جبال شرق حراز | Shutterstock
article comment count is: 3

«الحطيب».. القرية التي تسامت فوق السحب فمنع عنها القطر

قريةٌ ساحرة، بنيت على جبالٍ شاهقة، فأصبح ارتفاعُ منازلها يفوق هام السحب، ومن على قمم جبالها سيدهش الرائي بلوحة ربانية غاية في الإبداع، ولأنها بُنيت على سفح جبل مرتفع، فإنها تتوازى والسحب المثقلة، فتمطر من تحتها.

تلك القرية الساحرة في أحضان السحاب، تشبه لوحة وضعت على رفّ أخضر، فأكسبها رونقاً وجمالاً لا يضاهى، وموقعها في أعالي جبال شاهقة جعلها تنفرد بمناظر طبيعية لا توجد في مكان آخر في العالم.

إنها قرية “الحطيب”، أو كما تعرف بالقرية التي لا ترى فيض السماء وتتربع أعلى قمة جبل “حراز” غربي صنعاء.

وبنيت القرية، التي يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر للميلاد، على شاهق منيف، يصل ارتفاعه إلى 3200 متر فوق سطح الأرض.

جبل شجروف في حراز | ANP

ويبلغ عدد سكان مدينة حراز 440 نسمة. وحراز منطقة جبلية تتكون من عدة قرى وتُحيطها أسوار عالية، وهِي تشبه القِلاع، فقد كانت يوماً ما معقلاً لآل الصليحي الذين بنوها في القرن الحادي عشر لحماية أنفسهم من هجمات العدو.

وفي عام 2002، أضيفت قرية الحطيب إلى قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي، في الفئة المختلطة بين «الثقافية» و «الطبيعية» كموقع ذو قيمة عالمية استثنائية.

وعلى الرغم من أن ارتفاع قرية الحطيب 3200 متر فوق سطح الأرض، إلا أنها تتميز بجو دافئ ومعتدل. ففي فصل الشتاء، يكون جوها بارداً جداً في الصباح الباكر، ولكن سُرعان ما يدفأ بعيد شروق الشمس ليضفي لها دفئاً فوق جمالها الآسر.

وتتخذ طائفة البهرة من القرية مركزاً رئيسياً لها، أو “المكارمة” كما يُطلق عليهم في المجتمع اليمني، وهم طائفة إسماعيلية (مسلمة)، يتزعمها محمد برهان الدين الذي يعيش في مومباي، ويزور القرية كل 3 سنوات، حيث يوجد مزار وقبة حاتم محيي الدين التاريخي، الذي يتوافد عشرات الآلاف من أتباع البهرة كل عام لزيارته. ولهذا فقد اكتسبت نهوضاً عمرانياً متسارعاً جعلها تجمع في دفتيها بين سمات الريف ومعالم المدينة الحضرية.

وتعني كلمة البهرة في اللغة الهندية (التاجر) وذلك لاشتغالهم بالتجارة عن غيرها من المهن.

وعُرفت قرية “الحطيب” منذ القدم بإنتاج أجود أنواع البن اليمني حيث تُزرع أشجار البُن في وديانها، وتسقى من مائها وبالتالي ليس من الغريب أن تكون هذه القرية من أهم المعالم السياحية والأثرية في اليمن.

يوجد في الحطيب أكثر من خمسة مساجد وعدد من الفنادق والمطاعم السياحية، ومستشفى. كما تتمتع القرية بحدائق ومتنزهات وبوابتي حراسة، ومبان أخرى عبارة عن شقق مفروشة وموقف خاص للسيارات وكهرباء خاصة بالقرية، الأمر الذي شجع الكثير من اليمنيين والسياح، قبل الحرب، على زيارة المنطقة، يدفعهم شغفهم للتمتع بجمال القرية ذات الحصون التاريخية المنيفة، الأمر الذي ساعد في رواج عملية التجارة والبيع والشراء لأبناء القرية.

بعض مساجد الطائفة الإسماعيلية في حراز | Shutterstock

مزار حاتم محيي الدين

يعتبر مزار وقبة حاتم محيي الدين التابع لطائفة البهرة الإسماعلية في منطقة الحطيب، من المعالم المهمة، إذ كان الحصن يدرس الحامدي فيه طلاباً من طائفة البهرة قبل 800 عام، ويقع في رأس الجبل، ويتوافد في كل عام عشرات الآلاف من أتباع البهرة “الداووديين” إلى منطقة حراز لزيارة ضريح حاتم محيي الدين، حيث يؤدي ذلك إلى انتعاش اقتصادي ورواج للكثير من البضائع ليس فقط عند أهل قرية الحطيب والمكارمة، بل في غالبية مناطق حراز وسوق المغربة، من خلال استهلاك البضائع المتنوعة، وأيضاً رواج سياحي لدى بعض الشركات المؤجرة للسيارات التي تنقل الذاهبين إلى حراز من صنعاء والعكس وأيضاً في داخل صنعاء. وينتظر أبناء حراز هذا الموسم التجاري طوال العام.

البهرة الإسماعيلية

تعتبر طائفة البهرة من غالبية سكان الحطيب، وهم طائفة إسماعيلية داوودية تنحدر من الدولة الفاطمية في مصر والدولة الصليحية في اليمن، ويتبعون محمد برهان الدين الذي يعيش في بومباي ويأتي إلى اليمن كل ثلاث سنوات، وهم موالون للدولة ويعملون لنصرتها ولا يكفّرون أحداً.

وهذه الطائفة تأتي امتداداً لإحدى فرق الشيعة الإسماعيلية، المنتسبة إلى الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق، والتي تشعبت فرقها وامتدت عبر الزمان حتى وقتنا الحاضر.

اما الإسماعيلية فإنها تصف البهرة، بأنهم المستعلية، نسبة إلى الإمام المستعلي ومن بعده الآمر، ثم ابنه الطيب، وهي طائفة ترفض العمل في السياسة وتركز على العمل بالتجارة، انطلقوا إلى الهند واختلط بهم الهندوس الذين أسلموا وعُرفوا بالبهرة، وتعني كلمة البهرة في اللغة الهندية (التاجر) وذلك لاشتغالهم بالتجارة عن غيرها من المهن.

وتنقسم البهرة إلى ثلاثة أقسام: بهرة علوية، بهرة داوودية، وبهرة سليمانية، وتوجد أساساً باليمن.

الجدير بالذكر أن في القرية توجد مدرسة خاصة بتعليم العقيدة الإسماعيلية، تلزم الطالب لبس سروال طويل وقميص مفصل بالطريقة الهندية، وجبة تلبس من فوقهما وكوفية عربية، وجميعها باللون الأبيض باستثناء الكوفية الملونة بلون ذهبي.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (3)

  1. المقاله فيها من المبالغه والاخطاء الجغرافيه الكثير ولا ادري كيف ان المنصه (كمنصه يمنيه) تسمح بالنشر دون التحقق مما نشر ومن المصادر اللتي استمد منها الناشر معلوماته