في واقع مجتمعي صعب يسوده التمييز العنصري المبني على أساس اللون والعرق، تعيش النساء من فئة المهمشين في محافظة تعز جنوب غربي البلاد، على هامش الحياة، بعيداً عن العيش الكريم في بلد العيش فيه هو الأسوأ بالنسبة للنساء في العالم. وفق تقرير منظمة العفو الدولية.
عوائق التمييز العنصري الذي تعاني منه المهمشات منذ عقود، المتمثلة في الأمية والتي مثلت نسبة 99%، الزواج المبكر، تحمل المسؤولية والخروج للعمل في سن مبكر، امتهان الأعمال المزرية في المجتمع كالتسول ومسح السيارات، بالإضافة إلى تعرضهن للاغتصاب والتحرش، جعلتها المحامية سميرة نبيش كما تقول “سلماً للصعود نحو النجاح والتمييز، ليكون لها دور فعال في المجتمع لاسيما في مجتمع المهمشين”.
نالت سميرة نبيش على درجة الماجستير في القانون، متطلعة بكل عزم إلى مواصلة السلك العلمي والحصول على درجة الدكتوراه في مجال “القانون الدولي الإنساني”.
وتجلس “نبيش” في الوقت الحالي، على كرسي مديرة الشؤون القانونية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة تعز بالإضافة إلى ترؤسها جمعية “عمار الأرض” جمعية تنموية حقوقية تأسست في 2014، والتي عملت من خلالها على تنفيذ العديد من المشاريع التنموية بالنسبة لمجتمع المهمشين منها مبادرة لـ1000 طالب بالتنسيق مع مكتب التربية والتعليم في المحافظة لمساعدة أطفال المهمشين بالانخراط في السلك التعليمي.
وتقول نبيش لمنصتي 30، إن “النساء المهمشات يعانين بصورة خاصة من الجهل والأمية بنسبة كبيرة جداً، وتعد مواصلة التعليم الجامعي، او الدراسات العليا أمر نادر الحدوث، إلا أن طموحي نحو الحصول على درجة الدكتوراه في المستقبل القريب أمر حتمي، لأكون بذلك المرأة المهمشة الوحيدة في اليمن الحاصلة على أعلى درجة أكاديمية”.
“تراكمت عليّ المسؤولية، لاسيما عقب مرض أخي ووفاة والدي الذي كان يحفزني باستمرار على مواصلة تعليمي، كنت المعيل الوحيد للأسرة، أعمل في الصباح وأحضر دروسي الجامعية في المساء، وبرغم الظروف الاقتصادية الصعبة المتمثلة في الرسوم الدراسية المكلفة للدكتوراه التي تبلغ رسومها حوالي نحو مليوني ريال يمني، بالإضافة إلى توفير الاحتياجات المعيشية وكذلك الأدوية لشقيقي المريض، حاولت جاهدة الوصول إلى حلمي وتحقيق هدفي المنشود”. تضيف سميرة.
ولفتت سميرة إلى أن التمييز والعنصرية التي تلحق بأبناء المهمشين طالتها خلال دراستها الثانوية، من قبل أحد الكوادر التعليمية.
وتشير في حديثها لمنصي 30: “موقف صعب سبب لي جرحاً في قلبي من أيام الثانوية، وكان الدافع الرئيسي لي لدراسة القانون والتخصص في “شريعة وقانون”.
وتتبنى سميرة منذ تخرجها كمحامية قضايا الانتهاكات التي تطال المهمشين، لاسيما النساء على وجه الخصوص، والدفاع عنهم واستعادة حقوقهم عبر القانون، بالإضافة إلى أفراد المجتمع الآخرين.
وتستطرد قائلة: “لدي مكتب خاص لاستقبال القضايا برفقة مجموعة من المحامين، نعمل بشكل طوعي وبجهود ذاتية، أشعر أنه يجب عليا تغيير واقع المهمشين الذين يعانون من عنف اجتماعي واضطهاد، وان أكون لهم المعين الذي ينتشل أبناء جلدتي من واقعهم المرير”.
التعليم والنظرة الدونية
تعاني النساء المهمشات من ارتفاع كبير في نسبة الأمية، إذ لا يتم إلحاقهن بالمدرسة إلا من قبل أسر قليلة جداً، ومشكلة تسرب الأطفال المهمشين من التعليم، يعود إلى النظرة الدونية لهم، حيث يواجه الأطفال مضايقات جمة من قبل أقرانهم وأيضاً العاملين في السلك التربوي، وقلما نجد مهمشات حاصلات على تعليم عالي، بسبب الوضع الاقتصادي والفقر الشديد، بالإضافة إلى غياب الوعي لدى الأسر بأهمية التعليم للفتيات. وفق نعمان الحذيفي رئيس الاتحاد الوطني للمهمشين في اليمن.
ويقول الحذيفي في حديثه لمنصتي 30، الشباب من فئة المهمشين والذين يمثلون نسبة 70% طاقة مهدورة، إذ يعدون خارج مسار التنمية التعليمية، وبالنظر إلى القوانين المتعلقة بالتعليم في اليمن يحق للمهمشين الالتحاق بالتعليم بكافة مستوياته ولكن وصمة التمييز تظل عائقاً أمام التحاقهم بالتعليم.
ووصى الحذيفي النساء المهمشات بانتزاع حقوقهن، وأن التعليم والحصول على مراكز إدارية هو السبيل الوحيد نحو تمكينهن من الاندماج في المجتمع، والحصول على كافة حقوق المواطنة والاشتراك في إدارة الشؤون العامة للبلاد.
وتقول دراسة أجرتها منظمة اليونيسيف أن 9% فقط من المهمشين يسجلون أطفالهم عند الولادة، ما يجعل نقص شهادات الميلاد عقبةً أمام الالتحاق بالمدارس.
وأكد مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية عبر دراسة أجراها على مجتمع المهمشين، أن النساء المهمشات هن أكثر الفئات الموصومة بين النساء اليمنيات، والأكثر عرضة لسوء المعاملة، إذ يضطررن للخروج إلى الشوارع، التي تكاد تخلو من النساء اليمنيات الأخريات، لكسب لقمة العيش حيث يعملن في التسول وكنس الشوارع والبيع على الطرقات.
بالإضافة إلى ذلك، تعرضهن عزلتهن الاجتماعية وافتقارهن إلى السكن اللائق إلى مخاطر وتحرمهن الاحترام والحماية الممنوحين للنساء من طبقات المجتمع الأخرى.
وبحسب تقرير اليونيسيف فإن المهمشين هم أول من تعرضوا على نحو قاسٍ للفقر الشديد، منذ بدء النزاع وقد جرت العادة في معظم الأحيان أن يعيش المهمشون في ظروف سيئة في الأحياء العشوائية الفقيرة الواقعة في أطراف المدن، حيث يعانون من الإقصاء الاجتماعي ولا يندرجون ضمن الهياكل القبلية والاجتماعية القائمة في المجتمع اليمني، كما أن كثيراً منهم عاطلون عن العمل وغالباً ما يتم حصر العاملين منهم في الوظائف الدونية ذات الأجور المنخفضة.
👌👌
شكرا لكم .. لكني أود ان اعطي نبذه لكم ولناس العامة ..
ان المراه لها دور كبير في المجتمع .. بل هي تعتبر نصف المجتمع .. لما تقوم من المسؤاليات التي قد لا يستطيع الرجل القيام بها ..
تربية الاطفال شي مفيد للمجتمع ومؤثر جدا .. وياحبذا ان المرأة لو انها تعمل عليها التوفيق بين عملها واستقلال ذاتها وبين تربية الاطفال .. لان تربية الاطفال مهم جدا ومؤثر .. اذا صلح الاطفال سيكون هناك مسقبلهم أيجابي ونافع للمجتمع وكذالك ان فسد الاطفال سيكون مستقبلهم سلبي وضار في المجتمع
تحياتي لكم ولهذة المنصة