كتب أحد المشاركين “أنتم تقولون أنكم مسلمون وأن الدين يلزمنا بعدم المغالاة في المهور، أنتم بهكذا مغالاة تغضبون الله ولن يرضَ عنكم إلا بالتزامكم بتعاليم الدين”.
على خلاف الدين، تقف العادات والتقاليد في كثير من المناطق عائقاً على ما يبدو أمام تخفيض المهور، وحول هذا جاءت إحدى الرسالات كما يلي: “والدي العزيز.. أحترم كثيراً وجهة نظرك وتقيدك بالعادات والتقاليد التي فرضت بشكل أو بآخر المغالاة في المهور، إلا أن الزمن تغير وأصبح العالم سريع وبسيط في كل شيء، العادات والتقاليد، البشر هم أنفسهم من فرضها، لم تعد الزيجات بالطريقة التقليدية المعقدة التي عرفها الناس في الأعوام السابقة، أصبح للشباب حرية الاختيار والمشاورة والرفض أو القبول”.
استناداً إلى المنطق والعقل، كتب أحد المشاركين “من الملاحظ والمشاهد أن كل ولي أمر إن كان له ولد وبنت فعندما يزوج ابنه يشتكي ويتمنى ويدعو إلى تيسير الزواج وتخفيض المهور وينتقد البذخ والترف في حفلات الأعراس، ولكن عندما يتعلق الأمر بابنته تشاهده هو أول من يرفع المهر بحجة الأوضاع، فانظر كيف أن التيسير والتعسير هو منك أنت لا من غيرك.. لماذا لا تكون أنت من يبدأ في تيسير الزواج ولا تبالي لما يقوله الناس فيكفيك أن ترى الفرحة على وجه ابنتك وهي ذاهبة إلى بيتها الجديد”، وتساءل آخر “يتذكر الآباء والأمهات مدى عناء العزوبية في أيامهم، والضغط النفسي الجنسي، برغم الانغلاق في عهدهم فما بالهم بهذه الأيام من انتشار الاغراءات في كل مكان للشباب والشابات والظروف المالية القاسية عليهم من قبل الحرب وأثنائها؟”.
في سياق المنطق المغلف بالترغيب والترهيب، بعث مشارك بالرسالة التالية “إلى كل أب وأم عندما يأتي الشاب لطلب ابنتك، تخيل أنه ابنك فلا تحمله فوق طاقته، وعندما تساعده وتسهل عليه الزواج سوف يكن لك الحب والاحترام طول العمر، ويذكرك بالخير، بعكس لو صعبت عليه الزواج سوف يعاير ابنتك”.
أحد المستائين، كتب ساخطاً “كفى طمعاً وجشعاً .. أبناؤكم ليسوا سلعاً للبيع والشراء، الزواج علاقة سامية قائمة على الاحترام والمودة والانسجام وليس صفقة تجارية”.
كتب ساخط آخر “أنا مسؤول عن قراراتي فدعوني أعيش حياتي بالطريقة التي أحبها مع من أحب”، ودعا ثالث “يا عم لا وفقك”، أما إحدى الساخطات فكتبت “نحن البنات لسنا سلعة تفاوض لسعر .. حياتنا لا تساوي إلا من يستحقها فأساسها بالكيف وليس بالكمّ”.
استعطافاً بعث مشارك برسالة قال فيها: “عمي وعمتي المستقبليين .. أود بشوق رؤية أطفالي بين يدي، هل يلزمني كل ذلك المال لأراهم ؟”، في إشارة إلى والد ووالدة زوجته المستقبلية، وكتب مشارك آخر “سأصبح أباً مستقبلياً لحفيدك، أو حفيدتك، وسيكون هذا انجازاً ستفتخر به لاحقاً كما أعدك من الآن. فقط عليك أن تخفف من شروطك عمي العزيز وتستمتع بفكرة الحصول على شاب مثالي كحالتي”، أما إحدى المشاركات فكتبت “أبي .. أمي ، هل تعلمان أي فرحة وأدتموها بتزويجي لذاك الغني المترف، القاسي المادي بنفس الوقت! أتعلمون أي قلب قد مزقتما برفضكما لذاك البسيط الحال، الحنون الكادح بذات الوقت! أي مستقبل ترجوانه بعد هذا؟”.
مستعطفاً أيضاً، كتب أحد المشاركين “آبائي أمهاتي لقد ضاق العيش وتقطعت بنا السبل، وقلت مصادر الدخل، وزاد عدد العوانس والمعنسين، بحق كل شيء جميل في حياتكم ارفقوا بنا، وخففوا المهور عن شبابنا، قبل أن يقع الفأس في الرأس. وشكراً.. ابنكم: عانس أخو عازب”.
كثيرون اشتكوا من بلوغهم سناً متأخراً دون زواج، أحدهم قال “أنا الآن أبلغ من العمر33 ولست متزوجاً، أكاد أن أفقد عقلي، لم يبقَ لي إلا القليل وأتحطم، إلى كل المجتمعات والآباء أرجوكم الرحمة، الرحمة”، وحذر آخرون من الانجراف للبحث عن حلول خارج إطار الزوجية.
على سبيل الطرافة، كتب أحد المشاركين سجعاً “يا كل أب ويا كل أم راعوا ظروف.. ظروف العزب، مهر البنات أصبح.. أصبح عجب”.