مع موجة جديدة من الأمطار الغزيرة في مناطق متفرقة في اليمن، وتحذيرات أطلقها مركز الأرصاد بالتزامن، يتوقع الخبراء المزيد من الأمطار والفيضانات ويشددون على أهمية أخذ الاحتياطات، في ظل ضعف البنية التحتية، وغياب الأجهزة الحكومية والأوضاع المادية الصعبة للغالبية من المواطنين.
ويقول الخبير البيئي عمر بادخن في حديث خاص لـ”منصتي 30″، إن تحولات المناخ في اليمن وزيادة الاضطرابات المناخية في السنوات القليلة الماضية والتوقعات بزيادة حدة هذه الاضطرابات، بات يشكل تهديداً واضحاً للمكتسبات الاقتصادية الضعيفة أصلاً في اليمن، وسيكون لها تأثير شديد وواسع النطاق على النظم الطبيعية والبشرية في البلاد”، كما يقول إن “المنخفضات المدارية والأعاصير في الفترة الماضية نتيجة واحدة من هذا التغير المناخي”.
1. الوعي خط الدفاع الأول
وسط المخاطر المحدقة والكوارث التي تكررت في العديد من المدن، بما فيها عدن وصنعاء خلال الأشهر القليلة الماضية، يشدد بادخن على ضرورة “رفع الوعي العام لدى المواطنين بآثار التغير المناخي والتوعية بـ”كيفية التصرف خلال الفيضانات و الأعاصير وأخذ الاحتياطات”.
2. احتياطات السفر والتنقل ومجاري السيول
وينصح بادخن بضرورة “التنبه والاحتراس الحذر خلال موسم الفيضانات والأمطار، بتجنب المشي والقيادة وعدم الاستخفاف بكمية المياه الجارية في اي مجرى”.
وعلى ذات الصعيد يذهب الباحث في الشؤون البيئية وليد عبدالله، ويقول لـ”منصتي 30″، إن الطرقات وما تشهده من حوادث متعلقة بالسفر والتنقل، عادة ما تكون في صدارة الحوادث المأساوية، سواء كان السفر لمناطق بعيدة أو قريبة وذلك لأن “الطرقات أكثر عرضة لتدفق السيول أو الانهيارات الصخرية الناتجة عن الأمطار”.
وينصح عبدالله بضرورة توعية المواطنين بتقليل السفر والتنقل، إلا عند الضرورة وتجنب التنقل مساءً، باعتبار أن الأمطار تهطل في الغالب ما بعد الظهيرة وتزداد معها خطورة الانهيارات الصخرية والسيول لتصل ذروتها خلال ساعات الليل”.
كما ينوه إلى “إمكانية أن تقوم السطات المحلية والجهات ذات العلاقة، بتنظيم عمليات السفر وإغلاق بعض الطرقات في ساعات محددة يومياً، في بعض المناطق، للحدث من المآسي الناتجة عن الفيضانات أثناء هطول الأمطار”.
3. شقوق الأسقف والجدران
تشكل المنازل أو البنايات الشعبية والطينية، النسبة الأكبر من مساكن اليمنيين وخصوصاً في الريف بما يجعل سكانها على رأس الفئات المتضررة بنسب متفاوتة، حيث يتسبب هطول الأمطار لساعات طويلة بأضرار جزئية أو كلية، بدءاً بسقوفها الترابية في الغالب، وصولاً إلى الانهيار الكلي أو شبه الكلي أو الجزئي، وذلك حسب حالة المنزل وكمية الأمطار.
ويرى عبدالله وهو موظف في شؤون البيئة أن من الضرورة بمكان لتقليل الأضرار، التوعية بأهمية إصلاح شقوق أو شروخ الأسقف الجدران والتي عادةً ما تكون سبباً رئيسياً في تهالك البنايات.
وفي ظل الأوضاع المادية الصعبة للعديد من الأسر، يشدد الخبراء على وجوب اتخاذ الاحتياطات بالحد الأدنى، ولو باستخدام “الطرابيل” للحد من تسرب المياه في البناء وجدران المنازل، وهو الحل الإسعافي الذي لجأ إليه العديد من سكان مدينة صنعاء القديمة، مؤخراً.
4. إصلاح البنية التحتية
تعد البنية التحتية المتهالكة أو الضعيفة، على رأس الأسباب التي فاقمت كوارث الأمطار والسيول في المدن، وهو الأمر الذي بات سائداً في أغلب المدن، ووفقاً لسكان محليين في عدن لـ”منصتي 30″، فإن أزمة الخدمات ومشاريع الصرف، كانت أحد أبرز ما فاقمت الأضرار الكارثية بالمدينة خلال أبريل/نيسان الماضي.
ويقول لـ”منصتي 30″، طارق حسان وممثل المجموعات الرئيسية وأصحاب المصلحة لدى برنامج الأمم المتحدة لغرب آسيا إن التغيرات المناخية التي شهدها اليمن مؤخراً وبالإضافة إلى احتياطات المواطن “يستدعي على الدولة عمل لجنة لمواجهة كوارث التغيرات المناخية ووضع خطة استراتيجية لكيفية التكيف مع تأثيرات التغيرات المناخية والعمل على إصلاح البنية التحتية تجنباً لأي كوارث قد تحصل مستقبلاً”.
5. المبادرات المجتمعية
في أغلب حالات الأضرار التي ألحقتها السيول، بما في ذلك على النازحين والذين يقيمون في مخيمات ومساكن مؤقتة، وحتى حوادث جرف مركبات مسافرين وتهدم منازل في الريف والمدن، تبرز أهمية المبادرات الاجتماعية كخط دفاعي في وجه الفيضانات والأعاصير، لتغطية العجز أو الفراغ الذي يتركه غياب المؤسسات الحكومية.
وتبرز أهمية المبادرات، وفقاً لخبراء في أنها يمكن أن تقدم الحلول الإسعافية التي تقلل الأضرار، ولو من خلال تنظيم حملات لتفقد منازل الأسر الفقيرة في المناطق المتضررة بشكل متكرر وتبني ترميم بعضها أو التوعية باتخاذ ما يلزم خلال فترة الفيضانات، وقد حضرت المبادرات في أكثر من منطقة يمنية بتقديم معونات إسعافية أو ترميم بعض المساكن.
وفقكم الله