ثقافة الاعتذار المحبين
article comment count is: 1

ثقافة الاعتذار بين المحبين

الاعتذار سمة حضارية وتصرّف مبنيّ على محاكاةٍ بين العقل والنفس، وهي ثقافة يجب أن ندرك ماهيتها، ونستوعبها جيداً، فهي ليست مسألة كرامة، ولا دلالة على ضعف الشخصية، وإنما وعيٌ تام بأهمية تنقية القلوب من شوائبها.

وللمعرفة، فالاعتذار ليس كلمة تقال في زحمة الحديث لتبرير الخطأ، أو البحث عن مخرج من الورطة التي سببها سلوك ما خاطئ، الاعتذار يعني الاقتناع التام بأن هناك خطأ ينبغي تصحيحه، وهو ما أوجب فعل الاعتذار، وبالتالي فإن نوع الاعتذار لابد وأن يقترن بنوع الخطأ وحجمه وأن يكون مساوياً له في التأثير ومضاداً له في الفعل.

فالتجربة التي أجريت على أكثر من 1000 شخص في إنجلترا خلصت  إلى أن الشخص العادي يقول كلمة “آسف” حوالي ثماني مرات في اليوم، وأن واحداً من بين كل ثمانية أشخاص يعتذر 20 مرة في اليوم الواحد، وهذا لا يتطابق مع مجتمعنا الشرقي عامة، واليمني خاصة.

فالرجال الشرقيون يكابرون،  ويرون أن الاعتذار يقلل من رجولتهم وهذا ما يدفع بالمرأة  ولأنها عاطفية وودودة بطبعها لا تتردد بالاعتذار والمبادرة بالصلح حتى لا تتراكم المواقف والانفعالات السلبية بينها وبين زوجها، وتشكل ضغوطًا نفسية عليهما، وربما هذا ما أكدت عليه دراسة كندية موضحة أن “النساء أكثر اعتذاراً من الرجال”!.

ماهية الاعتذار

الاعتذار هو التصرف الذى يبدر من شخص ما بعدما يشعر أنه أخطأ تجاه شخص آخر، أو اعتدى على خصوصيته، فالاعتذار هو التطبيق العملى  للأسف، عن طريق تحويل الشعور الداخلي بالأسف إلى اعتراف بالخطأ.

فوائد الاعتذار

ـ الحفاظ على نقاء العلاقات بين الأفراد.

ـ  حفاظ الشخص على نفسه من فتنة الكبر.

– عدم تكرار نفس الخطأ مرة أخرى.

– اكتساب تقدير الذات ومن ثم تقدير الغير.

– كما أن في الاعتذار جبر للخواطر المنكسرة.

ولعل أبرز الفروق بين الأسف والاعتذار هو: وجود شيء من الدبلوماسية في الاعتذار أما الأسف فهو جلي واضح بالاعتراف الخاطئ.

كيف تقدم اعتذاراً له معنى

. الاعتذار الهادف يتمثل في ثلاث كلمات: الندم والمسؤولية والعلاج.

– الندم والأسف

أنت بحاجة إلى إعلان أسفك لأنك تسببت في إلحاق الأذى أو الضرر.

– المسؤولية

قبول المسؤولية عن أفعالك، وهذا يعني عدم إلقاء اللوم على أي شخص آخر وعدم تقديم أعذار لما فعلته،  ولكي يكون الاعتذار فعالاً، يجب أن يكون واضحاً أنك تقبل المسؤولية الكاملة عن فعلك أو عدم اتخاذ إجراء ما لذلك، يجب أن يتضمن اعتذارك بياناً بالمسؤولية.

– العلاج

الإعلان عن الرغبة في معالجة الوضع، بينما لا يمكنك التراجع عن الماضي، يمكنك إصلاح الضرر الذي تسببت فيه، لذلك، يجب أن يتضمن الاعتذار المجدي بياناً تقدم فيه الرد، أو وعداً باتخاذ إجراء حتى لا تكرر السلوك.

ما لم تكن جميع هذه العناصر الثلاثة موجودة، فإن الشخص الآخر سوف يشعر أن هناك شيئاً مفقوداً في اعتذارك.

مراحل الاعتذار الجيد

وفقا للباحثين في جامعة ولاية أوهايو فقد وصلوا إلى ست مراحل للاعتذار وهي كالتالي:

ـ الإعراب عن الأسف : “أنا آسف”.

ـ  شرح أن ما حدث كان بطريق الخطأ “وذلك هو بالضبط ما حدث دون قصد مني”.

ـ  الاعتراف بالمسؤولية  “كان هذا خطأي”.

ـ  الإعراب عن الندم : “أشعر بالحرج الشديد حيال ذلك”.

ـ عرض الإصلاح: “اسمح لي أن أقوم بإصلاح ما أفسدته”.

ـ طلب الغفران: “آمل أن تغفر لي”.

ويقول الباحثون إن هناك عنصرين هما الأكثر أهمية هما:

أنه كلما كان اعتذارك يشمل قدراً أكبر من تلك العناصر الـ6، كلما كان ذلك أفضل، ولكن إذا كنت لا تستطيع الحصول على كل الـ6 المذكورين أعلاه، فإن أهم نقطتين تركز عليهما هما: قول “أنا آسف.. كخطوة أولى”. ثم تقول: “كيف يمكنني إصلاح خطئي؟” وبهذا تكون قد أحسنت صنعاً.

ويجب ان يترافق مع الاعتذار ابداء العاطفة ولهجة الصوت ولغة الجسد كلها أمور مهمة عند تقديم اعتذار شخصي، وأضف أيضاً الاتصال بالعين والتعبير المناسب عن الصدق تكون نقاط مهمة عندما تتقدم بالاعتذار وجها لوجه”.

أهمية الاعتذار ومدى صعوبته

إن الاعتذار النابع من القلب عن السلوك السيء يظهر التعاطف واحترام الطرف الآخر، فأنت تعترف بمشاعرهم وتؤيد التجربة السيئة التي يمرون بها بسبب أفعالك أو أقوالك. الاعتذار يظهر أنك تهتم بما فيه الكفاية لكي تقلل من ذاتك وتظهر بوصفك شخصاً متواضعاً، مما يقربك أكثر من الآخرين.

عندما لا تعتذر –حتى لو لم تكرر السلوك– لا يمكن للطرف المظلوم أن يكون متأكداً من أنك تفهم خطأك، أو تندم على أفعالك أو تهتم بالمهم، ويزداد الشعور بالاستياء وعدم الثقة وتتباعد المسافة بينكما دون أن تشعر وهذا ما يطلب بأهميته فهو انتصار على الأخطاء والهفوات بين الأزواج.

يقولون في الغرب إن العلاقات البشرية مليئة بالأخطاء والهفوات، خاصة عندما يتعايش شخصان من بيئتين مختلفتين تحت سقف واحد، كما بين الأزواج أو المحبين .فالاعتذار ليس كلمة تقال في زحمة الحديث وتبرير الخطأ، أو البحث عن مخرج من الورطة التي سببها سلوك ما خاطئ، الاعتذار يعني الاقتناع التام بأن هناك خطأ ينبغي تصحيحه، وهو ما أوجب الاعتذار، وبالتالي فإن نوع الاعتذار لابد وأن يقترن بنوع الخطأ وحجمه.

 

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (1)