أصبح الاهتمام بعناية صحة الأم والطفل من أهم الأولويات الصحية التي تنشغل بها مختلف المجتمعات، وذلك من أجل خفض نسبة الأمراض والوفيات أثناء الحمل أو الولادة وبعدها، والاهتمام بصحة الأطفال وذلك من أجل نمو بدني ونفسي جيد للأطفال، فهناك الكثير من الإرشادات والنصائح التي يتم تقديمها للأم من أجل الاهتمام بصحتها وصحة طفلها.
الرعاية الصحية بالأم
تتمثل الرعاية لصحة الأم في أكثر من محور أساسي وهام والتي تتمثل في النقاط التالية:
- يبدأ الاهتمام بصحة الام منذ بداية حملها، فهي في المراحل الأولى تكون صعبة وخاصة إذا كانت أول حمل لها، فهي تحتاج إلى الرعاية الصحية والاهتمام بالجنين وجمع المعلومات الكافية حول الحمل، ولذلك يجب على الأم الاهتمام بصحتها ومراجعة الطبيب الخاص بها أثناء فترة الحمل، ولذلك للاطمئنان على صحتها وصحة الجنين.
- الاهتمام بالتغذية السليمة أثناء الحمل وكذلك بعد الولادة (فترة الرضاعة)، والحفاظ على الوزن الطبيعي أثناء الحمل من أجل ولادة طفل مكتمل النمو لا يعاني من أي مشكلات صحية.
- يجب الاهتمام بتقديم الأنواع المختلفة من الأطعمة التي تفيد الأم أثناء حملها مثل الأغذية الغنية بالكالسيوم والألياف، والإكثار من تناول الخضروات والفواكه، وكذلك شرب الكثير من السوائل وخاصة اللبن، والابتعاد عن الأطعمة التي قد تسبب المشكلات كاللحوم المصنعة، اما الفاست فود فهو يسبب السمنة بشكل عام والحليب غير المبستر والمشروبات التي تحتوي على الكافيين والخضروات غير المغسولة.
- تجنب التدخين للأم الحامل والمرضعة، لوجود مادة النيكوتين والقطران، وهما مسببان رئيسيان لأمراض القلب وانسداد الشرايين وقد يتأثر الجنين ويسبب تشوهات خلقية أثناء الحمل، وكذلك فترة الرضاعة فقد يؤدي إلى انقطاع الحليب لدى الأم، وتجنب مضغ القات لوجود مادة منشطة فيه.
- الاهتمام بالأم بعد الولادة حيث أنها تواجه الكثير من الصعوبات في هذه الفترة. مع وجود طفل يحتاج الكثير من الرعاية، فيمكن مساعدتها في الحصول على قسط كاف من الراحة والنوم، ومساعدتها في الاهتمام بالطفل ونظافته، والاهتمام بتغذيتها السليمة لمساعدتها على الرضاعة الطبيعية.
- الحرص على الرضاعة الطبيعية لما لها من فوائد على الطفل والأم أيضاً، فإنها تزيد من الارتباط النفسي والعاطفي بين الأم وطفلها مما يساعد على الاستقرار النفسي لهما، كما أشارت بعض الأبحاث إلى دور الرضاعة الطبيعية في التقليل من الإصابة بسرطان الثدي بنسبة تصل إلى 25% وكذلك سرطان الرحم، فإن المرضعات أقل تعرضاً لسرطان الثدي عن غيرهن من النساء.
الرعاية الصحية بالطفل
تبدأ الأم في الاهتمام بطفلها منذ بداية حملها من خلال الاهتمام بصحتها والتغذية السليمة للتأكد من حصولها على جميع العناصر الغذائية التي تساعد في نمو الجنين بشكل طبيعي، ومراجعة الطبيب للاطمئنان عليه.
- الاهتمام بالرضاعة الطبيعية، خاصة في العام الأول للطفل، حيث أن حليب الأم هو الغذاء الأفضل للطفل لما فيه من عناصر الغذائية الهامة لنمو الطفل، فهو يحتوي على الكمية الكافية من البروتين والسكر المناسب للطفل تماماً وغيرهما من العناصر الهامة، وكذلك منح الطفل الشعور بالأمان والاستقرار النفسي والترابط بين الطفل وأمه، كما أن الرضاعة الطبيعية تساعد على نمو الطفل بشكل أفضل حيث سوف يتمتع الطفل بمناعة وعظام قوية عندما يكبر، ويكون هؤلاء الأطفال عادةً أكثر ذكاءً وإدراكاً لما حولهم.
- الحرص على توفير الأطعمة الصحية للطفل مع بداية تناوله للطعام وهذا غالباً يحدث بعد عمر السنة، لكي يعتاد الطفل على المضغ والتنوع بالفوائد الغذائية، بحيث تحتوي على العناصر الغذائية والفيتامينات التي يحتاجها الطفل، والابتعاد عن الأطعمة المصنعة والسكريات والدهون وتحفيزه على ممارسة الأنشطة الرياضية لمساعدته على النمو بشكل صحي وبناء جسد قوي.
- الاهتمام بمواعيد التطعيمات الخاصة بالطفل للوقاية من الأمراض والحفاظ على صحته، والمتابعة الصحية للطفل دائماً.
الخدمات والإرشادات من أجل الرعاية الصحية بالأم والطفل
يهتم المجتمع والمؤسسات الاجتماعية غير الربحية بتقديم النصائح والإرشادات والخدمات التي تحتاجها الأم والطفل أثناء الحمل والولادة وما بعدها، وكذلك برامج التوعية للأم لمساعدتها على الاهتمام بطفلها ورعايته، وتتمثل هذه الخدمات والإرشادات في:
- الاهتمام بالمتابعة الثابتة أثناء الحمل وتوفير الدعم النفسي من جانب الأسرة أو الأصدقاء المقربين أثناء رقود الأم في المستشفى للأم أثناء الولادة، خصوصاً إذا كانت بعملية قيصرية.
- الرعاية القصوى لحديثي الولادة.
- تدريب الأمهات وتعليمهن أهمية الرعاية الصحية لها وللطفل وكيفية الرضاعة الطبيعية والتكميلية في حالة انقطاع حليب الأم من خلال برامج التوعية.