الحاج جيلح رحلة الذات
article comment count is: 1

«الحاج جيلح» مسانداً لرحلة نحو إثبات الذات!

في مايو من العام 2017م خلت مديرية الوازعية جنوب غرب تعز من الأعمال العسكرية التي شهدتها بين القوات الحكومية وجماعة أنصار الله، عاد حينها الآلاف من سكان العزل الأربع إلى قراهم ناظرين مدى الدمار الذي خلفته الحرب.

في منطقة الغيل الواقعة شرق مديرية الوازعية تعرضت المباني التعليمية لدمار واسع طال مدرستين فيما تبقت مدرسة وحيدة للتعليم الأساسي لم يطلها الضرر لكنها خلت من وجود الطاقم التدريسي بعد فقدان أكثر من 30 معلماً خلال الحرب وما يزيد عن 30 آخرين أصيبوا بجراح معيقة وإصابات نفسية واستمرار النزوح للبعض في المديرية وفق مكتب التربية والتعليم في الوازعية.

السعي للوصول

مع نداءات السكان المتكررة في المنطقة لإنقاذ زهاء 500 طالب وطالبة في المدرسة من الوقوع في براثن الجهل والأمية استجابت سبع من الفتيات من مركز الشقيراء لحاجة المنطقة لوجود طاقم تدريسي يعيد المئات من الأطفال لساحات العلم.

معضلة الانتقال من مركز الشقيراء عاصمة المديرية نحو منطقة الغيل التي تبعد 15 كيلو في ظل انعدام المواصلات بين مركز المديرية والبلدة النائية ظل الهم الملازم لهؤلاء الفتيات في سعيهن للوصول لهذه البقعة التعليمية.

لم يكن المجتمع التقليدي متحمساً لفكرة إرسال الفتيات نحو مناطق بعيدة عن سكنهن لاعتبارات قبلية وعرفية، الأمر الذي كاد يعصف برغبة الفتيات لإنقاذ هذه المنطقة من براثن الجهل.

تصدر الحاج عبد حسن جيلح (64 عاماً) المشهد في أحلك الظروف التي كانت تقاسيها هؤلاء الفتيات دون الاكتراث بأية قيود مجتمعية سلبية، ليقم بنقلهن من خلال سيارته نحو المدرسة دعماً لهن في رسالتهن النبيلة.

يقول الحاج عبد جيلح لـ”منصتي 30” إن “الفتيات عددهن سبع فتيات منهن ابنته وبنت شقيقه وخمس أخريات من الجيران، أبدين استعدادهن للمساهمة في التدريس لخدمة مناطق الغيل والقرى المجاورة للمنطقة شرق المديرية”.

مساندة حقيقية 

من السابعة والنصف صباحاً ولغاية الـ12 ظهراً من كل يوم، يقضي الحاج جيلح وقته مع هؤلاء الفتيات لنقلهن ذهاباً عبر سيارته نحو المدرسة ومن ثم إعادتهن ظهراً نحو منازلهن، حيث يقدم خلال هذه المدة كل الخدمة لهن في إطار استقرارهن لتقديم خدمة لهؤلاء الطلاب.

وأشار أنه سعيد بما عمله إرضاءً لضميره الإنساني وأن الفتيات تشبثن بالعمل في المدرسة كثيراً لتقدير الطلاب لهن، فجعلهن يفضلن الاستمرار دون النظر لأي اعتبارات أخرى سواء مادية أو تقاليد مجتمعية.

وتابع الحاج جيلح أنه يعمل من أجل تمكين الفتاة في الريف في القيام بدورها ومناقشة وتوجيه النصح للكثير من الأفكار المعارضة لفكرة خروج ومساهمة المرأة الريفية خاصة أن المرأة في الوازعية ولاسيما في قطاعات التعليم والصحة قمن بالدور الأكبر في سبيل عودة واستقرار الحياة في المجال التربوي والصحي في المديرية.

احتياج وأمل

تثني الفتاة عفاف محمد على الحاج عبده جيلح الذي يرافقهن دون اكتراث بسنه وببعد المنطقة الجغرافية عن سكنهن، ومن ثم انتظاره طيلة الساعات حتى يتم الانتهاء من الدوام الرسمي، في الوقت حينه يقدم ما تحتاجه الفتيات خلال ساعات العمل الرسمي.

ودعا جيلح السلطات الرسمية والمنظمات الدولية والمحلية والوجاهات الاجتماعية إلى العمل في تذليل المصاعب التي تواجه هؤلاء الفتيات وفي مقدمة ذلك العمل على تثبيت راتب تعاقدي لهن يتناسب مع غلاء المعيشة وإعطائهن أولوية التوظيف في المرحلة القادمة تقديراً للدور الريادي الذي قمن به.

تأمل الفتاة عفاف أن يجدن المزيد من الاهتمام سواءً من قبل الجهات الحكومية أو من قبل المنظمات الدولية العاملة في اليمن لمساعدتهن في تحقيق مزيد من الاستقرار من خلال رواتب تعاقدية للغالبية، حيث أغلب من يعمل منهن في المدرسة متطوعاً، باستثناء فتاتين بأجر تعاقدي في حين يعاني سكان هذه المناطق من فقر مدقع وليس بمقدورهن دفع وتحمل التكاليف.

وبحسب مدير مكتب التربية والتعليم في الوازعية علي الظرافي فإن نسبة التعليم للفتاة ارتفع بشكل لافت في السنوات الماضية في مدارس مديرية الوازعية والبالغة 28 مدرسة العاملة في عزل المديرية في حين خرجت أربع مدارس عن الخدمة جراء الدمار الذي تعرضت له، وأشار الظرافي إلى أن “الإحصائيات تشير إلى التحاق 5850 طالبة في مدارس المديرية بعزلها الأربع بما يقارب نسبة الـ50% من إجمالي العدد الكلي للملتحقين بالتعليم في مدارس المديرية”.

موضحاً “تجاوز عدد المعلمات في مدارس المديرية من الثابتات والمتعاقدات والمتطوعات حاجز 120 امرأة وهو رقم يشير إلى مدى المسؤولية التي اضطلعت بها المرأة في المنطقة في السنوات الماضية، لاسيما عقب النزوح وتسرب العشرات من المعلمين جراء الوضع المعيشي من التعليم في المديرية”.

وتقع أغلب مدارس المديرية ضمن النظام المختلط باستثناء مدارس الخنساء في الوازعية والثورة في الحضارة والزهراء في الظريفة المخصصة لتعليم الفتيات في المرحلتين الأساسية والثانوية حيث يوجد بها 2500 طالبة.

 

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (1)

  1. نتمنى من مكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز بالوقوف مع هولا البنات ودعمهم بكل ما يلزم من رواتب وكل ما يحتاجون إليه لمواجهة التحديات التي تواجهم