فتاتان الأوبئة تقنيات متقدمة
article comment count is: 2

فتاتان تسعيان لمواجهة الأوبئة بتقنيات متقدمة!

“من رحم المعاناة يولد الإبداع، وظهور فيروس كورونا كان البداية” هكذا بدأت الصديقتان إيناس ونورا سرد قصة نجاحهن لمنصتي 30.

نورا يحيى المنصور وإيناس منصور الدهبلي (29 عاماً) خريجتا كلية هندسة تقنية معلومات من جامعة تعز للعام 2017، انتقلتا إلى صنعاء للبدء في مسيرتهن المهنية في مجال تخصصهن. مع بداية العام 2019 التحقن للمشاركة في مخيمات تدريبية تقيمها مؤسسة رواد على مدار أربعة أشهر، تعلمن فيها كيفية إعداد المشاريع الهندسية ولغات البرمجة وغيرها من المواضيع ذات الصلة.

بداية الفكرة

تقول إيناس “إن لظهور فيروس كورونا في العام 2019 وانتشاره في اليمن دون توافر وسائل متطورة لمواجهته بخلاف الدول المتقدمة كان سبباً في إطلاقنا لفكرة مشروع تقني متقدم سيكون له تأثير كبير في تحسين خدمات القطاع الصحي في اليمن مستقبلاً”.

اتجهت المهندستان صوب تنفيذ فكرة مشروعهما بعد دراسة طويلة للفكرة وبدعم وتشجيع من دكتور الذكاء الاصطناعي في جامعة تعز، د.مجيب أحمد مصلح، يحذوهما الأمل في الحفاظ على حياة الناس من فتك الأوبئة.

تعريف بالمشروع

تستعرض إيناس فكرة المشروع قائلة: “المشروع عبارة عن نظام متقدم يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي في عملية التنبؤ بالأمراض والأوبئة قبل حدوثها، ومعرفة أماكن انتشارها بناءً على معلومات مسبقة -قاعدة بيانات مركزية- تؤخذ من المستشفيات والمراكز الصحية في الدولة ليتم تحليلها وتفسيرها بواسطة خوارزميات النظام.

كانت أول مشاركة لهما في هاكثون اليمن الأول ضد فيروس كورونا، الذي أقامته مؤسسة رواد في العام 2019، ضمن المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية، حيث قدمتا مشروعهما كفكرة، لكن استراتيجية الهاكثون وميزانيته حينها كانت تتطلب تنفيذ مشاريع ذات إمكانيات محدودة ومدة زمنية تتناسب مع استراتيجيته آنذاك، لذا تم اختيار مشاريع مصغرة تتطلب تمويلاً بسيطاً.

تقول إيناس: “كان للهاكثون رؤية معينة في تنفيذ مشاريع وأفكار منفذة تماماً في السوق ولها خط إنتاج بعكس فكرتنا التي كانت بحاجة إلى تطوير أكثر”.

آلية عمل المشروع

تجميع تحليل وتفسير ثم تنبؤ ومعالجة“، هكذا لخصت نورا سير عمليات النظام، ثم تستعرض إيناس بشيء من التفصيل تلك الخطوات قائله: “إن أولى خطوات عمل المشروع هو توافر قاعدة بيانات -أي تجميع معلومات دقيقة وموثوقة عن كافة الأمراض والأوبئة المنتشرة من جميع المستشفيات والمرافق الصحية إلى داخل النظام (servers)- تليها بعد ذلك مرحلة التحليل والتفسير لتلك البيانات بواسطة خوارزميات النظام، وصولاً بعد ذلك لمرحلة التنبؤ بنوع المرض المنتشر وإعطاء حلول بديلة عن تلك التقليدية لمعالجة ذاك المرض والعمل على الحد من انتشاره مستقبلاً، بناءً على معرفة أسباب الانتشار.

السير قدماً

استمرتا إيناس ونورا في تطوير فكرة مشروعهما في مجال الذكاء الاصطناعي، والبحث عن مصادر وطرق تدعما بالعناصر اللازمة لتنفيذه ولو مبدئياً.

تقول نورا: “استطعنا الحصول على بعض الخوارزميات، مدّنا بها الدكتور مصلح، الداعم الأول للفكرة ثم زودناها ببيانات تدريبية كون الحصول على المعلومات الحقيقية صعب جداً في الوقت الحالي”.

لم تكن المحاولة الأولى لتثنيهما عن خوض المنافسة مرة أخرى “قررتا المشاركة في المسابقة التي أقيمت هذا العام أيضاً، التي اطلقتها الهيئة العليا للعلوم والابتكار بـ 30 أبريل/أيار بمشاركة أكثر من 700 مشارك/ة تم فيها اختيار مشروعهن ضمن 67 مشروع اختيرت وفقاً لمعايير محددة تتبعها لجنة التحكيم.

صعوبات واجهت المشروع

تحديات عدة واجهت إيناس ونورا في تنفيذ فكرتهما، أبرزها كما تقول نورا: “أدركنا منذ بداية الفكرة أننا سنواجه تحديات عدة تعيق مشوارنا، أولها أنظمة المستشفيات في اليمن تقليدية جداً حيث لا تتوفر لديهم قاعدة بيانات موثوقة للحالات المرضية المؤكدة والمشتبه بها، وهي أساس عمل مشروعنا، ثانياً عدم توافر سيرفرات كبيرة، والتي من خلالها ستعمل خوارزميات الذكاء الإصطناعي في عملية التحليل و التنبؤ بالأمراض والأوبئة”.

يقول الدكتور مجيب أحمد مصلح أستاذ الذكاء الاصطناعي لدى جامعة تعز، وممثل اليمن في اتحاد الجامعات العربية، تعقيباً على فكرة المشروع إنه “مشروع وطني بامتياز، سيخدم القطاع الصحي بشكل عام والمرضى بشكل خاص”.

ويضيف: “ان اعتماد مثل هكذا مشروع تقني في اليمن يعد نقلة نوعية في مجال الصحة، فهو سيعمل على تحسين دور الرقابة والرعاية الصحية ومساعدة الحكومة في اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من الأمراض والحد من انتشارها، بمعنى أن المشروع سيعمل على تقديم حلول استباقية لتفادي الأمراض قبل وقوعها ما يعني تحسين جودة الحياة عامة”.

موجهاً رسالة للجهات العليا “لاعتماد هكذا مشاريع ستعود بالنفع للوطن عامة على المدى البعيد”، داعياً إلى “ضرورة فرض النظام على جميع المستشفيات وتوفير سيرفرات تستقبل ذلك الكم الهائل من البيانات”.

رسالة

رسالة وجهتها إيناس ونورا للجهات المعنية: “انطلاقاً من إيماننا بدور التكنولوجيا المتقدمة وأهميتها في خلق نظام صحي متوازن ندعو ونأمل أن يتلقى مشروعنا الاهتمام والدعم اللازمان باعتباره مشروع وطن لا مشروع فرد”.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (2)

  1. مشررروع خياااالي جداا وانا واثقه بصديقتي ايناس كل الثقة … احببت الفكره جدا وان شاء الله اكون داعمه لها ولصديقتها نورا