لا يختلف اثنان في أن للصحافة دور مؤثر في حالات النزاع والأزمات، لكن المسألة تكمن في توصيف وتصنيف هذا الدور، فبينما يرى 10% فقط من المشاركين في استبيان أجراه مشروع “منصتي 30” بالتعاون مع اليونسكو وبتمويل من صندوق الأمم المتحدة لبناء السلام حول “وضع الصحافة في اليمن” أن وسائل الإعلام محايدة في النزاع الحالي، ويرى 12% فقط أنه كان لهذه الوسائل دور إيجابي في محاولة إنهاء النزاع، تأتي المفاجآة في أن 72% من المشاركين/ات يرون أن وسائل الإعلام دعمت/أججت النزاع، وهي نسبة كبيرة تشير إلى النظرة السلبية التي ينظر بها الشباب اليمني إلى وسائل الإعلام.
من حيث الفروقات العمرية فإن الأكبر سناً ممن تجاوزوا 35 عاماً، أكثر ميلاً إلى هذه النظرة (82%)، بالمقارنة مع الأصغر سناً ممن دون العشرين من العمر (46%)، وهذا يعني ضمنياً أن الأكبر سناً أقل ميلاً إلى القول بأن لوسائل الإعلام دور إيجابي في محاولة إنهاء النزاع (7%).
بالتوازي مع الـ 72% الذين يتهمون وسائل الإعلام بتأجيج النزاع، يقول 72% أيضاً إنهم لا يثقون بالصحافة المحلية، بمقابل 13% فقط يؤكدون ذلك النوع من الثقة.
من حيث الفروقات العمرية، وبالتوازي أيضاً، فإن 76% من بين أولئك الذين تجاوزوا 35 عاماً، هم الأكثر ميلاً لفقدان الثقة بالصحافة المحلية، بالمقارنة مع 64% من بين الأصغر سناً، ممن هم دون العشرين من العمر، وهم الأقل بين الفئات العمرية التي فقدت ثقتها بالصحافة المحلية.
أما أولئك الذين يثقون في بعض المنصات وهم بنسبة 15% من إجمالي الإجابات، فإن 28% منهم أشاروا إلى “منصتي 30” كمنصة موثوقة لديهم، وأشار آخرون إلى وسائل إعلامية أخرى مثل: يمن شباب، المصدر أونلاين، ومأرب برس.
رغم هذه النظرة تجاه وسائل الإعلام عموماً، فإن أكثر من نصف المشاركات والمشاركين في الاستبيان يرون أن “مساحة التعبير ونقل الأخبار بحرية تكاد تكون منعدمة” في صحافة اليمن (54%)، بينما 7% فقط يقولون إن هناك مساحة للتعبير ونقل الأخبار بحرية مطلقة، ويرى 38% أن هناك مساحة محدودة.
جغرافياً، الذين يميلون إلى القول بانعدام الحرية، هم أكثرية في محافظات إب (74%)، الحديدة (63%)، وصنعاء (63%)، وهي محافظات شمالية، بينما تقل النسب قليلاً بين المشاركين من محافظات أخرى مثل، حضرموت (37%)، وعدن (36%)، وهي محافظات جنوبية، بينما تراوح محافظة تعز في المنتصف (49%) كما هو موقعها الجغرافي وسط اليمن.
حاولنا معرفة العوامل المؤثرة سلباً على دور الصحافة والإعلام في اليمن، فجاء الاستقطاب الفئوي في الصدارة (74%)، ثم الترهيب والانتهاكات (67%)، يليهما المال السياسي (65%).
ولا تبدو الفروقات الجغرافية هنا كبيرة في تصنيف آراء المشاركات والمشاركين، كما أن بعض المشاركين أشار إلى عوامل أخرى، مثل: الارتزاق، التأثير الشعبي، ضعف أو انعدام الكفاءة، وغيرها.
في السياق نفسه، أوضحت بعض الفرضيات التي طرحناها بعضاً من العوامل المؤثرة على أداء الصحفيين، فقلنا مثلاً إن “تهديد الصحفيين اليمنيين يمنعهم من نقل الحقيقة”، فأيد ذلك 85% من المشاركين، دون فروقات عمرية، نوعية، أو جغرافية.
كما افترضنا أن “الصحفي اليمني يقدم الولاء الحزبي على المهني”، فوافق 79% على هذه الفرضية، وقال 82% إن الصحفيين ونشطاء الإعلام اليمنيين، يفتقرون إلى التأهيل الكافي في صحافة السلام، وربما لهذه الأسباب مجتمعة أكد 89% من المشاركين في الاستبيان على “أهمية سن قوانين ناظمة للإعلام الإليكتروني في اليمن”.
• إن التسميات المستخدمة وطريقة عرض المواد في هذا التقرير لا تعني التعبير عن أي رأي مهما كان من جانب اليونسكو أو صندوق الأمم المتحدة لبناء السلام أو مؤسسة RNW Media بشأن الوضع القانوني لأي بلد أو إقليم أو مدينة أو منطقة أو لسلطاتها، أو بشأن تعيين حدودها.
بحسب نظرتي واعتقادي بإن الصحافة كانت وماتزال مسيسة وحزبية وتخدم فقط نشوب الحروب ..بدلآ أن تكون مهمتها التقارب فيما بين ابناء هذا الشعب
.من المفترض على جميع الصحف المحلية اليمنية اكرر اليمنية أن تعمل على نزع التفرقة والسعي إلى انهاء الفجوة القائمة في بلادنا الحبيبة الصحافة مسؤولة أمام الله في كتاباتها ونقل الخبر ..إظهرو اليمن كما ينبغي ان تظهر للعالم