دمرت الحرب الدائرة في اليمن منذ ست سنوات، الكثير من المؤسسات الثقافية والمكتبات العامة، إضافة إلى أكشاك بيع الصحف والكتب، فيما تحولت بعضها إلى أماكن لبيع ألعاب الأطفال والمستلزمات الدراسية، والتحف والهدايا، بسبب عزوف الكثيرين عن القراءة.
متنفس للقراءة
“بسبب توقف المكتبات العامة والمؤسسات الثقافية، وجدنا صعوبة كبيرة في الحصول على مكان أو متنفس للقراءة واستعارة الكتب”، هكذا يتحدث الشاب حسام شهاب (24 عاماً) عن وضع القراءة والاطلاع في ظل الحرب مضيفاً: “حاولت أن أجد بعض البدائل، عن طريق استعارة كتب من بعض الأصدقاء، أو البحث عن الكتب الإلكترونية”.
لكن حسام يرى أن الكتب الإلكترونية تسبب كثيراً من المشاكل الصحية، أبرزها مشاكل في العين قائلاً: “الكتب الإلكترونية تعتبر بديلاً، ولكنها ليست كالكتب الورقية، فأنا أستمتع، ويمكن أن أقضي وقتاً طويلاً في قراءة كتاب، عكس القراءة من الجوال”.
كتابي في جوالي
فيما ترى منى الذبحاني (34 عاماً) وهي خريجة علم نفس، أن الكتب الإلكترونية بديل جيد وأفضل بالنسبة لها قائلة: “كوني مختصة نفسية، فأنا أحتاج للكثير من الكتب والمراجع، وقد وجدت أسهل طريقة بديلة للكتب هي الكتب الإلكترونية، وأصبحت القراءة أسهل بكثير بالنسبة لي، لأني أحمل كتبي معي في هاتفي، في كل مكان دون مشقة”.
مكتبات وأكشاك خالية من الكتب
تبدو المكتبات والأكشاك الآن خالية من المجلات والكتب الثقافية، رفوفها فارغة إلا من بعض الدفاتر والمستلزمات المدرسية والقرطاسية، فلأول مرة منذ نصف قرن تتوقف مثلاً مكتبة الوعي الثوري بتعز عن بيع وتوزيع الكتب والصحف والمجلات.
يقول صادق العريقي، مالك المكتبة: “كان الوالد يعمل منذ الستينات ببيع الكتب والمجلات والصحف، ولم يسبق أن تحولت إلى هذا الحال، فمنذ اندلاع الحرب تراجع شراء الكتب بشكل ملحوظ، كما أن الكثير من الصحف والمجلات توقفت عن الصدور، فاضطررنا إلى بيع الأدوات المدرسية والقرطاسية والحقائب وغيرها من المواد غير الكتب”.
كشك تعز هو الآخر كان من أكثر الأكشاك بيعاً للكتب والصحف، فقد كانت تصل مبيعات الكتب في اليوم إلى 40 كتاب متنوع، وأكثر من 500 نسخة من كل صحيفة ومجلة باليوم الواحد، بحسب مصطفى محمد، صاحب كشك تعز، حيث يقول: “قبل الحرب كان الإقبال على شراء الكتب والمجلات بشكل كبير، والآن لا يوجد إقبال على شراء الكتب مطلقاً، فقمنا بعرض الحقائب وألعاب الأطفال بدلاً عن الكتب”، وفي ختام حديثه معنا لخّص مصطفى أمنيته بأن تنتهي الحرب، وتعود الحركة الثقافية إلى المدينة، ويعود الناس إلى اقتناء الكتب”.
صرح الثقافة
وبحسب فيصل سعيد فارع، مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة، فإن للحرب تأثيرات فادحة على المشهد الثقافي بمعناه الواسع وعلى المؤسسات الثقافية، وفي طليعتها مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة قائلاً: “كل أنشطة المؤسسة أُلحِق بها ضرر فادح، أدى إلى خروج المكتبة كلياً من دائرة الفعل النوعي الذي تنهض به، وخاصة وقد أصاب مقرها دمار فادح في تجهيزاته، وقليل من الأضرار طالت مقتنياتها من مختلف أوعية المعلومات والكتب تحديداً، والتي أمكن تخزينها قبل وخلال الاقتحام في مكان آمن نسبياً، والمهم الآن استعادة عافية المدينة وتحقيق الاستقرار والأمن فيها، كي نباشر مجدداً تقديم هذه الخدمة النبيلة رفيعة المستوى”.
عودة الامل
يقول عبد الخالق سيف، مدير مكتب الثقافة بتعز: “الحرب جعلت من الكتاب سلعة غير رائجة لأن التمسك بالحياة هو الأولوية في ظل الحرب فقد انعكست الحرب بكل قتامة على تلك العلاقة الجميلة بين الجمهور والكتاب”.
مضيفاً: “سابقاً كانت دور المؤسسات الرسمية تقدم الدعم لطباعة كثير من المجلات والصحف والكتب، بحيث تصبح متوفرة للقراءة والاطلاع بأسعار رمزية”.
مؤكداً أن الترميم بمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة مستمر، وسيتم افتتاحها وعودة المقتنيات الفكرية وعودة الروح للكتاب في المدينة”.
مبادرات شبابية
قامت مبادرات ثقافية وأندية شبابية في أحياء روح الكتاب، كان “نادي الناصية الثقافي” بمدينة عدن من أوائلها، حيث تأسس بهدف رفد الحركة الثقافية في عدن والإسهام في الاهتمام بمواهب الشباب الإبداعية.
يقول بلال وليد (24 عاماً) وهو أحد مؤسسي النادي: “استشعرنا نحن الشباب حالة ركود الحركة الثقافية التي تعيشها مدينة عدن بعد الحرب وقمنا بتأسيس النادي”، مضيفاً: “بسبب الأوضاع الأمنية توقف نادي الناصية منذ عامين بعد مقتل رئيس النادي أمجد عبد الرحمن، ولم نستطيع أن نعيد افتتاحه خوفاً على سلامة الزوار أثناء فعاليات النادي”.
مجموعة صور ل اخر يوم معرض شهر مارس
شكرا لكل من لبى الدعوة
لنا لقاء اخر قريبا 😄
نادي الناصيةتم النشر بواسطة نادي الناصية الثقافي في السبت، ١٢ مارس ٢٠١٦
وقد قام النادي بالعديد من المشاريع والأنشطة الثقافية منها معرض “عدن تقرأ“، تم في الموسم الأول منه عرض أكثر من 2000 كتاب متنوع من مختلف المجالات الأدبية والثقافية والفكرية والعلمية والدينية وكتب التنمية والمجلات الثقافية وكتب للأطفال، وفي الموسم الثاني تم عرض أكثر من2500 كتاب متنوع يحوي على المجالات الأدبية والثقافية والفكرية والعلمية والدينية والسياسية وكتب التنمية البشرية والمجلات الثقافية، إضافة الي كتب تاريخية وكتب تربية أسرية وقصص أطفال باللغتين العربية والإنجليزية، كما حوى المعرض على رسومات تشكيلة وصور فوتوغرافية، وتم عرض أفلام وثائقية قصيرة عن الحرب على عدن.
المكتبة العامة
قامت مبادرة وصل للسلام الشبابية في نوفمبر من العام 2019 بإعادة افتتاح وترميم المكتبة العامة بتعز، التابعة للهيئة العليا للكتاب، بتمويل من منظمة شباب بلا حدود للتنمية، بهدف تهيئتها أمام القراء والزائرين، كما أن المكتبة وفرت أقساماً متخصصة للدراسات العليا.
أكبر مكتبة بالشرق الأوسط
أكثر من 50 مكتبة حكومية عامة تتبع الهيئة العامة للكتاب في اليمن، تأثرت معظمها نتيجة الحرب، ويقول عبد الكريم السامعي، مدير عام الهيئة العامة للكتاب بتعز: “كانت الهيئة على وشك إنجاز المكتبة الوطنية بصنعاء أكبر مكتبة في الشرق الأوسط، وقد أنجز 75% من بنائها بدعم من دولة الصين، إلا أن الحرب حالت دون تحقيق ذلك، مضيفاً: “كان لدينا أيضاً خطة طموحة لتوسعة المكتبة العامة بتعز، تشمل صالات وقاعة محاضرات، ومعارض دائمة، لكننا نأمل في أن تتوقف الحرب لنحقق ما كنا نصبو إليه”.
اختيار الموضوع كان رائعاً جداً
فنحن والكتب في هذا الزمن لا تربطنا اي علاقات سوى ذكريات الماضي
ان صلاح منصور عبد سعيد الأغبري