مجموعة لوحات الفنانة سبأ جلاس | Facebok
article comment count is: 2

الفن.. رسالة سلام وعطاء أيضاً

أثبت الفن أنه رسالة سامية تبث السلام والعطاء، رغم كل الظروف المأساوية التي تحيط باليمن لأكثر من خمس سنوات حرب، خلفت الكثير من الدمار في البنية التحتية للبلاد، وفي جميع جوانب الحياة الاقتصادية، التعليمية، والصحية.

تعتبر الأزمة الإنسانية في اليمن الأسوأ في العالم، والتي نجمت عن الصراع وانتشار الأمراض والانهيار الاقتصادي وتعطيل الخدمات العامة. حيث يحتاج 80%من السكان وهي نسبة صاعقة إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية والحماية، وفقاً لتقرير الاستجابة الإنسانية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن لعام 2020م.

تغيير الواقع المأساوي

في وضع كهذا، برزت الكثير من المبادرات الشبابية داخل اليمن، كردة فعل منهم من أجل تغيير الواقع المأساوي الذي يعيشه الإنسان داخل اليمن، بإمكانات فردية أو جماعية، منها مبادرة للفنانة التشكيلية سبأ جلاس. وهي مزادات خيرية تقوم فيها بعرض لوحاتها ثم يعود العائد من شراء تلك اللوحات لصالح أنشطة خيرية.

سبأ جلاس التي تعيش في صنعاء، والتي بدأت الرسم مُنذ طفولتها، كانت لها مشاركات عديدة في معارض وفعاليات في مصر، أوروبا، وأمريكا. كما تميزت في الحرب برسمها على الأدخنة، وتحويل صور الدخان الناتج عن الضربات الجوية والتفجيرات في المدن اليمنية إلى لوحات إبداعية.

 

في حديث الفنانة سبأ جلاس لموقع منصتي 30، تقول: “بدأت الرسم على صور الدخان بداية الحرب عام 2015، وفي 2017 بدأت الرسم بالألوان الزيتية. وجاءت فكرة المزادات الخيرية بعد تدهور الحالة المادية للكثيرين بسبب ظروف الحرب، وكان اختياري للوحات التي يتم عرضها للمزادات بطريقة عفوية، ونادراً ما أقوم برسم لوحة وأكون مخططة أن تكون لمزاد”.

وتضيف جلاس أن المزادات الثمانية التي أقامتها حتى الآن كانت محصورة في نشاطين. اثنان من الثمانية كانا لإنشاء ودعم مخبز خيري في المراوعة بمحافظة الحديدة. المزادات الأخرى خصصت للمدارس (أدوات مدرسية للطلاب أو ترميم مدرسة). وفي الحالتين تقوم بالتواصل مع القائمين على كل مشروع ويتم تسليمهم المبلغ الذي تم اختتام المزاد به.

وكان تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” مطلع العام الجاري قد أشار إلى أن مليوني ونصف المليون طفل يمني أصبحوا خارج المنظومة التعليمية منذ بدء الحرب. حيث أن عدد المدارس التي توقفت عن العمل بسبب الصراع في اليمن بلغت أكثر من 2500 مدرسة، دُمر نحو ثلثيها (66%) بسبب العنف المباشر، وأُغلقت 27% منها، وتُستخدم 7% منها لأغراض عسكرية أو أماكن إيواء للنازحين.

البداية

تتحدث جلاس أن “أول مزاد كان على لوحتي (صنعانية) وذهب المبلغ لشراء أحذية لطالبات إحدى المدارس من الأسر المحتاجة. جاءت فكرة المزاد من إحدى المعلمات بالمدرسة، كلمتني عن احتياج الطالبات لأحذية للمدرسة، فقررت أعمل مزاد. وكانت أول محاولة والحمد لله تم بيع اللوحة بمبلغ 2000 ريال سعودي، وتم شراء وتوزيع الأحذية، وقمت بنفسي بالشراء وتسليم الأحذية”.

 

وتضيف جلاس إن “ثاني مزاد كان على لوحتي (شموخ). وذهب المبلغ لإنشاء مخبز مجاني في المراوعة. جاءت فكرته عندما كنت في المركز الليبي ورحت السينما، وكان الأخ عمار مرشد يتكلم عن فكرة مخبز أبو الف، الذي سواه في صنعاء، وأنه عمل أكثر من فرع. روحت بعدها البيت وتواصلت معه، وتم بيع لوحتين وتم التنسيق معه ومع أخوه في المراوعة لإنشاء فرع جديد مجاني هناك”.

 

تضيف جلاس: “بعدها، ثالث مزاد على لوحتي (يمانية)، حيث ذهب ثمنها لدعم المخبز”.

ووفقاً لتقرير الاستجابة الإنسانية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن لعام 2019، فإن عشرة ملايين شخص على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة والموت جوعاً، حيث تواجه 230 مديرية يمنية من أصل 333 مديرية حالياً من انعدام الأمن الغذائي”.

 

تقول جلاس “المزاد الرابع كان للوحتي (ميلاد). وجاءت فكرة المزاد عندما كان الأخ أنور الحيمي يتكلم عن مدرسة الشهيد المراني وعن معاناة الطلاب فيها. قمت بالتواصل مع الأخ أنور، وقمت بعمل مزادين اثنين للمدرسة بالتنسيق معه، وكان عبارة عن شراء مستلزمات المدرسة للطلاب من الأسر المحتاجة”.

 

 

ثم كان المزاد الخامس للوحة (فجر)، وكان للمساهمة في بناء فصول لمدرسة الشهيد المراني. وذلك لأن الطلاب يدرسون في خيام، بحسب سبأ.

 

أما المزاد السادس فكان للوحة (فن)، وكان للمساهمة في حملة لجمع التبرعات لشراء منزل لعائلة الفنان الراحل هاشم علي، فشاركت جلاس بلوحة.

 

تضيف جلاس أن “المزاد السابع كان للوحتي (فل)، وكانت أيضاً لشراء مستلزمات المدرسة للطلاب من الأسر المحتاجة. حيثُ كنت على تواصل مع الأخت أحلام العزب من مبادرة (لك يا الله) المطلعة بشكل كبير على وضع الكثير من المدارس التي يعاني طلابها نقصاً في أدوات المدرسة. تواصلت معها، وقامت بشراء الحقائب والدفاتر ومستلزمات المدرسة للطلاب”.

 

 

وتكمل جلاس أن “المزاد الثامن وهو المزاد الأخير حتى اللحظة، كان على لوحتي (ملهمة). للمساهمة في استكمال بناء فصول وحمامات مدرسة الشهيد المراني”.

 

التفاعل يمنح الأمل

تختم سبأ جلاس حديثها بقولها: “تفاعل الناس مع المزادات شيء يشجعني أن أكمل، حتى لو كانت المبالغ قليلة. وأكون سعيدة جداً أياً كانت النتيجة، فقد فرحت جداً عندما تم بيع لوحتي (يمنية) بـ 1300 دولار، وكذلك عند بيع لوحتي (فن) بـ 200 دولار. وبالنسبة لي، تكمن الأهمية في الاستمرارية بعمل المزادات”.

مبادرة الفنانة جلاس، هي واحدة من كثير من المبادرات التي برزت أثناء الحرب في عموم البلاد، كنوع من المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع. ويبقى الفن بجميع أشكاله الرسالة السامية للسلام ووقف الحرب في اليمن.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (2)

  1. تقرير الصحفية نورا مع سبأ جلاس كان مميز جدا بأتخاذ سبأ طريقة فن في مساعدة المحتاجين وخاصة في التعليم لهم منا الدعاء والتوفيق