article comment count is: 0

الجذام في اليمن .. مرض منقول جنسياً يفتقد لخدمات الفحص

يُعرّف دليل التخلص من الجذام، الجذام بأنّه مرض معدٍ تسبّبه بكتيريا، يصيب الجلد والأعصاب الطرفية، يتطور ببطء بمتوسط فترة حضانة 3 سنوات، ويشير الدليل إلى إمكانية إصابة كلّ الأعمار وكلا الجنسين، مؤكداً إمكانية الشفاء منه، وأن مرضى الجذام يمكن أن يعيشوا حياة طبيعية كاملة.

ويعد الجذام من الأمراض الخطيرة المنقولة جنسياً (أثناء الممارسة الجنسية)، وملامسة الأشخاص المصابين لفترات طويلة (الزوج، الزوجة، الأولاد)، لكنه لا يحظى بقدر كبير من الاهتمام في برامج التوعية والتثقيف الصحي وخاصة في اليمن، حيث الخدمات الصحية لفحص وعلاج حالات العدوى المنقولة جنسياً شبه منعدمة، يقابلها لامبالاة أو عدم اهتمام من شركاء المعاشرة الجنسية.

حسب موقع أدلّة (MSD) الارشادي الطبي المتخصص، فإنّ بواعث القلق هنا تتزايد بما قد يسببه هذا المرض من مضاعفات وتأثير على الوظيفة الجنسية، فقد يعاني الرجال المصابون بالجذام من خلل في الانتصاب، وهو ما قد يُفضي إلى العقم.

كما أنّ الأم المريضة تشكّل -أثناء الحمل- ممراً ناقلاً للعدوى إلى جنينها، حيث سجّلت أغلب الإصابات في أوساط الأطفال الرضّع نتيجة انتقاله من الأم أثناء الحمل.

وقد سجّل في البلدان النامية ازدياد معدّل الإصابة بالجذام عند الأطفال دون 10 سنوات، وذلك بنسبة 20% من مجموع الإصابات في هذه الدول.

خلافاً للنساء فعادةً ما يكون مرض الجذام أكثر شيوعاً عند الرجال، حيث تبلغ نسبة الإصابة عن الذكور ضعف نسبة الإصابة عند الإناث، لكن دراسات أخرى أشارت -على نحو معاكس- إلى أنّه في بعض مناطق أفريقيا تكون معدلات الإصابة بمرض الجذام لدى الإناث مساوية أو أكبر بنسبة قليلة من معدلات إصابة الذكور.

أيدي مصابة بمرض الجذام -Stock.adobe

من 2 إلى 3 حالات مكتشفة شهرياً

صرّح مسؤول البرنامج الوطني للتخلص من الجذام، بالمستشفى الجمهوري بصنعاء، علي هزاع، لـ(منصتي 30) أنّ “اليمن تخلص من الجذام كمشكلة صحيّة، لكنّه كمشكلة اجتماعية ما زال موجوداً، بعض المجتمعات تعزل المريض كوصمة مجتمعية خطيرة تسبّب إعاقة الوصول إليه”.

يُقدّر هزّاع عدد الحالات المرضية المكتشفة عام 2020، بنحو 200 حالة، بنقص 100 حالة عن العام 2019، والذي سجلت فيه 300 حالة مرضية بالجذام في عموم محافظات اليمن.

ولا يعني ذلك تراجع انتشار المرض، أو نجاح السلطات الصحية في احتوائه، فقد ارجع المسؤول الصحي ذلك إلى تراجع عمليات النزول الميداني للمديريات والقرى للبحث عن الأمراض، بسبب الحروب والنزاعات وتقييد حركة التنقلات، وبسبب جائحة كوفيد-19 وارتفاع أسعار المشتقات النفطية.

وتصدرت محافظة حضرموت قائمة المحافظات الأكثر تسجيلاً لحالات الجذام عام 2019، بعدد 118 حالة، يليها في المركز الثاني محافظة الحديدة بـ59 حالة، ثم محافظة أبين 31 حالة، وفي المركز الرابع جاءت صنعاء برصيد 26 حالة، ثم محافظة تعز بـ 15 حالة، وعدن 10 حالات، فيما توزعت بقية الحالات على بقية المحافظات بنسب متفاوتة.

في حديثه لـ(منصتي 30) أشار مسؤول مكافحة الجذام في صنعاء، إلى أهمية فحص المخالطين للمريض من أفراد الأسرة والأصدقاء، ومنحهم الجرعة الوقائية “70% من الحالات المكتشفة حول المخالطين للمريض”، موضحاً أنّ “معدل اكتشاف الحالات شهرياً من 2-3 حالات”.

كبسولة ريفامبيسين لعلاج السل والجذام-Stock.adobe

ولفت هزاع إلى معاناتهم في سبيل الوصول إلى الحالة المرضية بسبب الوصمة المجتمعية، ما يعني احتياجهم لتوفير أدوية مرضى الجلد بشكل عام، ورفع مستوى التوعية المجتمعية، لتسهيل الوصول إلى مريض الجذام.

منظمة الصحة العالمية أوصت من جانبها بعلاج الجذام بالأدوية المتعددة عام 1981، وهي 3 أدوية تقول إنها متاحة بالمجان منذ عام 1995، وتبلغ مدة هذا العلاج ما بين 6 الى 12 شهراً.

وتقول منظمة الصحة العالمية إنّ علاج الجذام تحقّق على الصعيد العالمي في عام 2000 بوصفه من مشاكل الصحة العمومية (وهو ما يُعَرَّف بمعدل الانتشار المُسجل بواقع أقل من حالة واحدة لكل 10000 نسمة).

مشيرةً إلى معالجة 16 مليون مريض بالجذام باستخدام العلاج بالأدوية المتعددة على مدى الـ 20 عاماً الماضية.

اترك تعليقاً