على الرغم من مرور 57 عاماً على ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، التي جاءت لإرساء دولة النظام، والقانون، وإلغاء كل مظاهر التعسف، والعبودية التي سادت مع الأنظمة الاستبدادية البائدة في اليمن، إلا أن التمايز الطبقي مازال حاضراً بقوة في الوعي الجمعي لليمنيين، وأصبح التنميط العنصري بين مكونات المجتمع عرفاً سائداً، ويحكم العلاقات الاجتماعية حتى هذه اللحظة.
هذا التمايز العنصري يقوم على اللون، والعرق، والنسب، ومن خلال هذه العناصر يتم تصنيف الناس إلى عدة طبقات مرتبة في هرم تنازلي، طبقة السادة (الهاشميون) على قمته، وهي محصورة على شريحة مجتمعية ينتهي نسبها إلى بيت الرسول محمد بن عبدالله، هذه الفئة تنفرد بامتيازات في الحكم، والقضاء، والنفوذ المالي، باعتبارهم الطبقة الأرفع نسباً وجاهاً في البلاد، تليها طبقة القبائل، وهي الطبقة الأكبر من حيث العدد، والانتشار، وتضم شيوخ القبائل، وطبقة العمال والفلاحين، وغير ذلك، ولها حضور قوي في السلك العسكري، والتعليمي، والسياسي أيضاً، تليها طبقة المزاينة، وتضم العاملين في مهن يدوية بسيطة، كالحلاقين، والجزارين، هذه الفئة تواجه نظرة ازدراء من قبل الفئتين السابقتين، وأخيراً فئة المهمشين، الفئة التي تهمنا في هذه المادة، باعتبارها مكون مجتمعي يخضع لازدراء، وهيمنة باقي الفئات في البلاد؛ تضم هذه الفئة ذوي البشرة السوداء، وتطلق عليهم نعوتاً مختلفة كالأخدام، واللُحُوج، والمجَارِبة، وتعد الأقل حقوقاً، والأكثر مظلومية، مقارنة بالفئات السابقة، فأبناؤها محرومون من جل حقوقهم المكفولة في الدستور، فهم معزولون في تجمعات سكانية متواضعة خارج التجمعات السكانية لباقي الفئات، إذ يرفض المجتمع تقبلهم، والتجانس معهم، وأغلبهم يعانون من الأمية كونهم لم يحصلوا على حقهم في التعليم، وتعد مصاهرتهم جريمة وفقاً للعُرف السائد في اليمن.
فئة المهمشين يجري التعامل معها في كثير من مناطق اليمن، خصوصاً في إقليم تهامة، كممتلكات تُباع، وتُشترى، وتُوَرث، في حالة استعباد مهينة تمثل انتهاكاً صارخاً لكل مواثيق، ومعاهدات حقوق الإنسان في العالم.
يقول سالم -أحد المهمشين في مديرية الزهرة بالحديدة- بلهجته المحلية: “عمري 32 سنة، عشت في هذي البلاد على طاعة الأسياد، رغم إني مش عبد لأحد، إحنا على هذه الحالة من زمان”، ويضيف “هنا في عبيد مليان، بس ما تقدر توصل لهم، لأنهم ممنوعين من المقابلات، ولا عندهم تلفونات، يشتغلوا في المزارع، والبيوت حق المسؤولين، وما يقدروا يشكوا أوضاعهم، واللي يتكلم بدون إذن سيده يعذبوه، ويمكن يقتلوه”.
تملك واستعباد
يخضع المهمشون لتملك قسري يفرضه عليهم بعض زعماء القبائل، والسياسيين، والنافذين في الدولة كما في المديريات النائية في محافظة الحديدة، وحجة، إذ يعمل المهمشون في خدمة مستعبديهم بلا مقابل، وفقاً لصكوك عبودية موثقة تشرعن استعبادهم، وتبقيهم ضمن ممتلكات النافذين في تلك المناطق، ويظلون على ذلك الحال إلى أن يتوفاهم الله، أو يأتي من يشتريهم من مستعبديهم، ويمنحهم حريتهم.
رئيس اتحاد المهمشين اليمنيين نعمان الحذيفي أكد في تصريح سابق للعربي الجديد “أن هناك حالات عبودية موجودة بالفعل في اليمن، وقد تم رصد حالات بيع وشراء للعديد من المهمشين في مناطق متفرقة من البلاد”، وهذا يعكس حجم تجذر الظاهرة في البلاد ككل، لا تهامة فقط.
المحامي عبدالرحمن برمان يقول في هذا الصدد في تصريحات صحفية منشورة إن “الاستعباد الذي هو من أبشع انتهاكات حقوق الإنسان، يترتب عليه سلسلة من الانتهاكات الأخرى لإنسانية الإنسان، لاسيما بالنسبة للنساء المستعبدات أو ما يطلق عليهن (الجواري)، حيث يمارس معهن الجنس من قبل أسيادهن، وأولادهن، وأبناء القبيلة كلها”.
تهامة في الصدارة
إقليم تهامة وحده يحمل نصيب الأسد من ظاهرة التمايز الطبقي في اليمن، ويمثل وكراً كبيراً لحالات استعباد المهمشين، وقد وثقت المنظمات الحقوقية الكثير من قضايا العبودية هناك، منها 190 حالة رق في محافظة حجة وثقتها منظمة وثاق في العام 2012، وتمكنت المنظمة من تحرير اثنين من العبيد، بعد مفاوضات حثيثة بذلتها مع المستعبدين، قبل أن يعود أحدهما إلى العبودية بمحض إرادته، بحجة عدم قدرته على التأقلم، والاندماج في المجتمع، ناهيك عن حالات أخرى أبرزها قضية (قناف بن سيارة)، التي حركت الراكد في ملف العبودية في العام 2010، رغم أن قضية قناف أثيرت لأغراض سياسية أثناء عملية تحريره من العبودية، ولم يلتفت إليه أحد طوال الفترة التي قضاها عبداً لدى شخصيات نافذة في تهامة.
لماذا تهامة؟
لعبت الأحداث السياسية في اليمن دوراً هاماً في خلق الفوراق الطبقية في المجتمع اليمني، وفي تهامة بالذات، ويرجع الكثير من المحللين، والمؤرخين تجذر ظاهرة العبودية فيها إلى جملة من الأسباب، من بينها “أن سقوط دولة بني نجاح -ذوي الأصول الحبشية- في تهامة غرب اليمن، والتي حكمت بين عامي 1012 و1158، تمخض عنه ظهور طبقة العبيد، إذ تم تحويل حكام بني نجاح بحكم لون بشرتهم إلى عبيد لدى حكام الدول التي تعاقبت على حكم اليمن بعد سقوطهم، وتوارث أبناؤهم العبودية، والتهميش المستمرين بأشكال مختلفة إلى اليوم، يقول رئيس المنظمة اليمنية لمناهضة التمييز يحيى صالح إن “مَن قام بالثورة اليمنية التي أنتجت الجمهورية هم تجار، وقبائل شعروا بالظلم، أو بعدم المشاركة مع الحاكم”، ويرى أن “التغيير الذي نتج عنها هو تغيير فوقي فقط، بينما ظل البسطاء من الناس يعانون من التمييز كما كان حالهم قبل الثورة، برغم تقديمهم تضحيات وشهداء.
الرق قانوناً
القانون اليمني يجرم الرق، والعبودية، بموجب المادة 248 من قانون العقوبات والجرائم رقم 12، والتي تنص على (يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن عشر سنوات لكل من باع أو اشترى أو تصرف أي تصرف بإنسان).
آراء مضادة
على الرغم من كل التقارير، والتحقيقات الاستقصائية، والمتابعات الصحفية، التي أكدت، ووثقت وجود الظاهرة في إقليم تهامة، إلا إن هناك جهات، وشخصيات رسمية داخل الإقليم تنقي قطعياً وجود الظاهرة في مجتمعهم في الوقت الحاضر، وتُرجِع وجودها إلى ما قبل ثورة ال26 من سبتمبر 1962، وترى هذه الجهات أن ما أثارته وسائل الإعلام، والمنظمات الحقوقية الدولية، لا يعدو عن كونه تظليلاً، وزوبعات تم النفخ فيها لأغراض سياسية تستهدف شخصيات سياسية بعينها في الإقليم.
في هذا الصدد يقول البرلماني اليمني عبدالكريم الأسلمي لمنصتي 30 : “حسب معرفتي لا يوجد أي بيع أو شراء لأي بشر كرقيق في تهامة، والمعلومات التي يتم تداولها من فترات سابقه غير صحيحة، كل الناس أصبحوا أحرار من بعد الثورة، لكن الكثير من الناس في تهامة تعيش أوضاعاً إنسانية صعبه جداً، وخاصة الأشخاص من ذوي البشرة السوداء”، ورداً على سؤالنا له عن التقارير، والتحقيقات الاستقصائية، التي وثقت الظاهرة في الإقليم، أجاب بأن “التقارير الاستقصائية ليست حجة وليست إثبات، الكثير منها يتم تأليفه بغرض لفت النظر وخصوصاً المنظمات الدولية للأسف الشديد”.
الصحفي اليمني عيسى الراجحي المحسوب على تهامة، هو الآخر ينفي وجود حالات الرق والعبودية في الإقليم، وفي تصريح لمنصتي 30 قال الراجحي : “أؤكد لك أنه لا توجد هذه الظاهرة بالاسم الحرفي للعبودية في أي منطقة من مناطق تهامة، لكن مازال يقال للرجل الأسود عبد، وهذا كل ما في الموضوع”، ويضيف “أنا أنفي هذا الأمر نهائياً بالمعنى الحرفي للعبودية، كعبودية وملك وبيع وشراء، هذه لا توجد إطلاقاً، وقد انتهت منذ عقود، وما يشاع في وسائل الإعلام غير صحيح، لكن مازالت بعض أفراد الأسر الذين كان آباؤهم وأجدادهم مملوكين لأشخاص يقولون لحد الآن نحن عبيد الشيخ الفلاني، لكن لا يستطيع هذا الشيخ التحكم فيهم والبيع والشراء فيهم فقد انتهى هذا العهد الغابر”.
في الأخير تظل قضية الطبقية في اليمن عموماً، وتهامة خصوصاً قضية مثبتة يؤكدها التصنيف الطبقي المعاصر للحالة الاجتماعية في البلاد، وهذا التمايز يؤكد بشكل، أو بآخر وجود حالات الرق والعبودية في تهامة، وغيرها من أصقاع البلاد، وهو ما يستدعي ضرورة تنفيذ القوانين، والتشريعات التي تجرم العبودية في اليمن.
زمن العبودية ولى منذ قيام الثورة اليمنية ولا صحة لكل مايشاع في تهامة والزهرة
عن بيع أو شراء أحد
قد يوجد في مجتمعنابعض العادات والأعراف القبلية السلبية
ولكن ليس لهذه الدرجة كمايروج
له بعض الكاذبين والمتشدقين
الذين يشوهون سمعة تهامة
الخيروالعطاء ورجالها
لايزال التمييز الطبقي والعنصري بين فئات الشعب اليمني مجودة للان رغم ان القانون والدستور اليمني يمنع ذلك وبعدقيام ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ تلاشت قليلا تلك المعاملة بين المجتمع الا ان الحقيقة انها لاتزال موجودة للان والوعي الجمعي للشعب لايزال يمارسها الاسباب قديمة تاريخية منذ عهد الائمة الذين حكموا اليمن ومنذ عهد نهاية دولة بني نجاح ففي عهد الائمة كان يسمون العبيد او الخدام وبعد قيام الجمهورية يسمون بطبقة المهمشين والان اطلقوا عليهم اسم( أحفاد بلال )تسمية من استعطاف مشاعر المواطن الذي بشرتة سوداء او ينحدرون من أصول افريقيه حبشية اوغيرها الغرض كسب ولائهم سياسيا اما في الحقوق فهم مهمشون جدا وينظر إليهم بدونية انتقاص وهذا مخالف لتعاليم الإسلام وللانسانية
قديما اليمن تعرض للاحتلال الحبشي وبقي منهم للان من أصول حبشية وكذلك التواجد الفارسي بعد طرد الاحباش استبدلو بالفرس الذين استمروا للان منذ ظهور الإسلام وكان والي اليمن باذان الفارسي وحين ظهور دول الائمة تم تقسيم الشعب الي طبقات الهاشميين القرشيين الذي ينسبون الي انهم من أبناء بني هاشم وال النبي عباسيون وعلويون وفاطميون فهم الطبقه الأولى ينصبون نفوسهم أسياد على الشعب اليماني وبعدهم طبقه القضاه الفقهاء ثم طبقه المشايخ والقبايل ثم طبقة المزاينة والدواشين والجزر والصناع والبيع كل أصحاب الحرف اليدوية ينظر إليهم بنقص ودونية وهذا من مخلفات دول الائمة الكهنوتية والتي لازالت لليوم يعاني منها المجتمع ولايزال الوعي الجمعي للشعب يتعامل بها وهذا مخالف للشريعه الإسلامية وللدستور والقانون اليمني وأهداف ثورة ٢٦ سبتمبر الذي من احد أهدافها إزالة الفوارق والتمييز بين طبقات الشعب والناس سواسية أمام القانون في الحقوق والواجبات، لكن للأسف لايزال الفكر الجمعي لدي عامة الشعب قاصر وتوجد تفرقة ليست بالشكل السابق إلا انها موجودة
وهذا بسبب سياسة الهاشميين ال البيت القائمين بالرسالة الإسلامية حسب زعمهم لكنهم خالفوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم على نبينا كماتعامل مع أصحابه بلال وسلمان وصهيب رومي وحبشي وفارسي ولم يميز بينهم وبين العربي الا بالتقوى، للأسف كم هو محزن ان ندعي بأننا مسلمون والاسلام دين العدالة والمساواة وجاء ضد العبودية وتحرير الرق العبودية وأمر بعتق رقاب العبيد وتحريرهم قربة إلى الله فكيف بعد الف وأربع مائه عام يمارس هذا التمييز،،، ان ذلك محزن جدا
اما عن طبقة المهمشين أحفاد بلال فحدث ولاحرج لايوجد لهم ابسط حقوق الحياة كإنسان كرمه الله فمنازلهم اكواخ وخيم وعشش لاتعليم ولاصحة ولا وظايف ولايملكون ارض زراعية اواي شي ولايخالطون المجتمع في افراحهم واحزانهم ومناسباتهم وحياتهم بشكل عام معزولون عن المجتمع كم هو معيب ماذا تعني أحفاد بلال هل كل انسان اسود البشرة ينطبق علية هذا الاسم اذا فإن قارة أفريقيا والهند وكثير من الدول أحفاد بلال عجب كم خلف بلال من أحفاد وقدربما انه لم يخلف احد،،،
التجاذب السياسي والصراع السياسي يلعب دور في ذلك
كنت اتمني ان يتم الغاء كل هذة العنصرية والطبقيه والسلالية بين أبناء الشعب الواحد
كذب وقصص وهمية مجموعة من الأشخاص أجزم انكم تريدون أن تستغل هذا المجال للاستثمار في أعمال انسانية ضاهرها الرحمة وباطنه من قبلة العذاب لم نسمع بهذا منذ زمن وأعتقد انكم اكذب من رأيت
فعلاً ما زالت هناك مناطق في اليمن يوجد فيها عبوديه
وهناك عبيد لم يعد بقدرتهم الخروج من العبوديه
حتي ان اسيادهم يتوارثوهم ويتقاسمو فيهم كتركه واشك ان هناك المئات
لاتزال موجودة الطبقيه والعنصرية والسلالية
في الوعي الجمعي للشعب وفي السياسة والمعاملة العامة موسف ذلك