المرأة اليمنية والحرب
المرأة والحرب - بريشة رشاد السامعي. منصتي 30
article comment count is: 2

استبيان | دوران رئيسيان للمرأة اليمنية خلال الحرب!

“تستمر المرأة اليمنية في دفع الثمن الباهظ لفاتورة الحرب الدائرة بالبلاد منذ أربعة أعوام، وإضافة إلى فقدان مئات الآلاف من النساء وظائفهن وأعمالهن، لا يزلن يواجهن التشرد والنزوح، ويتحملن مسؤولية إعالة أسرهن والحفاظ عليها من التفكك، خصوصاً مَن فقدن أزواجهن وأقاربهن بسبب الحرب”، هكذا كتب لنا أحد المشاركين في استبيان “المرأة والحرب” الذي أطلقه مشروع منصتي 30، وختمه بسؤال عن أهم الأدوار التي تقوم بها المرأة خلال الحرب.

معظم الإجابات التي وردتنا على هذا السؤال، يمكن تلخيصها في دورين رئيسيين قامت بهما المرأة، ويتفرع من هذه الدورين أدوار أخرى، أو مهام قامت بها المرأة اليمنية، وماتزال. يقول أحد المشاركين موضحاً هذين الدروين: “المرأة صارت بسبب الحرب تقوم بأصعب دورين: الإعالة، والتربية؛ فقبل الحرب كانت الأمور موزعة بين الطرفين إلى حدٍ ما، ولكن بسبب ظروف الحرب صار الحمل أكبر على المرأة”.

تحت مظلة هذين الدورين الرئيسيين، يمكن وضع الكثير من الأدوار الفرعية، والمهام التي قامت بها المرأة وفقاً لما ذكره المشاركون في الاستبيان، وهي: التمريض، التدبير المنزلي، العمل من المنزل كبيع الكيك والمأكولات والخياطة وعمل البخور، العمل عبر الإنترنت، التماسك الأسري، التماسك الاجتماعي، والعمل أحياناً كوسيطات السلام وإطلاق السجناء.

يقول أحد المشاركين: “في ظل الحرب، وانقطاع المرتبات، قامت المرأة بأدوار أكثر مما جرت عليه العادة، إذ تقوم بأعمال يدوية، وشاقة لإعالة الأسرة، كصناعة الخزف، وحياكة أحزمة الجنابي، كما تقوم بدور الأب والأم معاً، فهي في البيت معلمة تشرف على مذاكرة أبنائها، وتمارس دور الطبيب في حال تعرض أحد أفراد الأسرة لمكروه ويصعب إيجاد تكاليف الذهاب إلى المستشفيات للعلاج، كذلك تقوم بدور الفلاح، وتهتم بإصلاح الأرض، وزراعتها، إلى جانب أدوراها في التطوع، ومجابهة الكوارث الإنسانية، ناهيك عن مشاركتها في العديد من المجالات المهنية سواء في الواقع، أو عبر الإنترنت”.

مشارك آخر أكد أن “من أبرز الأدوار أنها تقوم بمقام الرجل والمرأة في الوقت نفسه، حيث أن بعض الرجال دخلوا في حالات نفسية والبعض الآخر قام بالانتحار للتخلص من أعباء الأسرة ومسؤولياتها، وبقيت المرأة وحدها من تتصدر لكل المسؤوليات والالتزامات الأسرية”.

واعتبر أحد المشاركين في الاستبيان أن “الحرب تجبر النساء على الاضطلاع بأدوار غير مألوفة وتتطلب تقوية مهاراتهن الحالية في التكيف، وتطوير مهارات جديدة، ومع ذلك ينبغي أن تصبح الحماية العامة والخاصة الواجبة للنساء أمراً واقعاً. ويجدر مواصلة بذل الجهود من أجل ترويج المعرفة بالتزامات القانون الدولي الانساني والامتثال بها إلى أوسع جمهور ممكن وباستخدام جميع الوسائل المتاحة، ينبغي أن يتحمل كل شخص مسؤولية تحسين وضع النساء الحرج في زمن الحرب، وكما ينبغي أن تشارك النساء أنفسهن بدرجة أكبر في جميع التدابير المتخذة باسمهن”.

ضمن ما يمكن وصفه بأنه دور مهم في التماسك الأسري الذي يمتد إلى التماسك الاجتماعي خارج المنزل، كتب مشارك يصف أدوار المرأة “توعية الأطفال بشكل عام فالجيل القادم لديه أفكار مسمومة، وقد لا تكون لديه أفكار سوى فكرة الحرب وما يتعلق بها، وأيضاً لها دور مهم داخل منزلها خاصةً، لما لها من قدرة على تحمل العبء الأكبر وهو إطفاء جوع من في المنزل”، وقال آخر “دورها أساسي في الأسرة، من حيث غرس المبادئ والقيم في أذهان وعقول أطفالنا مثلاً رفض العنصرية وبناء فكر مستقل تماماً، وبدون الحدود التي رسمتها الحرب، وأيضاً تعزيز دور السلام ابتداءً من البيت”.

وفي السياق نفسه كتب مشارك عن دور المرأة “للمرأة في الحرب دور بارز في التواصل المجتمعي بين الأسرة أو مع من يعيشون حولها من جنسها من النساء، فالميدان في الحرب مجتمع الرجال، والمجتمع في الحرب ميدان النساء، وكلاً يصر على النصر”.

ضمن الأدوار الهامة في المجتمع، كتب مشارك عن ما تقوم به المرأة اليمنية في الحرب “القيام بأدوار اجتماعية مثل حملات النظافة بالأحياء السكنية، يقمن بالإشراف على ذلك بالتنسيق مع عقال الحارات، وكذلك بحثهن عن الأسرة المتعففة التي تحتاج للقمة العيش، وكذلك تقوم النساء بإدارة مراكز تعليمية بالحارات وتوعية الناس بالحفاظ على البيئة بشكل عام”، وكتب آخر “النشاط المجتمعي والصحي والتوعوي، بحكم القدرة على الوصول إلى المنازل والتخاطب المباشر مع ربات البيوت، بعكس الرجل الذي لا يستطيع الوصول لتلك الأماكن بسبب القيود التي يفرضها المجتمع، لوحظ جلياً أن المرأة مؤثرة جداً في حالات الطوارئ، ولها دور كبير في الأحياء والمناطق المحيطة بها”.

دور آخر طريف تقوم به النساء في ظروف الحرب، كما ذكره أحد المشاركين وهو “مرافقة الرجل، وتسهيل عملية تنقله في النقاط العسكرية بين المدن دون أن يتعرض للحجز والاعتقال لوجود أسرة (عائلة) معه”.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (2)

  1. تظل المرأة اليمنية هي من تحمل عاتقا كبير في دور المسؤلية ومع ذلك لايوجد اي تقدير او حق يعطي لها حتى في ابسط الحقوق كونها تبحث عن وظيفة يصرف لها براتب اقل مقابل راتب الرجل واذا سالت ما السبب اجابوا المدراء بكل سخرية واستهزاء لانها امرة ولا تخزن هل اصبح القات هو من يرفع راتب الرجل مقابل راتب المرأة

  2. الحرب لم تستثني أحد والكل تحمل المسؤولية. حتى لأطفال أصبحوا عندهم مسؤولية……ليس المرأة فقط…………