تناظر ستة من الشباب والشابات في عدن حول فرضية تقول إن “لرجال السلطة دور رئيسي في عدم إشراك النساء في السلطة المحلية“، توزعوا على فريقين خلال مناظرة من سلسلة مناظرات “منصة Talk” التي أقامتها منصتي 30 هذه المرة بالشراكة مع منتدى أولف ضمن مشروع المرأة، السلام، والأمن (WPS) الذي تنفذه منصتي 30 بإشراف من RNW Media، وبتمويل من وزارة الخارجية الهولندية.
في المناظرة التي يسرها “معتز شداد“، تم التعريف بأطروحة المناظرة، والتأكيد على أن هذه المناظرة هي أداء لا يمثل بالضرورة رأي المتناظرين أو المنظمين.
في كلمة مؤسسة المنصة الشبابية (منصتي 30)، أكد المدير التنفيذي “زكريا الحميري” أن تنظيم هذا الحدث (المناظرة) يهدف إلى أن يتحاور الناس ويحلوا مشاكلهم بالنقاش والسلم”، مؤكداً أن “الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشاكل والاختلافات التي تواجهنا كمجتمع”، داعياً “جميع الأطراف في وطننا الحبيب إلى الحوار المفتوح والبنّاء، وإلى الاستماع بعناية إلى آراء الآخرين وتقديرها، وإلى العمل معاً لتحقيق الأهداف المشتركة. وإلى أن يروا هذه المناظرة أنموذجاً حياً للحوار وتغليب مصالح المجتمع على مصالح الفرد”.
قالت “يسرى الجاكي” المديرة التنفيذية لـ”أولف“، إن “الحديث عن غياب المصادر لا يبرر غياب العمل”، مشيرة إلى أنها بدأت فريقها بخمسة أشخاص بدون أي مصادر (تمويل)، لكن عدد أعضاء الفريق الآن 35، فيما هذا هو النشاط الثاني مع “منصتي 30“، معتبرة أن العمل مع منصتي 30 أثرى تجاربهم.
انقسم المتناظرون الستة إلى فريقين هما، فريق الموالاة الذي يؤيد الأطروحة (لرجال السلطة دور رئيسي في عدم إشراك النساء في السلطة المحلية) ويرتدي اللون الأزرق، وفريق المعارضة الذي يرفض الأطروحة ويرتدي اللون الأحمر.
امتدت فقرة المناظرة لنصف ساعة، تبادل فيها أعضاء الفريقين جولات وضع الحجج ودحضها ومناقشتها، كما شاركت لجنة حكم في تقييم أداء وأسلوب وحجج المتناظرين.
الحاضرون في القاعة كان لهم القرار الفصل في اختيار الفريق الفائز، عبر التصويت مرتين، قبل المناظرة وبعدها، من خلال رفع كروت زرقاء أو حمراء، وقد جاء التصويت القبلي للجمهور لصالح فريق الموالاة بواقع 126 صوت مقابل 56 صوت للفريق المعارض، لكن النتيجة اختلفت في التصويت البعدي، فارتفع رصيد الفريق المعارض (الأحمر) إلى 97 صوت، مقابل 90 صوت للفريق المؤيد (الأزرق).
قال “عدنان محمد عبد الرحمن” المشارك في فريق المعارضة (الفريق الأحمر): “استمتعت بالدورة التدريبية للمناظرة الشبابية.. وكنت أتمنى ألّا تنتهي بهذه السرعة.. والجميل فيها أن فكرتها جديدة وإدارتها كانت متميزة، والشباب اللي اشتركوا فيها كانوا متفاعلين بإيجابية جعلت من أيامها القصيرة غنية بالمعرفة والمداخلات والتفاعل الذي أثمر مناظرةً متميزة بكل تفاصيلها، والأجمل أننا استطعنا برؤيتنا أن نخرج بقناعات أكدت حقنا في الاختلاف الذي لايفسد للود قضية!، وكانت المناظرة متميزة بالحضور الكبير والتفاعل الذي أكد أحقية فريقنا المعارض بالفوز.. كل الامتنان والتقدير للجهة المنظمة ولكل شخص كان له دور مُكمل لكل مناشط وفعاليات الدورة التدريبية للمناظرة”.
قالت “هناء ياسر” المشاركة في فريق التأييد/الموالاة (الفريق الأزرق) إن “التدريب على المناظرة يساعد في تعزيز القدرات وتنمية مهارات الشباب، وتشجيعهم على التحاور وتبادل الأفكار والآراء بطريقة سليمة وصحيحة”، كما اعتبرت أن “المناظرة حدث رهيب وفخم فعلاً. أن تضع فريقين وتوزعهما عشوائياً، وأحياناً تكون قناعة الشخص مختلفة عن الأطروحة، ولكن أن تقنع نفسك وتقنع الآخرين، بوجهة نظرك هو بحد ذاته شيء عظيم، وتجربة رائعة فعلاً، والحمد لله أنني كنت ضمن المتناظرين”.
وقد لاقت المناظرة إعجاب الجمهور المشارك، حيث قال محمد بانافع، وهو منسق مشاريع اليونسكو في عدن: “المناظرة من أجمل ما يكون، فقد لمسنا التنظيم والترتيب للفاعلية بشكل واضح، وفخورون جداً أن مثل هذا حصل في مدينة عدن”.
وأضاف: “الفقرات متنوعة وكلها كانت جميلة وممتعة، لم نشعر بالملل حتى دقيقة واحدة، أما المناظرة كانت ممتازة، خصوصاً أن الشباب لأول مرة يتدربوا ويناظروا، فأبهرني جداً أنهم ظهروا بهذه الصورة”,
مؤكداً أن أنشطة منصتي 30 متميزة، قائلاً: “حضرت سابقاً مناظرة لمنصتي 30 في العام 2021 بعدن وكانت رائعة، وفي كل مرة نرى تطوير وتنسيق أفضل، وتفاجأت أن كثير من الحاضرين غيروا رأيهم وهذا دليل على المهارة التي اكتسبها المناظرين”.
أسامة باناجم (ناشط مجتمعي ومدرب) قال: “كانت الفعالية إحدى الفعاليات المميزة والمؤثرة التي قد تحدث تغييراً مستقبلياً في إشراك المرأة بالسلطة المحلية، وتم اختيار الفئات المستهدفة بطريقة دقيقة جداً من كل الفئات، السلطة المحلية وممثلي منظمات المجتمع المدني والشباب، وكانت مشاركة السلطة المحلية أثناء المناظرة جيدة، حيث أيدوا أن هناك العديد من المشاركات في السلطة المحلية وأنهم يسعون لإعداد وصياغة خطة لتدريب وتمكين للمرأة في الفترة القادمة”.
من جهة أخرى ترى نادين إيهاب (ناشطة حقوقية) أن المناظرة كانت جداً رائعة على جميع المستويات، قائلة: “حبيت الأطروحة وأداء الفريقين، في بداية الأمر كنت مع الفريق المؤيد، ثم اقتنعت بأطروحة الفريق المعارض، حيث بنيت على حجج مقنعة وهذا يدل على جهد المدرب الذي قام بالتدريب خلال خمسة أيام كانت ثمرة مبهرة ولمسنا ذلك من خلال المناظرة”.
تخللت فعالية المناظرة بعض الفقرات الغنائية والموسيقية، كما توفرت خلال المناظرة ترجمة فورية بلغة الإشارة للحاضرين من فئة الصم والبكم.
في ختام الفعالية تم تكريم المتدربين الاثنى عشر، الذين تلقوا تدريباً على مدى خمسة أيام الأسبوع الماضي في “مهارات المناظرة ولغة الجسد” من المدرب “عبد الحفيظ الفقيه“، كما قام منتدى “أولف” بتكريم “أكرم عادل” منسق مشروع المرأة، السلام والأمن (WPS) في مؤسسة المنصة الشبابية (منصتي 30) و “زكريا الحميري” المدير التنفيذي للمؤسسة، و “أنيس البارق” رئيس المؤسسة/رئيس التحرير.
حضر الفعالية عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية الاعتبارية في مدينة عدن، بينهم مدير مديرية المعلا “عبد الرحيم الجاوي“، ونشطاء ومهتمين، وبعض من أعضاء منظمات المجتمع المدني، والمنظمات الإنسانية العاملة في عدن.
انا اقف وبقوة مع المرأة ومشاركتها في القيادة وفي صناعه القرار كون المرأة قادرة ان تعمل علي تغير الامور الي الافضل وكونها مرثرة وبجدار وهي قادرة علي بناء السلام والتنميه والاستدامه