واحدة من أكثر المشاكل الصحية التي تصيب المرأة عقب الولادة أو أثناء الحمل، وتؤدي في بعض الحالات إلى التدخل الجراحي أو الخضوع للعلاج المستمر، وقد تؤدي أيضاً إلى الحرمان من الحمل مرة أخرى إذا لم يتم علاجها أو تدارك الأمر من البداية عن هبوط أو تدلي الرحم الحالة الصحية الناتجة عن تمدد وضعف عضلات الحوض والأربطة وعجزها عن دعم الرحم بالشكل المطلوب، الأمر الذي يؤدي إلى هبوط الرحم باتجاه المهبل، وربما يبرز من خلاله، ماهي أسبابها وأعراض الإصابة وكيفية العلاج والوقاية منها، نصحبكم في هذه المادة.
عدة أسباب
يؤدي هبوط الرحم حسب أنواعه، الهبوط الأمامي أو الخلفي للجدار المهبلي إلى الإضرار إما بالمثانة بما يسمى هبوط المثانة، والمسالك البولية أو الإضرار بالأمعاء والمستقيم، هذا إلى جانب الإضرار بالرحم المكون الأساسي في العملية. يربط الكثيرون هبوط الرحم، بالوصول إلى سن اليأس والتوقف عن الإنجاب وانقطاع الدورة الشهرية، ولكن بالرجوع إلى الأسباب المؤدية لهبوط الرحم، فإن الإصابة قد تشمل كافة الأعمار طالما أصيبت المرأة بارتخاء وتمدد عضلات الحوض، حسب كلية الطب بجامعة هارفارد الامريكية، هذا إلى جانب الأسباب الأخرى المؤدية لذلك، والتي قد تشمل عملية الولادة المهبلية المتكررة، أو ولادة جنين كبير الحجم إضافة إلى الإمساك والسعال المزمن وحمل الاشياء الثقيلة بشكل متكرر، وقد يعود السبب إلى التاريخ المرضي للعائلة والاختلال الهرموني وزيادة الوزن لدى المرأة، إضافة إلى الولادة الطبيعية التي تتم بواسطة قابلة أو داية أو طبيبة غير مختصة تعمل على إجهاد وسحب الرحم أثناء عملية الولادة مما قد يسبب هبوط الرحم.
كيف يمكنكِ معرفة ذلك؟
إن معرفة المرأة بجسدها ومكوناته قد تساهم بشكل كبير في ملاحظة أي تغير يطرأ على الجسم وماهي مؤشرات هذا التغيير عليه لهبوط الرحم أيضاً مجموعة من المؤشرات التي حصلنا عليها من كلية الطب بجامعة هارفارد والتي قد تساعد بشكل كبير في اكتشاف المرض وسرعة علاجه ويمكن أن نلخصها بالتالي:
- ثقل في منطقة الحوض وألم أسفل الظهر.
- نزيف مهبلي وزيادة في الإفرازات المهبلية.
- صعوبة في العلاقة الجنسية.
- سلس البول والإصابة بالإمساك مع كثرة التبول.
- الإحساس بنتوء في فتحة المهبل والإحساس بألم وضعف أنسجة المهبل.
في حال ظهرت هذه الأعراض مجتمعة أو الأعراض الأكثر حدة فإنه يجب استشارة الطبيب المختص للقيام بعملية التشخيص، والتي قد تشمل التشخيص البدني أو الخضوع لتصوير بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة السينية.
العلاج
يختلف تلقي العلاج في حالات هبوط الرحم حسب درجة خطورة الحالة، بالنسبة للحالات الخفيفة فإن بعض التمارين مثل تمارين كيجل والممارسات الوقائية كالتخفيف من حمل الأشياء الثقيلة والسيطرة على الإمساك والسعال المزمن، بالإضافة إلى التدليك عند منطقة الحوض، قد تكون هي الحل لزيادة دعم الحوض وبالتالي علاج حالات هبوط الرحم الخفيفة. وفي الحالات المتوسطة والأكثر خطورة وحسب كلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية فإنها قد تستدعي الحصول على دعامات للرحم والمثانة وبعض الأجزاء، أو عبر التدخل الجراحي عن طريق المنظار أو الشق في البطن، والذي قد يساعد في استعادة الرحم أو بعض الأجزاء لموضعها ووظيفتها. وقد يصل العلاج في حالات إلى استئصال الرحم. ويعتمد العلاج والأجراء في هذه الحالات على عمر المرأة والرغبة في الخصوبة مستقبلًا ومدى تضرر الأمعاء والمثانة.
تمارين كيجل
تمارين كيجل هي تمارين تساعد على تقوية عضلات الحوض وتساعد في العلاج والوقاية من الكثير من الإصابات ومنها هبوط الرحم، وتعتمد على الضغط على العضلات التي تستخدم لمنع التبول أو إخراج الغازات والاستمرار في الانكماش لعدة ثوان، ثم إرخاء العضلات تماماً وتكرر العملية في التمرين الواحد بمتوسط 15 مرة، وينصح بتكرار هذا التمرين بمتوسط خمس مرات يومياً.
كيف يمكنكِ الوقاية؟
إن الحصول على الأنظمة الغذائية والصحية وممارستها بشكل منتظم وصحيح قد تساعد على الوقاية من الكثير من الأمراض ومنها هبوط الرحم، عيادة مايو كلينيك الطبية وضعت مجموعة من الممارسات التي قد تساعدكِ للوقاية من هبوط الرحم:
ـ الالتزام بنظام غذائي جيد غني بالألياف والفواكه والخضروات والمداومة على شرب السوائل لعلاج الإمساك المزمن الذي يعد واحد من أسباب هبوط الرحم.
ـ ممارسة تمارين كيجل بشكل منتظم لتقوية عضلات الحوض وخصوصاً بعد الولادة مباشرة عندما تكون الأم قادرة على تطبيق التمارين.
ـ تجنب رفع الأثقال بشكل متكرر.
ـ السيطرة على السعال والإمساك وعدم إجهاد البطن أو الحوض في ذلك.
ـ تجنب زيادة الوزن والحصول على الوزن المثالي.
وقفة
هبوط الرحم واحد من الأمراض التي يمكن الوقاية منها من خلال المعرفة والفحص الدوري، إلى جانب ممارسة النظم الغذائية والصحية والرياضية بشكل مستمر، ولا يعني أن الكثير من الحالات ترتبط فقط بالنساء المتقدمات في العمر أن الإصابة حكراً عليهن فقط، فالكثير من الحالات ظهرت لدى نساء بعد الولادة الأولى وفي مرحلة عمرية مبكرة، وتظل الوقاية والكشف المبكر الوسيلة الأفضل للوقاية من المرض.