“أخاف أن أحبك، فأفقدك ثم أتألم وأخاف أيضًا أن لا أحبك.. فتضيع فرصة الحب فأندم!”
لأحلام مستغانمي فلسفة خوف ممزوجة بلذة الحب وكوننا بشر فالعديد منا يخافون الوقوع في تجربة الحب ولأن مخاوفنا تظهر نفسها بطرق عديدة وفي مراحل مختلفة أثناء العلاقة، لذا فأننا نبني الاسوار والحصون ظنًا منا انها جزء من الحماية الذاتية من الأذى، وهذه الدفاعات قد تضعنا في وهم كاذب عن الأمان وطمأنينة النفس وتمنعنا فحسب من القرب من الآخر على النحو الذي نرغب فيه.
إذن ما الذي يثير مخاوفنا من التعمق في علاقاتنا والوصول إلى الحب، وما الذي يمنعنا من البحث عنه وإبقاءه بالطريقة التي نقول أننا سنحب بها مخاوف متعددة نفسياً وعلمياً يجب معرفتها لنستطيع التجاوز والمرور إلى مرافئ الأمان .
رهاب الحب أو الفيلوفوبيا
وهو الخوف من الوقوع في الحب او الارتباط العاطفي، وتؤثر الفيلوفوبيا (رهاب الحب) على حياة الأشخاص وتدفعهم بعيداً عن الالتزام، أحد الجوانب السلبية للخوف من الوقوع في الحب هو أنه يبقي الشخص في عزلة، يمكن أن يتطور أيضًا، هذا الخوف بسبب المعتقدات الدينية والثقافية التي تحظر الحب حيث تمثل شعورًا بالذنب والإحباط تجاه المشاعر المنبعثة من الداخل.
يؤكد علماء النفس أن الخوف من الوقوع في الحب أو أي ارتباط عاطفي، يجعل المصابين به يسعون للابتعاد، والهروب من أي التزامات عاطفية ولها أسباب متعددة منها:
- عدم الثقة بالذات.. وفي هذه الحالة يرى الشخص أنه لا يستحق إعجاب الطرف الآخر وحبه.
- الخوف الناتج عن تجربة عاطفية سابقة غير ناجحة أو مؤلمة تركت أثراً عميقاً في النفس أو تم خلالها الشعور بالظلم.
- الاطلاع على تفاصيل تجربة عاطفية فاشلة عاشها أشخاص مقربون وانتهت بالانفصال المؤلم وبنتائج نفسية سلبية.
- الشعور بالقلق وعدم الاطمئنان.. وفي هذه الحالة يخشى من عيش الحزن بعد الفرح ومن ابتعاد الطرف الآخر في أي وقت وبشكل مفاجئ ومن دون إعلان مسبق.
- الخوف من العيش لمدة طويلة وبشكل دائم مع شخص آخر ومن عدم القدرة على الالتزام بالحياة الزوجية والعاطفية.
- خشية تغير طباع الطرف الآخر وتحولها من جيدة وهادئة إلى سيئة وعنيفة في أي من مراحل العلاقة.
- ومن أسباب الخوف من الحب التفكير باحتمال مرض الشخص الآخر أو موته مع ما قد يترتب عن ذلك من شعور بالوحدة والحزن والاكتئاب.
- قسوة تعامل الوالدين مع الأبناء أو تعرضهم للمشاكل العائلية وما يحصل أمامهم من خلافات الوالدين .
أعراض خوف الوقوع في الحب
تختلف أعراض الخوف من الوقوع في الحب من شخص لآخر وفقًا لما ذكره موقع ” healthline ” وهي كالتالي :
– الشعور بالخوف الشديد
– تجنب الطرف الثاني
– التعرق
– زيادة ضربات قلب
– صعوبة في التنفس
– غثيان
خطوات للتغلب على خوفك من الحب
- حدد سبب هذا الخوف
- ابحث عن جوهر الشيء الذي تخافه فعلا.
- استفيد من الدروس بدلاً من تضييع الوقت في لوم نفسك باستمرار
- غلب على خوفك وضع ما تعلمته من خبراتك السابقة نصب عينيك
- كون صبورا .
- تذكر أن إخفاقك في الحب ليس نهاية العالم .
العلاج
يعتمد علاج الخوف من الوقوع في الحب على تناول بعض أدوية مضادة للاكتئاب والخضوع لجلسات علاج سلوكي معرفي لتغيير الأفكار السلبية، والمعتقدات ، وردود الفعل على مصدر الرهاب.
ويثير الحب الكثير من التحديات التي نقلق منها، ومن قدرتنا على التعامل معها والتغلب عليها، خاصة مع تبريرنا لمخاوفنا، وعدم مواجهة أنفسنا، لكن إذا أمكننا التعرف على هذه المخاوف والمبررات فقد تتوافر لدينا الفرصة والقدرة على إيجاد الحب الدائم والحفاظ عليه.