من عامل مكتبة إلى مالك متجر كتب!

مؤخراً وعبر مبادرات شبابية فردية، بدأت تغزو عالم التسويق الإلكتروني في اليمن متاجر إلكترونية لبيع الكتب الورقية مع خدمات توصيل لها.

توفيق العلوي، ابن ذي وصاب السافل محافظة ذمار هو أول من قرر أن يخوض تجربة بيع الكتب لمحبي القراءة في بلده في يناير عام 2016 عبر منصتي Instagram و WhatsApp والبيع فقط في المدينة التي يعيش بها “الحديدة “.

جاءت فكرة إدارة متجر الكتب بعد رجوع توفيق من غربته سنتين في المملكة العربية السعودية، حيث كان يعمل  في أحد المجمعات التجارية، ويقضي وقت فراغة في مكتبة جرير بجدة، عندما  كان يبحث عن أسماء الكتب التي تروقه، ولم تكن متوفرة في اليمن فانصدم من هذا الأمر.

قرر العلوي أن يوفر هذه الكتب له ولغيره من القراء والذين يواجهون شحة في توفر الكتب، ولم يكن يتوقع هذا النجاح الذي وصل له إطلاقاً.

توفيق أقام أكثر من ثمانية وعشرين معرضاً للكتب بكافة أقسامها من روايات عالمية، وعربية، وفلسفية، وتنمية بشرية، وتطوير الذات، وأيضاً شعر وخواطر، ولم ينسَ الكتب الدينية والإنجليزية، وقصص الأطفال المصورة، في أكثر من محافظة يمنية (الحديدة – عدن – صنعاء – إب – سيئون – المكلا – شبوة)، ولا يزال ينوي ويقوم بالترتيب لإقامة معارض للكتب في محافظتي المهرة وتعز.

كان توفيق هو من يقوم بشراء الكتب من الداخل و الخارج، ومن ثم يقوم بتوزيعها على حسب طلبات القراء.

حالياً يقوم توفيق بتشغيل أكثر من 40 مندوب ومندوبة بمختلف محافظات الجمهورية، ويقوم الآن بإدارة المتجر بنشر الكتب بشكل مؤقت عبر الواتساب على رقم (+96773485403)، وبشكل يومي على فيسبوك و انستاغرام.

يواصل توفيق حالياً إقامة معارض كتب للأطفال بالمدارس الأهلية بمدينة عدن، وهناك إقبال كبير من قبل الشباب لشراء الكتب، وهذا لا يقتصر على فئة الشباب فقط بل مختلف الفئات العمرية، من أطفال، شباب وكبار السن.

لدى توفيق حلم يود تحقيقية وهو أن يفتتح مكتبة عملاقة ببلده على الرغم من أنه يواجه الكثير من المعوقات في تنفيذ إدارة عمله، وذلك لعدم تقبل النقاط الأمنية عملية الإرسال اليومية لكراتين الكتب وبعض من عناوين الكتب والتي مسمياتها بعيدة كل البعد عن المحتوى كرواية الأديب الروسي تولستوي  “الحرب والسلام”.

يقول توفيق إن من الأشياء الجميلة التي قام بها في دعم الشباب المبدع وهي أنه تكفل بطباعة كتابين لكتاب ناشئين وتكفل بجميع تكاليف الطبع مع بيعها وإعطاء نسبة من البيع للكتاب.

ويضيف أن من أجمل المواقف التي مرت عليه هي تواجد رجل كبير في السن، مقعد على كرسيه المتحرك، حيث بادر إلى لقدوم لأحد معارض توفيق في عدن تحديداً، أقيم في المجلس التشريعي، رغم عدد السلالم التي تبلغ 50 درجة، فتم حمله وقام بشراء الكتب، وصمم على القدوم للاطلاع والقراءة، مشيراً إلى أن هذا هو ما يجب ان يقوم به الشباب الصاعد، وأن ما نعانيه الآن من حروب وفقر ما هو إلا جهل منا ولابد أن نقرأ  ونستمر بذلك.