مع شروق يوم السبت، الموافق 29 فبراير بدأت الجولة الثقافية بالتعريف بالجولة والهدف منها، أعقبه نشاط تعارفي للمشاركين بهدف خلق تناغم بينهم كفريق واحد، وهذا النشاط هو من تنظيم منصتي 30 بالشراكة مع يونسكو وبدعم من الاتحاد الأوروبي.
توجه مجموعة من المؤثرين والمؤثرات إلى مدينة شبام لأخذ لمحة عن مدينة شبام التاريخية مروراً ببيوتها الطينية البهية والمتلاصقة جميعها عدا بيتين، 444 منزلاً بأطوالها الشامقة وأبوابها الخشبية المزخرفة بالنقوش و تواريخ البناء، وأبواب المسلف التي تصل بين بعض البيوت من طوابقها العليا وصولاً لجامع هارون ابن الرشيد “جامع شبام”، والذي يعد من أقدم مساجد اليمن، ويعود تاريخ بنائه إلى السنة الثامنة للهجرة، ففيه تقام صلاة الجمعة والعيدين. وقد أمر الخليفة العباسي هارون الرشيد عامله بشبام بترميمه وأوقف له أراضٍ شاسعة على طول أراضي حضرموت، وبذلك نسب المسجد لهارون الرشيد، وبأمر من الملك المنصور عمر بن علي بن رسول أول ملوك الدولة الرسولية قام السلطان عبدالرحمن بن راشد بن إقبال بعمارته وعمل له منبراً خشبياً في سنة 643هجرية.
أما متحف المنبر الذي جاور الجامع فقد حوى المنبر القديم لجامع هارون ابن الرشيد، والذي ظل لفترة طويلة حطاماً حتى وقت قريب حين أعيد ترميمه.
بُنيت الصفراء على ربوة وتعاقبت على حكمها 21 دولة، ولها مسميات كثيرة منها: شبام نسبة إلى شبام ابن الحارث، وذكرت في القرن الرابع قبل الميلاد في النقوش اليونانية والمصرية، كذلك العالية، أم اليتامى، و شباء في مرحلة ما بعد نزوح كندة من شبوة إليها، و تمتد من جبل الخبة إلى ذي أصبح.
منذ قرون طويلة وحتى اليوم ماتزال للمدينة بوابتها الوحيدة، وهناك خمسة مداخل على واجهات السور المنيع الذي يحيط بالمدينة ويبلغ ارتفاعه ما بين 3-6م، أبعاده 300*250م بني من الطين والمدر. تتكون البوابة من جزئين، منها ممر للنساء اللاتي كن يجلبن الماء على ظهورهن من الآبار الموجودة في السائلة قبل 50 عاماً، كانت البوابة تغلق في المساء بعد صلاة المغرب وقد أعيد تثبيت مصراعي هذه البوابة عام 2005 م بعد أن تم ترميمها من قبل مشروع تنمية المدن التاريخية.
في عام 698 تعرضت لسيل كبير جرف أكبر المنطقة وأصبحت كالجزيرة لا يمكن الدخول والخروج منها فبنوا هذه المباني العالية التي سميت بناطحات السحاب. والتي تتكون من سبعة مساجد وأربع سرحات “ساحات”: سرحة الجامع، سرحة براهم، سرحة باذيب، وسرحة الحصن التي تعد أكبر ساحات المدينة وفيها كان يؤدي رجال الشرطة تدريباتهم الصباحية وتؤدى تحت القصر الجنوبي كل صباح ومساء تحية العلم القعيطي وكانوا يقرعون على آلة حديدية عند رأس كل ساعة.
هناك أيضاً قصران؛ القصر الجنوبي وروعي عند بنائه أن يكون سكن للأسرة الحاكمة وكان آخرها الأسرة القعيطية إلى جانب كونه مقراً للحكم، عمل له مدخلان في الجهة الغربية الشمالية ويعتبر المبنى آية في الهندسة المعمارية إذ يحتوي على مخزن للأسلحة والعتاد، له أبواب ونوافذ واسعة متناسقة مع حجمه وحالياً يوجد بالقصر مكاتب المجلس المحلي.
أما القصر الشمالي: من أقدم مباني شبام وأكبرها وكان مقر لحكم الدول المتعاقبة على شبام وأجزاء من حضرموت وفي عام 617م حفر له أساساته بن مهدي وأكمل بناءه علي بن جعفر الكثيري وحفر به خندقاُ في جميع الجهات داخل المدينة المسورة. وفي عام 1957م أزيل منه الطابقان العلويان حفاظاً على سلامة المبنى وفي العقود اللاحقة تم الاستفادة منه كمستشفى ثم كصفوف دراسية تابعة لمدرسة الرشيد أما اليوم فهو مقر لمكتب الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية.
كانت شبام تعد عاصمة ثقافية، اقتصادية، سياسية بوادي حضرموت لموقعها الجغرافي الهام على طريق اللبان، ففي بداية سوقها القديم يمكن المار مشاهدة ميزان القبان لقياس عدول الموازين بالطن والمن، فقد كانت تصدر المواد الغذائية لزبيد وصنعاء، وتعد مربط القوافل.
في مركز الحرفيين والذي كان بيتاً قديما لأبوبكر الأعجم. يحوي منتدى شباب حضرموت الثقافي في أحد أدواره السبعة وهو كأي منزل آخر، تم التعرف على مكونات البيت الشبامي والتي تبني من مكونات طبيعية تخلط مع بعضها وهي: “التبن، الطين، الرماد، والنورة”.
الطابق الأول: يوجد به ما تسمى بالضيقة وغرفة للتجارة.
الطابق الثاني: خزانات،
الرحى لطحن الحبوب والأغنام، كما تحفظ التمور هناك.
الطابق الثالث: غرفة رب الأسرة وممتلكاته الخاصة ذات السهم الواحد “عمود منتصف الغرفة”.
الطابق الرابع: غرفة المعيشة.
الطابق الخامس: المراويح “غرفة خاصة بالنساء وسطح كببر”.
الطابق السادس: غرفة استقبال الضيوف في المناسبات الخاصة.
الطابق السابع والأخير: غرفة حديثي الزواج.
وللشاي الشبامي “البخاري” نكهات خيالية ومتنوعة منها الزنجبيل، الكاكاو، الكركديه، الحليب، والفراولة، كذلك الأحمر المركز. ولا شيء يضاهي شربه مع رقصة الزربادي الشعبية.
قابل المشاركون والمشاركات في الجولة الكثير من الحرفيين في محلاتهم وإلى جانب منحوتاتهم من المباخر والمنحوتات الخشبية، ومطرزاتهم من السباعيات والبراقع والأثواب. وعبروا عن شعورهم بالحسرة لأن السياحة التي كانت تدر عليهم الكثير من الدخل لم تعد أبداً جزءاً من واقعهم بعد الحرب.
ومن المباني الهامة هناك مبنى جمعية حماية العمارة الطينية والذي يحوي نماذج الأدوات المستعملة في البناء هناك وهي الجمعية الخاصة بالبنائين المسؤولين عن ترميم وبناء أي شيء داخل المدينة على طرازه الأول تماماً.
اختتمت الجولة بالصعود لجبل يطل على المدينة بأكملها لتلويح المشاركين والمشاركات مع الغروب وبمشاهدته للمدينة بأكملها.
كم هو رائع هذا الشي الذي فعلتموه بانكم تتعرفو على ثقافتنا وتراث ارضنآ
كم تمنيت اني كنت معكم في الفريق