لا يحظى اللاعب المحلي باهتمام الشباب اليمني مقارنة بالاهتمام الذي يلقاه اللاعبون العالميون منصتي30
article comment count is: 0

مواهب كروية تحترق في اليمن!

منظومة

لا يحظى اللاعب المحلي باهتمام الشباب اليمني مقارنة بالاهتمام الذي يلقاه اللاعبون العالميون. محمد الشومي، إعلامي رياضي، يرى أن ذلك يعود إلى النمط الإداري للمنظومة الرياضية وما يرتبط بها من قطاعات، وكذا الوضع المعيشي والاقتصادي السيء للاعبين، إضافة إلى دور الإعلام في الترويج للاعبين العالمين وأنديتهم.

“لا تؤكل عيشاً”

أن تكون لاعباً فمدرباً ثم حكماً، وسرعان ما تتخلى وفي وقتٍ مبكر عن كل ذلك، فهذا مؤشرٌ على وجود أمرٍ ما يستحق البحث. سمير القاسمي، تحدث إلينا عن تجربته:

“كنت لاعباً في نادي “شعب صنعاء” لفئة الناشئين وانتقلت إلى “وحدة صنعاء” لفئة الشباب، كما عملتُ في التدريب وأيضاً كنت حكم كرةٍ لفترة من الزمن، غير أنني اكتشفتُ أن كرة القدم في بلادنا لا تؤكل عيشاً، لذا قررتُ أن أبتعد عنها وأكتفي بمشاهدة الدوريات الأوربية، ومتابعة أخبار الكرة المحلية”.

وفي لقاء صحفي مع موقع “يمنات”، يؤكد اللاعب اليمني عبد القادر الرواعدي، حقيقة أن واقع الكرة في بلادنا لا يلبي أبسط الطموحات المادية للاعبين: “ذات مرة اتصلتُ بأحد نجوم الكرة اليمنية المشهورين وعندما أجابني اعتذر وقال لي سأتصل بك عندما أكمل عملي، وبعد ساعة عمل لي رنة (تعليمه) وكررها أكثر من مرة، وعندما سألته أجابني: ليس عندي رصيد، ولم أستلم راتبي، وراتبي لا يكفي حتى لإيجار المنزل”.

معاناة فريدة

عالَم الكرة في معظم البلدان هو مجالٌ مربحٌ من الناحية المادية، إلا أنه في اليمن ليس كذلك. فهنا تسيطر هموم الحياة اليومية على أداء الرياضين. اللاعب “س.ع” يلعب للمنتخب الوطني، وعندما ينتهي من حصة التدريبات يعود إلى عمله في المخبز في إحدى مدن الساحل.

ولا يختلف الوضع عند اللاعب “م. ف”، حيث يعمل، بعد أن ينتهي من التمارين مع ناديه كبائعٍ للثلج في مدينته التي تشتهر بحرارة جوها، يتحدثُ عن معاناته بمرارة وأسى: “لا أعيش حياة الآدميين إلا عندما أسافر مع المنتخب لخوض مباراة ودية أو رسمية أو المشاركة في بطولة”.

وفي وقتٍ سابق تحدثتْ أوساط إعلامية أن كابتن المنتخب اليمني سابقاً خالد عفارة، والذي كان يُطلق عليه في اليمن “صخرة الدفاع”، هو اليوم بلا وظيفة تعينه على صعوبة الأوضاع وإلحاحها.

مقبرة المواهب

يصفون بلادهم بأنها مقبرة المواهب ويدللون على ذلك بما حدث لمنتخب “الأمل”، وهو المنتخب الوطني دون سن 17 عاماً والذي أوصل اليمن ولأول مرة إلى العالمية ولم يبق منه اليوم سوى الذكريات.

طارق الحيدري، أحد نجوم ذلك المنتخب، إذ قاد اليمن بهدفه في شباك المنتخب الصيني إلى نهائيات كأس العالم للناشئين عام 2003، هذا النجم يعيش اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية التي هاجر إليها في العام 2008 بعد أن أدرك صعوبة الحياة في اليمن على الرغم من الموهبة الكروية الفذة التي يتمتع بها، يتحدث: “عندما وجدت الجحود والنكران من مسئولي الكرة في بلادنا، وأدركت أن الرياضة هناك لن تؤسس لمستقبل آمن لي ولأسرتي، عقدت العزم على فك الارتباط بيني وبين الرياضة كمهنة واحتراف، وقررت مغادرة الوطن باحثاً عن فرصة للعيش الكريم، متحملاً في سبيل ذلك آلام الغربة وأوجاع البعد عن الوطن والأصدقاء”.

أما تامر حنش، وهو الذي كان يصول ويجول في الملاعب اليمنية، فقد عاد مؤخراً للعب في اليمن بعد فترة أمضاها في ألمانيا كموظفٍ في إحدى الشركات، يقول: “الكرة في اليمن تعني مشاكل وتعقيدات وحرمان فقط”، ويضيف بألم: “سافرتُ إلى ألمانياً وبقيتُ هناك لفترة طويلة ولم يكترث أحدٌ لغيابي أو يسأل عني”.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً