دائماً ما يكون الهدف من تكوين العلاقات هو إيجاد السعادة والأمان والراحة والحب والاهتمام ولكن حينما تكثر المشاكل فيها وتصبح سلبيات العلاقة أكثر من إيجابياتها تصبح العلاقة سامة وغير صحية، مما تجعل حياة الطرفين مليئة بالحزن والكآبة وتدخلهما في حالة سيئة جداً نفسياً وجسدياً قد تصل بأحدهما إلى أذية نفسه بدون وعي.
بحسب موقعeverydayhealth ، فإنه لا يوجد تعريف للعلاقات السامة، رغم وجود فكرة حول معنى الصداقة “السامة”، ومصطلح العلاقات السامة، يستخدم في الحياة اليومية، إلا أن التسمية في العلاقات، تكون في وجود علاقة مع شخص يرمي المفاجآت في وجهك، وعادة ما تكون غير سارة، ويدخلك في منحنيات في خططك، ويجعلك في حالة من عدم التوازن، ويثير قلقك من دون سبب واضح، ويتركك تشعر بسوء إزاء نفسك، وهذا النوع من العلاقات، يؤدي إلى الشعور بالإحباط والاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس والقلق.
هكذا تصبح علاقة سامة
حسب أخصائية علم النفس والجنس ساندرا لوستغارتن، فإن “العلاقات العاطفية المسمومة غالباً ما تنتج عن الروابط غير الصحية والاختلالات النفسية، والشخصية التي يعاني منها أحد الطرفين في البداية، يكون الضحية المختارة في هذه العلاقة شخصاً يتمتع بصحة جيدة ولديه صفات معينة تجذب إليه الطرف الآخر المتحكم والسلبي؛ حيث أنه يكون ناجحاً وموهوباً ويتمتع بالجمال الجسدي والذكاء، في حين يكون الطرف الآخر يعاني من النرجسية والأنانية ولا يشعر بأي تعاطف تجاه الآخرين، كما أنه يتقن التلاعب بالآخرين وفرض سلطته والتحكم وإحداث الضرر”.
علامات تؤكد أنك في علاقة سامة
- الإهانات المتكررة
يتعمد أحد الأطراف السخرية من الطرف الآخر بشكل مستمر والتقليل منه ومن آرائه وأفكاره، والحط من قدره وإحراجه أمام الآخرين، وإذا طلبت منه أن يتوقف عن هذا ففي الغالب سيخبرك أنه يمزح وسيتهمك بأنك لا تملك حس الدعابة، إذا استمر هذا السلوك لفترة طويلة، فقد يبدأ الإحساس بانعدام الثقة في قراراتك وآرائك بالتسرب إليك، حتى تصدق ما يقول.
- سرعة الغضب والانفعال وردود الأفعال غير المتوقعة
بعض الأشخاص لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يشعل غضبهم، تشعر معهم بأنك تسير فوق قشر البيض، حيث لا يمكنك أن تكون على طبيعتك، ويصبح تمرير كل ما تقوله أو تفعله محاطاً برقابة صارمة خوفاً من أن يغضب الطرف الآخر، وهو ما يؤثر على صحتك العاطفية والجسدية، ويجعلك تتجنب التعبير عن مشاعرك وأفكارك خوفاً من غضبه وانفعاله. وإذا وجهت له اللوم على انفعالاته فغالباً سيتهمك بأنك السبب في غضبه وانفعاله، ونادراً ما يظهر هذا الوجه العصبي سريع الانفعال للعالم الخارجي، فغالباً ما يظهر هذا الشخص أمام الآخرين بمظهر لطيف وخلوق يحبه الجميع.
- الاستغلال والابتزاز العاطفي
الشخص المستغل لطيف طالما يأخذ منك ما يريده، والعلاقة معه علاقة في اتجاه واحد، يبذل فيها طرف واحد الوقت والجهد، والمال أحيانًا، مع إشعاره بأن ما يبذله ليس بكافٍ. إذا فعل هذا الشخص شيئاً من أجلك فغالباً سيستخدمه ضدك فيما بعد إذا رفضت فعل شيء يطلبه لكي يشعرك بالذنب.
- الغيرة المفرطة
يحاصر الشريك الطرف الآخر بغيرة جنونية، قد يستمتع البعض بشعور الغيرة ويعتبره دليلاً على الحب، لكن للغيرة الطبيعية حدود إذا تخطتها ستسمم حياتك. هذا الشخص يمنح نفسه الحق في محاصرتك وتفتيش أشيائك الشخصية وحساباتك الإلكترونية، يحاصرك بالشكوك والأسئلة، ويعمل على عزلك عن الأصدقاء وبعض أفراد العائلة. يملي عليك ما تفعله وما لا تفعله، وهو ما يقضي على التوازن في العلاقة ويحرمها من الاحترام المتبادل.
- الخيانة والكذب
لا شيء يذيب الثقة كالكذب والخيانة، تتراكم الكذبات كذبة وراء أخرى وكل كذبة تضرب ضربتها في حائط الثقة الذي يحمي العلاقة، ومرة بعد أخرى تفاجأ بتحطم الجدار وانهياره، احرص عندما تأتي هذه اللحظة ألا ينهار الجدار على رأسك.
كيف تتصرف إذا اكتشفت أنك في علاقة سامة
أول خطوة على الطريق الصحيح أن تعي أنك في علاقة غير صحية ومؤذية، أنت الطرف المتضرر فيها، ومن بعد ذلك اتبع الخطوات التالية التي رسمها العالم مالكوم:
- صارح الطرف الآخر بشعورك
ينصح مالكوم بالبدء بلطف والتقرب من ذلك الطرف السام ومصارحته، حول الطريقة التي يعاملك بها، فهي طريقة مناسبة لتغيير العلاقة السامة نحو الأفضل، وفي حال لم ينجح هذا النهج، يجب أن تكون أكثر قسوة، بحسب مالكوم، فأحياناً حين يسيء لك الناس، يجب أن تكون حاسماً معهم، مضيفاً أنه إذا كان الشخص المعني يهددك خلال التبادل والتعامل، فاعتبره اعتداء، و ابحث عن طرق لطلب المساعدة، واتخاذ إجراء يهزه ويفاجئه.
- عين الحدود وارسمها
هذا يعني أنك يجب أن تكون واضحا وحازمًا حول الطريقة التي تريد أن تعامل بها، وتحدد أي طرق تريد أن يتصرف بها الآخرون معك باحترام وثقة.
- إنهاء العلاقة السامة
وهي الطريقة المثلى للتعامل مع هذا الموقف، وتكون أحياناً مغرية للقيام بها في كل الأوقات، ولكنها يجب أن تكون الخطوة الأخيرة، إن لم تنجح الخطوات السابقة، خصوصاً إذا كان الطرف السام، يحتل موقعاً مهما في حياتك.
النظر في طريقة التعامل مع العلاقات السامة في الحياة اليومية ليس بالأمر السهل، ولكنه يعتمد على القدرة على اتخاذ القرارات، وفي تحديد الطرف السام، وكم تعتمد على إبقاء العلاقة على هذا النحو، وكم تستطيع إصلاح الوضع أو تستهين به.
فالصراحة مع الطرف الآخر الذي يبث السلبية ويسيء للعلاقة بسميته أمر مهم، ولا يجب الخوف من اتخاذ موقف، ووضع حد للمعاناة، على اعتبار أن الطرف الخاسر هو أنت وليس هو.