تزوجت أسماء (اسم مستعار) وعمرها 13 سنة، وبعد زواج دام ثلاث سنوات وتعرضها الدائم للضرب من قبل زوجها، هربت أسماء من منزلها مع طفليها إلى دار الوئام الاجتماعي للقاصرات والمعنفات التابع لاتحاد نساء اليمن بصنعاء لتعيش حياة جديدة.
تتحدث “جمالة صالح” مديرة دار الوئام لمنصتي 30 ، في مكتبها المطل على روضة للأطفال في فناء الدار، وتتعالى أصوات الأطفال أثناء لعبهم، وتقول جمالة بصوت يشوبه الحزن، “هؤلاء أبناء المعنفات فنحن نستقبل المعنفات والقاصرات من عمر 13 سنة وما فوق، وبصحبة أبنائهن على أن لا يتجاوز الأبناء عمر التسع سنوات”.
وتضيف جمالة “بأن الدار افتتح رسمياً عام 2009م بدعم من اتحاد نساء اليمن، وجاءت فكرة الدار عن طريق مبادرة ذاتية من طالبات جامعة صنعاء عام 2008م، وشاركت فيها وعدد من زميلاتي، من أجل حماية القاصرات والمعنفات من قبل الاهل والأزواج، وبعدها تم اعتماد الدار رسميا من اتحاد نساء اليمن”.
يتم استقبال المعنفات من مختلف محافظات الجمهورية، إضافة إلى السجينات اللاتي يخرجن من السجون، ويرفض أهليهن استقبالهن، ويوجد لدينا فروع في عدن والحديدة وإب.
عن الخدمات المقدمة في الدار تقول جمالة “نقدم الخدمات الإيوائية، والرعاية المعيشية، والاستشارات النفسية والقانونية، بالإضافة إلى التدريب والتأهيل، ويتم التدريب في العديد من الأشغال اليدوية، منها عمل الإكسسوارات، والبخور، والعطور، وتغليف الهدايا، وعمل الجاتوهات، والكعك، إضافة إلى إحياء وتجديد الملابس التراثية بأسلوب جديد وعصري، بهدف اعتماد النزيلات على أنفسهن في حال تم خروجهن من الدار، كما نعمل على التسويق لهذه المنتجات، ونحاول إيجاد فرص عمل جديدة للمعنفات ليكنّ عضوات نافعات في المجتمع”.
وتعمل جمالة على خلق أجواء للمرح والسعادة للنزيلات، من خلال الخروج إلى المطاعم والحدائق والمتنزهات، والتخفيف من الضغوط النفسية على النزيلات، كما تقوم بالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة والمنظمات من أجل تقديم الخدمات للقاصرات والمعنفات، وتوفير احتياجات الدار من التغذية والاحتياجات الاساسية.
ضعف القوانين
في قاعة المحكمة تترافع محامية دار الوئام “سلوى محمد نورالدين”، بكل حماس ونشاط، للدفاع عن المعنفات والحصول على حقوقهن، وتقول إننا نتابع حالات المعنفات والسجينات في القضايا الشخصية، بكل جد فأول ما تصل إلينا المعنفة، أعمل على دراسة حالتها قانونياً، وبعدها نحاول أن يتم حل الإشكاليات بين الزوج أو أهل المعنفة بطريقة ودية وبالوفاق بين الطرفين، وفي حال رفض الزوج يتم اللجوء إلى القضاء ويتم رفع قضية المعنفة إلى المحكمة ويتحمل اتحاد نساء اليمن كافة التكاليف، من أجل الحصول على الحقوق الكاملة للمعنفة، وفي حال تم الاتفاق والإصلاح بين الطرفين، نقوم بعمل التزام من الزوج بعدم التعرض لزوجته بالعنف، ونظل في متابعة مستمرة لهن للاطلاع عن أحولهن ونلاحظ تحسناً كبيراً.
إضافة إلى متابعة حالات المسجونات، في أقسام الشرطة والنيابة، وأقوم بمتابعة احتياجاتهن من أجل الدفاع عنهن وخصوصاً في قضايا العنف والقضايا الشخصية.
وتتحدث سلوى “قمن بتزويج 50 نزيلة من الدار، منذ تأسيسه وكان وليهن القاضي، باعتبار أن القاضي ولي من لا ولي لها، وتم عمل تعهدات من الأزواج بمعاملتهن المعاملة الحسنة، وقمنا بالحضور في زفافهن وكم كنا فرحات بهذه المناسبات الجميلة، والآن يعشن حياة كريمة ويعملن بالأشغال اليدوية للإنفاق على أسرهن”.
تشكو سلوى من غياب القانون الذي يحمي حقوق المرأة المعنفة، وبالأخص القاصرات، وتدعو إلى ضرورة عمل قوانين رادعة لحماية المعنفات، وتقول “نعاني من التأخر في القضايا من قبل المحاكم، وبعض القضايا تظل شهوراً وبعضها سنوات”.
العنف الأسري يدمر الفتاة
“بشرى المقطري” إخصائية نفسية بالدار، لا تفارقها الابتسامة، وتحاول بقصار جهدها حل مشاكل النزيلات، تقول “عندما تصل إلينا المعنفة، يتم الجلوس معها وبحث مشكلتها، لأن الغالبية منهن يصلن وحالتهن النفسية صعبة، بسبب العنف الأسري من الأهل أو الزوج، سواء كان لفظياً أو جسدياً، إضافة إلى التفكك الأسري بسبب طلاق الوالدين، مما يؤدي إلى هروب المعنفة من المنزل، وقدر يؤدي إلى انحراف الفتاة، إذا لم يتم معالجة المشكلة”.
تشير بشرى إلى أنها تنفذ، برامج ودورات نفسية توعوية، للمعنفات للعمل كوقاية للفتيات، وتعديل الأفكار غير منطقية وغير العقلانية، وتوجيههن للصواب، إضافة إلى عمل تمارين رياضية بشكل يومي، لتنشيط النزيلات، ونسيان الضغوط النفسية، وحل مشاكل النزيلات كلاً على حده”.
تضيف بشرى “إحدى الحالات وبسبب العنف الأسري، من قبل أخيها الذي قام بضربها بشكل مبرح، وتقييدها بالسلاسل، وتقطيع شهاداتها الجامعية، لأنها رفضت الزواج بأكبر منها، مما اضطرها إلى الهروب، من محافظة الحديدة، إلى صنعاء، وتم تسليمها لنا، عبر وزارة الداخلية، وتم إدخالها عبر الدار إلى مستشفى الأمراض النفسية، وظلت في المستشفى لمدة شهرين، بسبب سوء حالتها النفسية والصحية.
بعدها تم تأهيلها نفسياً، وتعليمها حرف يدوية، وبعد سنوات عادت إلى منزلها، وجاء والدها وأخوها وعملا تعهداً بعدم التعرض لها مرة أخرى.
وترجع بشرى ارتفاع حالات المعنفات، إلى الوضع الاقتصادي السيء، والحرب في اليمن مما أدى إلى نزوح أسر كبيرة، إضافة إلى حرمان الفتاة من التعليم والدفع بها الى الزواج المبكر وهي في سن صغيرة.
بالطبع ، فوراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم كما هو العكس .. الرجل الناجح هو الذي يحب المرأة الناجحة في جميع مجالات حياتها ، ولا يعتبرها أنها فقط للبيت إنما أيضا في الداخل والخارج يشجع نجاحها باستمرار .
الله يلعن من يضرب زوجته
الضرب ينتج ضعف كان لها او لأطفالها وكراهيه واحتماليات بعدم الوثوق بأي نوع من الرجال ان حدث هروب وتشتت أسري ووووو….. جميل بأن يكون هناك تفاهم وعلم بين الطرفين تبادل المشورات استيعاب في كل مشاكلهم وغيرها من الأمور. .
عملكم طيب في خدمة من تقطعت بهن السبل ورفضهم أهلهم والمجتمع اتمنى لكم وافر الصحه والتوفيق والنجاح في عملكم الإنساني.
هل اجد فتاة للزواج بحيث اني لا أملك شي سوى بيت متواضع في القريه