في الوقت الذي يبدأ جسم الفتاة -مبيضها على وجه التحديد- إنتاج هرموني الأستروجين والبروجستيرون، يعني هذا أن الفتاة قد بدأت مرحلة عمرية جديدة وهي مرحلة البلوغ، في هذا العمر والذي تختلف بداياته من فتاة إلى أخرى، لكن غالبا ما يكون في سن ال 12 سنة، ويعمل هذين الهرمونين على زيادة سماكة الرحم، ويشكلان بطانة جديدة مرة واحدة كل الشهر.
وتمر الفتاة خلال الدورة الشهرية بأربع مراحل تبدأ من أول يوم من دورتها الحالية نهاية بأول يوم من الدورة التالية.
المرحلة الأولى: الحيض (1-5): والذي يستمر من اليوم الأول إلى الخامس عادةً أو أقل من ذلك أو أكثر. خلال هذه المرحلة تغادر كلاً من الأنسجة المتكونة على بطانة الرحم، والدم، والبويضة غير المخصبة للجسم عبر المهبل.
المرحلة الثانية: مرحلة الاجرابية (7-15)، في هذه المرحلة من الدورة الشهرية تصبح بطانة الرحم أكثر سمكاً تدريجياً ويبدأ أحد المبايض بإنتاج بويضة واحدة غير مخصبة. في هذه الفترة من الشهر تصبح الفتاة أو المرأة في حالة خصوبة واستعداد للحمل.
المرحلة الثالثة: الإباضة (15) في الوقت الذي تصبح بطانة الرحم سميكة، تحدث الإباضة في اليوم 14بعد أول أيام العادة الشهرية تقريباً.
المرحلة الأخيرة: الإباضة إلى الحيض (يوم 15 يوم 28) عندما لا تتخصب البويضة بواسطة الحيوان المنوي، فإنها تموت وفي هذه الحالة يتخلص الجسم من بطانة الرحم والبويضة، وحينها تبدأ الدورة الشهرية مرة أخرى.
وفي الحالة الذي يتم فيها التخصيب تستقر البويضة المخصبة في بطانة الرحم، فتصبح الفتاة أو المرأة حاملاً، وعند ذلك تتوقف الدورة الشهرية بعدها لتبدأ من جديد بعد الولادة.
الفرق بين اضطرابات الحيض ومتلازمة ما قبل الحيض.
يمكن القول بأن متلازمة ما قبل الحيض هي مجموعة من التغيرات الجسدية والنفسية والسلوكية التي تحدث بشكلٍ دوري تزامنًا مع الفترة السابقة لحدوث الدورة الشهرية. وتتراوح الأعراض في شِدتها من حالة إلى أُخرى، وتختفي في غضون بضعة أيام من الطمث.
ولكن ما يقارب 3 – 8% من النساء تتطور هذه المتلازمة لديهن إلى مرحلة أصعب وأكثر تأثيراً على حياتهن وعلاقاتهن وتسمى هذه الحالة باضطرابات ما قبل الطمث premenstrual syndrome (PMS).
ولان أعراض متلازمة ما قبل الطمث متنوعة جداً وتظهر عادةً في النصف الثاني من الدورة الشهرية, إلا أن حالة الـ ” premenstrual syndrome (PMS) ” تعد حالة مرضية مرتبطة باضطراب نفسي وعصبي شديد.
الحيض والحالة النفسية للمرأة
أكدت العديد من الدراسات أن الاكتئاب يميل للانتشار أكثر بين النساء اللاتي يمررن بمتلازمة ما قبل الحيض عمن لا يمررن بها.
وتكون الفتاة/المرأة كذلك أكثر عرضة للعديد من الأمراض النفسية والاضطرابات الشائعة التي قد يتزامن حدوثها مع متلازمة ما قبل الحيض أهمها:
الاضطراب ثنائي القطبين.
الاضطراب الاكتئابي المستمر (اضطراب اكتئابي جزئي).
اضطراب القلق المعمم.
اضطراب الهلع.
متى يجب على زيارة الطبيب؟
قبل أن نلجأ إلى التدخل الطبي لمثل هذه الحالة, ينصح العديد من الأخصائيين بالرياضة، كونها تساعد على إفراز هرمونات الشعور بالسعادة كما تساعد على تخفيف حدة التقلبات الهرمونية.
ويرى الخبراء أن ثلاثين دقيقة يومياً تساعد بشدة على تخطي تلك الفترة، كما أن النوم والراحة أمران ضروريان لتخطي هذه الفترة العصيبة.
كما أن هناك العديد من العلاجات المتوفرة لعلاج الاكتئاب، ومتلازمة ما قبل الحيض، والاضطراب المزعج السابق للحيض. وتتنوع الخيارات بين العلاجات المنزلية وحتى التأمل.
وفي حالة لم تكوني قادرة على إدارة المتلازمة السابقة وأصبحت الأعراض تؤثّر على صحتكِ وأنشطتكِ اليومية، فاذهبي لزيارة الطبيب فوراً.
يساعد الطبيب في وصف بعض الأدوية الهرمونية بشكل كبير في حل الأعراض، لذلك إذا كانت هناك أعراض حادة فإن الطبيب يستطيع وصف ما يلائم من أدوية تخفف الأعراض.
الحيض وإيجابياته على المرأة؟
إن أفضل ما يقدمه الحيض للنساء هو قدرتهن على الإقلاع عن التدخين؛ حيث جات المفاجأة أن المرأة يمكنها أن تحقق نجاحاً أكبر في خطتها للإقلاع عن التدخين إذا تزامنت محاولتها الأولية مع أول أيام الدورة الشهرية.
إذ أن الدورة الشهرية كذلك تؤثر على أدمغة النساء بطرق إيجابية مختلفة؛ فقد اتضح أن النساء يتمتعن بمهارات خاصة في هذا الوقت من الشهر كالتواصل مع الآخرين بشكل أفضل.
وعلى عكس ما يزعمه البعض من أن الحيض يقلل قدرتها على التفكير بوضوح، فإن العديد من الدراسات توصلت إلى أن الدورة الشهرية لا تؤثر على دماغ المرأة، حيث وجد الباحثون أن القدرات المعرفية لدى النساء لم تتأثر بالتغيرات الهرمونية المرتبطة لديهن بالدورة الشهرية.