الحب.. بين العقل والقلب!

من الذي لا يتمنى الوقوع في الحب، إنها رغبة لا إرادية عندما تقابل فتاة لأول مرة، أو العكس، تبدأ العين أولاً بالنظر إليها وتأملها ثم تبحث عن مفاتنها التي تشتاق إلى رؤيتها فيها، ثم ترسل إشارة إلى العقل ليقوم بالتركيز والاندهاش والتفكير فيها بل في كل همساتها، ثم يأتي القلب بدوره ليرسل نبضات ودقات سريعة وهي التي ترسلك إلى عالم أخر أسمه (الحب)..

آدم وحواء حبوا بعض.. فالحب مجرد حالة يصنعها العقل ليرتاح، الحب هو شمعة مضيئة في حياة المحبين، واقع جميل تتعانق فيه الأرواح، وتترابط فيه الأجساد والاحاسيس.

يواجه الشاب أو الفتاة هذه الأمور كثيرًا بحياتهما، ويظهر الحب فجأة اما في الجامعة أو العمل أو أحد الأماكن التي نرتادها عادة، ولا بد من حل يمكنك من بدء التواصل والمضي في العلاقة لأبعد من ذلك.

يمكن الحل في حجة أولية لأي سبب من الأسباب في سبيل التحدث معها، استغل أي موقف يحدث بينك وبينها للحديث، ربما عليك أن تبادر أنت في الحديث بشكل غير مباشر من خلال توجيه سؤال لها، وان وجدت صعوبة في ذلك اتبع الحل الآخر وهو أن تتقرب من أصدقائها أكثر فذلك من شأنه أن يتيح لك المجال للجلوس معها والتحدث، وتستطيع وقتها أن تتعرف عليها أكثر وتتأكد من حبك لها، هذه من اسهل الطرق وأكثرها فعالية فهكذا تكون وصلت لما تريده بطريقة مهذبة دون أن تحرج نفسك.

فالحب مجرد حالة يصنعها العقل ليرتاح، ولأن كله ذكاء فصناعته دائماً حلوة ومغرية تسعد بها الحواس وباقي أعضاء الجسد، فتعانق الأيدي بحب، وتمشي الأقدام بحب، وتأكل المعدة بحب، وتهضم الأمعاء بحب، وتمتص بحب، ويعيش الكبد في حب وينام على حب وينبض القلب ويدق على أبواب الحب، فالحب هو لذة وعشق الحياة فبدون حب لا يمكن لأي إنسان على وجه الأرض أن يتذوق طعم الحياة ولذتها.

ما العلاقة بين العقل والقلب؟

أيحب القلب ويكره العقل، أم العكس، أم لا علاقة بين الاثنين؟ ولما يتم الترابط بين القلب والعقل في الحب فقط؟

القلب ما هو الا عضلة مليئة بالدماء الحمراء والزرقاء، وليس لديه أي وقت للحب، وهو دائمًا في حالة نبض ودق من ضخ الدم منه إلى جميع أجزاء الجسد، فهو مجرد عضلة ليس لها أي علاقة بالحب، فأين تحتفظ هذه العضلة بكلمات الحب؟

اما المخ فيسكن في جمجمة الرأس، بعيد كل البعد عن هذا القلب الذي يتواجد وسط الزحام، ويرسل المخ إشارات إلى القلب ليقوم بترجمتها والشعور بها، فهناك غرفة العمليات الكبرى المسماة بـ “الهايبوثلامس” والغدة النخامية والصنوبرية ليتحكم من خلال مواد يفرزها بدقة فائقة في النوم والاستيقاظ والحب والكره والسعادة والفرح والوحدة، والانسجام، والجوع، والعطش والرغبات بأنواعها، بما فيها الاشتياق والعشق مكونة حالة من الصراع بين القلب والعقل التي نعيشها جميعا.

العقل والقلب في حكاية حب

حب القلب، هو الحب الذي يسيطر على الشخص بالكامل، ويجعل صاحبه دائمًا ضعيفًا أمام من يحب ” يجعلك تتصرف بلا تفكير أو شعور بوجود عقل يفكر معك “.

فهو حب صافي ونقي تحركه عواطف ومشاعر جياشه تجاه شخص ما، غالبًا ما يكون قبل الزواج وهو لا يدوم وتنتهي ثورته بعد الزواج في أغلب الأحيان.

أما حب العقل فهو على العكس تمامًا، فهو يجعل صاحبه ليس مسيطراً عليه بشكل كامل، ودائمًا يكون التفكير بالعقل قبل القلب، ويجعل هناك أولويات شخصية او اعتبارية بينه وبين من يحب، فالعقل دائمًا يعرف أسباب الاعجاب وسره ويستطيع أن يتحكم في العلاقة بالاستمرار أو التوقف.

حب العقل له أولويات شخصية او اعتبارية بينه وبين من يحب فيكون في مسار النجاح، اما الحب  بالقلب وحده فشل كبير ونهاية مؤلمة والحب العاقل نهايته سعيدة.

خلق الله الإنسان وميزه بالعقل ليوازن بين الخير والشر، والحق والباطل، وأيضًا بين الحب والكره، ولكن أنعم الله علينا بنعمة القلب الذي بدونه العقل كتلة جامدة، لأن القلب هو مصدر المشاعر والأحاسيس التي يحاول الإنسان أن يوازن بينهما فلا يطغي جانب على جانب، وهكذا يكون الإنسان قد حقق تكيفه مع الأشياء بالصورة الصحيحة السليمة.

هناك من يختار العقل وينسى القلب، حتى تمر امامه أجمل أيام العمر ويجدها ذابت ويكون مثل الميت بتنفس صناعي.

وهناك من يختار القلب.. يعيش أيام من السعادة إلى أن يفيق انها سعادة كاذبة، كانت من خيوط العنكبوت لم تصمد طويلاً امام الصدمات وتقطعت من أول اختبار.

وهناك من كان محظوظ اختار بالقلب والعقل معًا، فوجد سفينة الأمان خليط من القلب والعقل بين الجنون والحب بين السعادة والشقاء، “ضع قليلاً من العقل على قلبك حتى يستقيم، وضع قليلاً من العاطفة على عقلك حتى يلين”.

ومن رأيي الشخصي أن الحب بالقلب دون عقل حب اعمى، وأن الحب بالعقل دون القلب حب أعرج، عليك أن تنصت إلى قلبك وعقلك واعطي فرصة لكل منهما.

فالحب القائم على الانجذاب العقلي يخفق به القلب ليكون حساسًا ويحكمه العقل ليكون حكيمًا، فبالعقل وحده قد نستطيع السيطرة على كل شيء، ولكن لن نرضى بشيء إذا كان القلب لم ينال مبتغاه، وبالقلب وحده قد يستطيع أي شيء السيطرة علينا ولن نسعد بشيء.