الحب أعمى
article comment count is: 2

عندما يكون الحب أعمى!

الحب هو إكسير الحياة، ولا يمكن العيش بدون حب على هذه الأرض، فالحب يمنح القلب طاقة غير محدودة للعطاء والإخلاص وإنكار الذات، والحب يعطينا أجنحة كبيرة نحلق بها في آفاق العالم لنكون أكثر رؤية وأكثر جمالاً.

كلاً منا لديه طريقه مختلفة بالحب، ويعبر عن نفسه بطريقة مختلفة مع الشخص الذي يحب، وقد تكون إحدى هذه الطرق هي طريقة “الحب الأعمى”، الذي يقود صاحبه نحو إنكار العيوب وتقبل عيوب الشريك مهما كانت قاسية على الذات.

عندما نحب شخص لدرجة أننا لا نستطيع أن نرى كيف هو حقاً ونظن أنه خالي من العيوب ومناسب لنا كيفما كان وأنه الشخص المنتظر والمناسب تماماً لحياتنا، وما نقوم به خلق نوع من التفكير المشوه في اذهاننا بانه الشخص المثالي، ونحاول الاهتمام بكل التفاصيل التي ممكن أن تقربنا من هذا الشخص.

 عندما نعشق الشخص 

نحن نؤمن بأن الشخص الذي نحبه مثالي ويمكننا حتى التوقف عن رؤية جانبه السلبي، نصبح مندفعين ونبالغ في وصفهم والنظر لصفاتهم ونرفع من قيمتهم وهذا نتيجة للمثالية التي يخلقها العقل لنا، في المقابل نتوقف عن تقدير أنفسنا وقد نستنقص من قيمتنا، ونشعر بالرضا امام الحبيب مهما قال او فعل، ولا نسعى للتحقق منه في اغلب الأحيان، وذلك لأننا نصدقهم بكل سذاجة.

وهنا المثالية قد تكون ذات ضرر لأننا نبالغ في تقدير شخص ما، سواء بوعي او بغير وعي، ونعطي قيمة كبيرة للحبيب للتخفيف من الوحدة والعزلة التي نشعر بها لنغطي جزءً من احتياجنا وجوعنا العاطفي.

ندفع ثمن الحب الأعمى

الحب الأعمى قد يجعلنا نعطي كل ما لدينا للأخرين، ونضع أنفسنا في أسفل التسلسل الهرمي لإرضاء الحبيب وعدم فقدانه، هنا نكون غير محميين من الأذى الذي نسببه لأنفسنا بأيدينا، إذا كان لدينا حظ جيد فلن يحدث لنا شيء، لكن إذا واجهنا شخص لا يتمتع بمصالح نبيلة، فقد نعيش تجربة سيئة للغاية، لأننا عشنا من أجل الاخر ونسينا أنفسنا، حتى وإن كان للحبيب اهتمامات مختلفة عن اهتماماتنا، فأننا نترك جانبا مما نريده ونفعل كل ما يقوله أو يريده.

أحبك أكثر من نفسي

هذا النوع من الحب ممكن يتلخص في عبارة: “بالنسبة لي انت أكثر أهمية مني”، بمعنى آخر عندما يكون الحبيب هو الأول، ونجعله يتحكم بذاتنا تماما وتكن العلاقة كالتالي:

  • ننسى أنفسنا مع الشريك.
  • نسمح له في التدخل في حياتنا الخاصة.
  • نجعل احترامنا لذاتنا يتضاءل.
  • عدم معرفة ما يجب القيام به اتجاه أنفسنا.
  • نعيش حياتهم وننسى حياتنا.
  • ثقتنا بأنفسنا تقل لاعتمادنا على الشريك.

كل هذا وأكثر يمكن أن يحدث عندما نضع الآخر فوق أنفسنا، ولا نعي حينها أننا ندمر أشياء في ذواتنا قد نتضرر منها لاحقاً مع أول مشكلة مع الحبيب.

لحماية ذاتنا من الوقوع في الحب الأعمى:

نحن منشغلون للغاية لتحقيق توقعاتنا حول ما نحلم به من الحبيب الذي نراه كامل ومكتمل، ونتوقف عن معرفة بعضنا البعض، ونتخيل ما نتخيله ليبدو رائعاً بالنسبة لنا، حتى نستيقظ من ذلك الخيال الرائع ونصل للنقطة التي تنكسر فيها الزجاجة وتنفتح اعيننا بين الحيرة والأذى.

ولهذا يجب علينا الانتباه عند دخول أي علاقة يجب أن تكون علاقة صحية، وكيف لنا أن نبني علاقة صحية:

– يجب أن نفكر ببطء، وتجنب اتخاذ القرارات المهمة والكبيرة في وقت مبكرة من العلاقة.

– من المهم جداً أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين وأن نتحدث بكل صراحة عن أنفسنا لدى الآخرين لتجنب الوقوع في تصدير صورة مثالية للآخرين وينقلب الحال تماماً.

– المحافظة على مصالحك وعلاقاتك، قد ننغمس في علاقة الحب كثيراً وننسى حياتنا واهتماماتنا وهذا قد يجلب الضرر فيما بعد ونفيق بعد أن نصبح لوحدنا في حال كان الشريك سيء.

– اتباع الحدس والتركيز على إشارات الخطر في العلاقة، ولا نسمح لاندفاعنا نحو الحب أن يعمينا عن الأشياء الغير منطقية في الحبيب.

في الأخير يجب أن نتذكر أن حياتنا لا تتوقف على شخص بعينه، وأن الاختيار الصحيح هو أساس العلاقات الناجحة والمستمرة.

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (2)