مصلون يمنيون في ساحة عامة بصنعاء 16.03.2011 ANP
article comment count is: 0

استبيان | المذهبية في اليمن.. من المساجد إلى المنازل!

رغم تسامح اليمنيين، بحسب نتائج استبيان منصتي 30 (ساحة شباب اليمن)، إلا أن قصص الاختلاف الطائفي والمذهبي كثيرة، سواءً من حيث التنافر أو التقارب بين المختلفين في بلد متعدد المذاهب، ولهذا طلبنا من المشاركين في استبيان الاختلاف المذهبي في اليمن أن يشاركونا قصصهم التي مروا بها أو سمعوا عنها، سلباً أو إيجاباً.

اشتملت القصص التي شاركنا بها زوار منصتي 30 (ساحة شباب اليمن سابقا )مواقفاً كثيرة امتدت من المسجد حيث الاختلاف في أداء بعض حركات الصلاة.مروراً العمل حيث التمييز بناءً على المذهب، وانتهاءً بالمنازل حيث وصل الاختلاف إلى داخل أفراد الأسرة الواحدة.

من بين القصص التي وصلتنا، اخترنا هذه:

  • أحد أقاربي الذي هو زوج خالتي، هو مسلم شيعي أو كما نسميهم هنا في عدن (خوجة) كانوا يعيشون في عدن بكل سلام و امان، و لكن بعد الحرب أصبح كل شيعي في عدن هدف يجب قتله أو أذيته، فهرب زوج خالتي و خالتي وأبناؤهم إلى الهند من أجل أن يعيشوا بأمان و سلام كما كانوا، و هذا محزن جداً لأنني متعلق جداً بهم.
  • أحد أقربائي عاش في المناطق الشمالية من اليمن، وتأثر بأحد المذاهب التي لا تقوم بضم اليدين في الصلاة، زارنا وصلى في الحي الذي نسكن فيه، وكما هي العادة لم يضم يديه في الصلاة فواجه نقداً لاذعاً من الرجل الذي صلى بجواره كون المسجد يتبع إحدى الفرق التي تشدد على بعض المسائل المختلف فيها دينياً.
  • أعرف قصة لاثنين إخوة من بلادي، كل أخ ينتمي لحزب، الأول لحزب الإصلاح والثاني لجماعة أنصار الله الحوثيون، كان الإخوة قبل أحداث 2014 لا بأس في علاقتهما لا يجعلون للسياسة دور في إفساد أخوّتهما، ولكن بعدما دخل الحوثيون صنعاء ونكلوا بقادة حزب الإصلاح ومن وقف معهم ثارت الكراهية بشدة بين الأخوين، كل منهما يغضب لحزبه حتى انفصل الأخوان، وكل منهما تبرأ من الآخر، وبعدها ذهب الأخ الإصلاحي إلى مأرب ليقاتل ضد الحوثيين، والآخر ذهب إلى مأرب ليقاتل ضد الإصلاحيين، إلى أن قتل الاثنان في الجبهة، والعجيب أنهما قتلا في يوم واحد.
  • أنا وإحدى صديقاتي في الجامعة نختلف في الآراء سياسياً و مذهبياً ورياضياً وتقريباً في كل شيء،  فأنا زيدية وهي شافعية، أنا حوثية و ضد العدوان، وهي شرعية ومع العدوان، أنا برشلونية وهي مدريدية، ومع ذلك نحن صديقتان ونتشارك الكثير من الأمور، ولدينا الكثير من الذكريات، في بعض الأحيان كنا نتناقش وبشدة حتى تتم تهدئتنا من قبل الصديقات الأخريات ومع ذلك لم نتخاصم  يوم، بل كنا نكمل اليوم ونضحك وكأنه لم يحدث شيء .
  • ذهبت أصلي في جامع ولم أكن أعلم بأن هذا الجامع يتبع الشيعة، المهم دخلت أصلي وضممت يدي في الصلاة وأمّنت (قلت آمين)، بعد ذلك شخص كان بجانبي لكمني ونحن نصلي مع العلم أنهم كانوا كلهم مسربلين (مسبلين أياديهم في الصلاة)، حسيت نفسي بينهم كالغريب.
  • عمتي هاشمية تزوجت بشخص مزيّن، وأنجبت منه الأطفال، وخلال فترة حياتها عانت من التمييز العنصري ونبذها لأنها ارتبطت بشخص مش من نفس الطبقة.
  • كانت لي صديقة من طائفة أخرى، وكانت بيننا علاقة وصلت إلى الحب، ولكن حين قررت الارتباط بها وطلبها للزواج تم رفضي.
  • من القصص المؤثرة سلباً على نفسيتي ازدراء البعض عندما يعرفون اسمي، ناهيك عن مذهبي أو اعتقادي، حتى بدأت التفكير بتغيير اسمي بسبب بعض المواقف، ليس من السهل أو العدل ان تتعرض للتمييز والتنمر من أصدقائك أو المعلمين أو بشكل عام في المجتمع بس اختلاف لا يضر بهم بأي شكل من الأشكال.
  • جئت إحدى المرات إلى المسجد بعد أن أكمل الإمام الجماعة الأولى، وكنت أنا وأحد الأشخاص نتهيأ للصلاة في جماعة ثانية، وكان يكبرني بالعمر، ففوجئت بأنه يطلب مني التقدم لأكون إماماً فرفضت، وقلت له أنت تقدم، قال لا أنا أصلي مسربل، وكان من المذهب الزيدي وأنا من المذهب السني، فقلت له لا عليك كلها مذاهب الإسلام وفي الأخير هو دين واحد وإنما الاختلاف في الفروع والاختلاف رحمة، فاندهش من كلامي وقام يصلي بنا وهو فرح وصلينا والمتقبل الله سبحانه وتعالى.
  • حدثت معي في صنعاء وكنت أعمل مع أحد الإخوة وعند الصلاة قلت له نصلي جماعة قال لا أنت شافعي وأنا زيدي كل واحد يصلي وحده، قلت أصلي بعدك أو تصلي بعدي، فرفض وصليت منفرداً.
  • زميلي حصل علي وظيفة لأنه ينتمي لطائفة معينة، ورغم أن لدي الخبرة والكفاءة واللغة لم أقبل. ثم تقدمت للعمل مع منظمة محترمة، وكانت الأمور بشفافية، امتحان ومقابلة ولا أعرف أحداً، وتم اختياري، الآن أنا أعمل بكل جد وإخلاص ومرتاح نفسياً لأني قبلت بجدارتي وبدون أي محسوبية أو وساطات.
  • أحد أصدقائي من طائفة أهل السنة والجماعة حصل على مولوده جديدة وأسماها عائشة، وأخوه من أتباع الحوثي على المذهب الشيعي، فتضايق من تسمية أخوة لطفلته باسم عائشة، وحدثت مشكلة عائلية كبيرة داخل المنزل وصلت لإطلاق الرصاص على بعضهم، ولكن الحمد لله لم يصب أحد بأذى، وبعد تدخل أفراد الأسرة الكبار ضغطوا على زميلي لتغيير اسم ابنته وتم تغيير الاسم فعلاً.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً