استبيان | زواج الأقارب سلبياته أكثر من إيجابياته

يعد زواج الأقارب أحد أهم أشكال الزواج في المجتمع اليمني، وتعتبر هذه الظاهرة من الموروثات الاجتماعية المنتشرة بشكل واسع بالرغم من تحذيرات الأطباء والمتخصصين من نتائج هذا الزواج لما يتسبب به من أمراض وراثية للأطفال والأجيال المتعاقبة أو مشاكل أخرى قد توتر أو تقطع صلة القرابة بين الأسر المتقاربة. وفي استبيان “زواج الأقارب” الذي أعده حٌبَ وطِبَ المشروع التابع لـ RNW Media، كانت إجابات المشاركين حول سؤالنا “برأيك، كيف يمكن ضبط وتقليل نسب زواج الأقارب في مجتمع قبلي كاليمن؟” على النحو التالي:

• هناك عدة نقاط يجب العمل بها مثل: التوعية والتثقيف بحيث يتم عمل برامج خاصة تنشر مخاطر وأضرار زواج الأقارب عن طريق وسائل التواصل والإذاعات والتلفزيون.. الخ، حتى في المستوصفات والوحدات العلاجية المنتشرة في الأرياف، ويمكن أن يعمل القائمون فيها على خطة معينة لإيصال المعلومة للناس، وممكن صدور أمر من الدولة والجهات المختصة بمنع زواج الأقارب وعرض عينات المجتمع ممن تزوجوا من أقاربهم، وإظهار الآثار والأضرار بشكل مرئي للجميع لتكون رادعاً قوياً.

• يمكن ذلك فقط بمعرفة الآثار المترتبة على زواج الأقارب والخلافات الناجمة التي تؤدي إلى الطلاق وإحداث شرخ عائلي كبير بين الأسرتين وتدمير أواصر المحبة والألفة لدرجة ينتهي فيها بعدم رد السلام والسؤال عن أحوالهم، وأيضاً بالوعي أن القرار والاختيار الصائب والرغبة والحرية الشخصية لكل من الشاب والفتاة، ويوجد مثل يمني قديم متداول “إبعد عن أهلك يحبوك“، وهذا المثل يعد حكمة يمانية لا يعرف قيمتها الكثير إلا بعد فوات الأوان.
• المشكلة تكمن في من يقدمون على رفض زواج الأقارب وهذه تجربة شخصية سأعرضها عليكم، فأبي رفض زواج الأقارب وتزوج من أمي من عائلة ومنطقة مختلفة، ولا أستطيع أن أصف لكم مدى المعاناة التي طالت أبي وأمي وامتدت لنا بكل الصور، لقد حُرِم أبي من أمور كثيرة، منها محبة وود أهله، وكذا معاناتهم المادية، فقد حُرِم حتى من الأمور المادية، رغم أن أبي لم يقاطعهم ولم يتوقف عن ودهم، ونحن كذلك نالنا من الحب جانب فقد كانوا يفرقون بالمحبة والاهتمام بيننا وبين أولاد عمي الذين أمهم هي بنت عمهم، فقد كانوا يحبوهم ويهتموا بهم من كل النواحي المادية والمعنوية، والله وصل الأمر للتنمر علينا من أبناء أعمام أبي وكبرنا ونحن نشعر بعدم الانتماء والغربة رغم أننا كبرنا في مسقط رأس أبي وسط قبيلة من الأقارب، ولكن استمر زواجهم رغم كل ما مر بهم من مصائب وصل لحد القذف والضرب والحرمان من الميراث وغيره ولكنه استمر لأن أبي رحمه الله كان يحب أمي وتمسك بها لآخر لحظة.
• يعد الفحص قبل الزواج هو المعيار الأساسي داخل المجتمعات المتقدمة علمياً واقتصادياً في ضبط الزواج بين الأقارب وغير الأقارب على حدٍّ سواء، في حال ثبُت وجود الصفات المورفولوجية الإيجابية لإظهارها وتحسينها في الأجيال القادمة يصير عاملاً مشجعاً، بينما في حال ثبُت وجود الصفات المورفولوجية السلبية كالثلاسيميا، وانحلال الدم، وعامل Rh، والأمراض الوبائية كالتهاب الكبد، ونقص المناعة، ومرض السكري فيصير عاملاً مانعاً لزواج الأقارب وغير الأقارب، لهذا يجب أن ننفذ هذه الخطوات والمعالجات في اليمن.
• يجب توعية الجيل الناشئ المقبل على الزواج وخاصةً الرجل لأن المرأة غالباً ما تكون لينة الجانب وتُجبر على مثل هذا الزواج أحياناً، وإن كان لابد من هذا الزواج فيجب أن يكون بعد الفحص الطبي. أما إذا لم تكن هناك رغبة من الطرفين أو حتى من طرف واحد فيجب الرفض والإصرار عليه، وبهذا ممكن أن تقل نسبة زواج الأقارب في المجتمع.
• يجب نشر الوعي بين أبناء المجتمع للتقليل والابتعاد عن زواج الأقارب قدر الإمكان، وذلك تجنباً للخلافات والأمراض التي تكون نتائجها مستقبلياً أكبر عائق في استمرار الحياة الأسرية والتخلص من فكرة العادات والتقاليد؛ لأن هذه العادات والتقاليد هي أشياء أوجدها البشر وليست قرآن أو سنة واجب الالتزام بها، فلابد من الحرص على اختيار حياة أسرية واعية لبناء مجتمع مثقف غير منغلق بأفكار ليست لها حتى قليل من الفائدة، وإذا كان قد كُتب النصيب من الله بزواج أقارب فلابد من الاختيار المناسب والفحص قبل الزواج وأخذ كل الخطوات السليمة.