التسامح هو السمة الحضارية والتي تتباهي بها بإنسانيتك ورقيك، كما أن جميع الأديان قد كرست مفهوم التسامح ونادت به، وكما يقال في الماضي إن التسامح كان بالإصبع الصغرى وبذلك يتم التحرر من الاستياء والغضب.
وعندما يكون التسامح بين الزوجين فإنه يصبح لغة حب يتجاوز كل نقاط التماس، لا يستقر إلا في القلب.
مفهوم التسامح بين الزوجين
المسامحة الزوجية هي مفهوم واسع يشمل الحب والمودة، والعديد من التفاصيل الأخرى، منها العشرة والصفح والتفاهم. فأول شيء ترتكز عليه المسامحة بين الزوجين هو أن ينسى كل منهما ما بدر من الآخر من إساءات أو أخطاء، وألا تكون المسامحة فرصة للعبث بالماضي وفتح الأبواب المغلقة التي تمّ طيها.
كيفية التسامح
صُنفت خمس طرق مهمة لكيفية التسامح وهي:
1 – البحث عن الأسباب.
2 – نسيان الأمور الماضية وعدم استرجاعها.
3 – إعطاء الزوج بعض الوقت.
4 – التذكير بالمواقف الإيجابية.
5- البحث عن طرق لتحسين وتجديد العلاقة الزوجية.
ويعتبر التسامح فن يجب عليك ان تجيد استخدام هذا الفن وعليك معرفة كيف تطلب التسامح وكيف تتسامح وهي على خطوتين
كيف تطلب السماح؟
إذا كنت أنت من تسبب بالأذى، فيجب أن تطلب الصفح لإعادة بناء الثقة في علاقتك الزوجية. كما يجب عليك أن تظهر الندم الحقيقي على الألم الذي تسببت فيه، واعترف بأنك أذيت مشاعر (الشريك) وكن على استعداد للالتزام بعدم إيذائه مرة أخرى بتكرار نفس السلوك المؤذي. كما يجب عليك تقبل عواقب الفعل الذي سبب الأذى، والقيام بالتعديلات الضرورية المطلوبة لاستمرار الزواج.
كيف تسامح؟
يجب عليك معرفة الخطوات التالية لكي تسامح وتتقبل مبدأ التسامح وهي كما يلي:
– كن متقبلاً لفكرة التسامح، واتخذ قراراً واعياً بمسامحة شريك حياتك.
– عندما تومض صور المواقف المؤذية في عقلك، فكر في أمر آخر يشعرك بالهدوء ويبعدك عن الخوض في تلك الأفكار.
– امتنع عن تذكير زوجك بهذا الخطأ في وقت لاحق، ولا تستخدمه حجة متكررة للوم والعتاب.
– عليك أن تقبل أنه قد لا تعرف أبداً سبب التعدي أو السلوك الخطأ الذي ارتكب في حقك.
– لا تسع للانتقام لأن ذلك سيزيد من ألمك، ولن يجعلك تشعر بتحسن على أي حال.
– تذكر أن التسامح لا يعني أنك تتغاضى عن السلوك المؤذي.
– كن صبوراً مع نفسك، فالقدرة على مسامحة زوجك تستغرق بعض الوقت ولا تحاول القيام بالأمر حينما لا تكون مستعداً.
أهمية التسامح بين الزوجين
يمكن تلخيص أهمية التسامح في العلاقة الزوجية بما يلي:
- تقبل الآخر بإيجابياته وسلبياته هو أسمى أشكال الحب.
- التسامح ينطوي على الاحترام والقبول والتقدير بين الزوجين.
- التسامح يعطي مساحة من الراحة النفسية بين الزوجين.
- التسامح يزيد الحب والتقدير بين الزوجين.
- التسامح يجنب الزوجين الخلافات والمشاكل العائلية.
- التسامح يرسخ الاستقرار والراحة النفسية في العلاقة الزوجية.
- التسامح لا يتنافى مع الحوار المنطقي والعقلاني والنقاش البناء.
- شعور تقبل الأخطاء والعمل المشترك على تصويبها وتصحيحها يعزز سلامة العلاقة الزوجية.
- عدم الحاجة للجوء لشخص غريب عندما يكون التسامح هو أساس في العلاقة الزوجية، فيكتفي الزوجان ببعضهما البعض في تفادي المشاكل وحل المعيقات التي تواجههما.
في نهاية الأمر لن يستمر الزواج إلا إذا تعاون الزوجان في الحياة الأسرية، وذلك من خلال العلاقات القوية التي تقوم على التسامح، وما يمكنهما من مواجهة المشكلات الزوجية والحياتية، ولا بد للزوجين أن يتفقا منذ بداية الزواج على التسامح فيما بينهما، وأن يتقبل كل منهما الآخر بود لا ينتهي.
لا يمكن للحياة الزوجية أن تستمر بدون تواصل جيد بين الزوجين، فالتواصل هو السبيل لفهم بعضكما البعض، وحل المشاكل التي قد تواجهكما، والتعبير عن المشاعر والآراء والأفكار