أمراض ما بعد الولادة
article comment count is: 0

ما هي أمراض ما بعد الولادة وكيف يمكن التعامل معها؟

يعقب مرحلة الولادة في بعض الأوقات مرور المرأة بحالات صحية طارئة، البعض من النساء تستطيع تجاوز هذه الأمراض إما من خلال الممارسات الصحية وتلقي العلاج أو من خلال المعرفة والوعي بحقيقة هذا العرض، والبعض وبسبب نقص المعرفة الكافية بهذه الأمراض قد تستمر معهن لفترة طويلة ما يجعل علاجها والتخلص منها مستعصية.

نتعرف معاً على أمراض ما بعد الولادة الجسدية والنفسية وكيف يمكن التعامل معها وعلاجها والوقاية منها.

حمى النفاس

وهي حالة صحية طارئة قد تصيب المرأة بسبب انتقال العدوى وتلوث الأجهزة التناسلية أثناء عملية الولادة، أو بسبب عمليات الإجهاض، وتعد من أخطر الأعراض التي قد تؤدي للوفاة إذا لم يتم علاجها، وتعرف إصابة المرأة بها من خلال قياس درجة الحرارة التي قد تصل إلى 38 درجة، بشكل مستمر خلال الأيام العشرة الأولى للولادة.

وتظهر على المرأة مجموعة من الأعراض إلى جانب ارتفاع درجة الحرارة مثل القيء وألم أسفل البطن وانعدام الشهية وتسارع نبضات القلب وشحوب البشرة، وفي هذه الحالة يوصى بزيارة الطبيب المختص لمعرفة إذا ما كانت حمى النفاس ناتجة عن عدوى بكتيرية أو عرض آخر مثل بقاء جزء من المشيمة في الرحم، وعليه يمكن اتخاذ الإجراء الطبي المناسب، وينصح باستخدام أدوات معقمة أثناء الفحص المهبلي أو الولادة لتجنبها.

ارتعاج ما بعد الولادة 

واحد من أخطر الأمراض التي قد تصيب المرأة بعد الولادة هي التشنجات أو ما يسمى بـ”ارتعاج ما بعد الولادة“، وهي حالة تصيب المرأة نتيجة ارتفاع ضغط الدم وارتفاع منسوب البروتين في البول، وتظهر هذه الحالة خلال الشهر الأول من الولادة، ويمكن التنبؤ بها من خلال الصداع الشديد، وظهور مشاكل في الرؤية، وحساسية باتجاه الضوء، وضيق التنفس، وتورم الوجه والغثيان المستمر المصحوب بألم في المعدة، بالإضافة إلى السبب الرئيسي المتمثل في ارتفاع ضغط الدم.

الإصابة قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة تصل إلى السكتة الدماغية والجلطات والصرع والوفاة، وينصح باستشارة طبيب لأخذ أدوية الضغط وتمييع الدم، وللوقاية يمكن تناول الأسبرين والالتزام بالأنظمة الغذائية والرياضية.

جلطة القدم  

حالة صحية أخرى ترتفع فرصة حدوثها بعد الولادة بشكل كبير، فيما يسمى بجلطة القدم أو الخثار الوريدي العميق، وتحدث نتيجة قيام الجسم بتكوين الخثرات الدموية بسبب النزيف الناتج عن عملية الولادة، إلى جانب نقص مضادات التخثر بسبب الحمل مما يجعل نسبة حصول الجلطات أعلى من الظروف العادية. وتهدد جلطات القدم حياة المرأة بشكل كبير خصوصاً إذا لم يتم علاجها فإنها قد تؤدي إلى الجلطة الرئوية عن طريق الجهاز الدوراني.

يمكن التعرف على الإصابة بجلطة القدم من خلال الشعور بألم وثقل القدم وظهور تورم والشعور بحرارة في الفخذ أو القدم، وتزيد احتمالية الإصابة في حال الإصابة السابقة وفي حال كانت المرأة بدينة ولديها أعراض ضغط الدم وفي حال تعرضت لنزيف حاد أثناء الولادة.

ويمكن في حال ظهرت هذه الأعراض الاستعانة بالكمادات الباردة التي قد تساعد في التخلص من التخثر إذا كان سطحي. وفي حال استمرت الأعراض يوصى بزيارة طبيب مختص للفحص والبدء في العلاج.

ذهان ما بعد الولادة 

واحد من الأمراض النفسية التي قد تصيب المرأة بعد الولادة، ويوصف بأنه حالة نفسية مصحوبة بتقلب المزاج والأرق الشديد والتهيج العصبي، وقد يصل الأمر بالمرأة إلى الانتحار أو إيذاء الطفل، ويعد مرحلة متقدمة من اكتئاب ما بعد الولادة.

الإصابة به نادرة ويمكن الوقاية منه والعلاج بالمعرفة الكافية عن مرحلة الحمل والولادة وعن الصعوبات المرافقة لها بالإضافة إلى تلقي الدعم النفسي والاجتماعي من العائلة المحيطة بالمرأة، وفي حال عدم السيطرة على هذه الحالة يجب الاستعانة بطبيب مختص، كون الحالة قد تتطور إلى الوسواس القهري أو اضطراب ثنائي القطب ما بعد الولادة.

نزيف ما بعد الولادة 

واحد من الأمور الشائعة بعد الولادة هو النزيف ويتم تجاهله في الغالب وفقاً لمعتقد أن النزيف أمر طبيعي بعد الولادة الطبيعية، قد يكون ذلك صحيحاً إذا كان النزيف خفيفاً ولا يمتد لفترة زمنية طويلة، ولكن في حال استمر النزيف لفترة زمنية طويلة وكان النزيف شديداً، فإنه قد يتسبب بوفاة المرأة.

ويحدث هذا النزيف نتيجة بقاء جزء من المشيمة في الرحم أو بسبب تضرر عضو أثناء عملية الولادة ويستحسن في حال ظهر نزيف شديد سواءً أثناء الولادة أو خلال شهر الولادة الأول زيارة طبيب مختص للتأكد عما إذا كان السبب بقاء جزء من المشيمة وفي هذه الحالة قد يستدعي الأمر الخضوع لعملية جراحية، ويمكن أن تحصل المرأة على تدابير طبية أخرى حسب الأسباب والاستشارة الطبية.

عدوى الثدي  

تعتبر عملية الرضاعة الطبيعية هي الأخرى محفوفة بالمخاطر، فقد يصاب الثدي بعدوى ما بعد الولادة خلال الأسابيع الستة الأولى، حيث تظهر تشققات وتقرحات حول حلمة الثدي مما يسمح بانتقال العدوى إلى الأجزاء الداخلية للثدي، وفي حال لم يتم تدارك الأمر قد ينتج عنه تكوين جيوب من القيح تشكل خطراً على المرأة وعلى الطفل.

ويمكن للمرأة اكتشاف إصابتها بالعدوى من خلال ملاحظة احمرار منطقة الثدي والشعور بالألم عند اللمس، وينصح لعلاج ذلك تناول بعض المضادات الحيوية حسب استشارة الطبيب، والإكثار من السوائل وفي حال تكون الجيوب قد يستدعي الأمر الخضوع للجراحة، وينصح بالاستمرار في عملية الرضاعة حتى إذا أصيبت المرأة بالعدوى وفي حال كان هناك صعوبة يتم تفريغ الثدي من حليب الرضاعة.

أمراض أخرى 

قد تحدث بعض الأمراض بعد الولادة مثل:

ـ اضطرابات الغدة الدرقية بعد الولادة.

ـ البواسير والإمساك الشديد.

ـ الناسور الولادي.

ـ سلس البول/صعوبة التبول.

ـ تساقط الشعر.

ـ اكتئاب ما بعد الولادة.

 

اترك تعليقاً