدعم من المنظمات. وتؤكد على ضرورة حماية النساء من التعرض للإهانات أو الخطر، وتسليط الضوء على جهود النساء الريفيات بشكل أكبر، فالمرأة الريفية تظل رمزًا للصمود والإصرار.