خيارات-اليمنيين-في-لقاح-كورونا
article comment count is: 0

تنوع لقاحات كورونا.. وخيارات اليمنيين

في الوقت الذي تتسابق ففيه دول العالم للحصول على لقاحات كورونا بما فيها تلك الدول التي تشهد نزاعات مسلحة منذ سنوات عديدة منها سوريا وليبيا وحتى الصومال، ينتظر اليمنيون من يؤمن لهم اللقاح كبقية دول العام أو تلك الدول التي تتشابه أوضاعها إلى حد كبير مع وضع اليمن.

في ظل ذلك تتردد تساؤلات عدة، مثل أي من الأطراف في اليمن سيعمل على تأمين اللقاح لليمنيين؟ هل الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً؟ وفي حال قامت الحكومة بذلك، هل سيوزعونه على كافة المناطق بما فيها الواقعة تحت سيطرة أنصار الله “الحوثيين”؟ أم أن جماعة أنصار الله سيعملون على توفير اللقاحات لليمنيين في مناطق سيطرتهم، وخصوصاً أن التكتل السكاني الأكبر يتركز في المناطق التي يسيطرون عليها.

ما تزال هذه التساؤلات مطروحة للنقاش وفي انتظار الإجابة المناسبة لها، في الوقت الذي عادت الوفيات بسبب كورونا للواجهة، والإصابات ظهرت من جديد وبشكل متسارع، جعل من الإسراع في الحصول على اللقاح المناسب ضرورة لابد منها.

خيارات اللقاحات

خلال الأشهر الماضية اُنتجت العديد اللقاحات في روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا، ولكل لقاح خصائص منفردة به، إلا أن فعالية اللقاح كانت هي الأهم ومحل أنظار جميع الباحثين حيث وصلت نسبة الفعالية في لقاح فايزر-بيونتيك إلى 95% ويعني هذا أن أكثر من 95٪ ممن يأخذون اللقاح يتمتعون بالحماية من العدوى بفايروس كوفيد-19، في حين وصلت نسبة فعالية لقاح أكسفورد أسترازينيكا إلى 70% وهو الأقل فعالية بين اللقاحات التي تم طرحها.

خصائص اللقاحات

تساعد اللقاحات نظام المناعة في أجسامنا على مكافحة الالتهابات من خلال إدخال شكل غير فاعل من الجرثومة (بكتيريا أو فيروس) في الجسم، وبما أن ما نُدخله في الجسم غير فاعل، فهو لن يصيبنا بالمرض، ولكنه يدفع نظام المناعة في أجسامنا إلى إنتاج دفاعات تدعى أجساماً مضادة، وبعد ذلك إذا دخلت الجرثومة الفعلية في الجسم سيكون جهاز المناعة فيه قادراً على مكافحتها.

وصممت جميع اللقاحات للعمر 16 وما فوق وهم نفس الفئة التي شملتهم التجارب السريرية في جميع البلدان التي قامت بتصنيع اللقاحات، على أمل أن تبدأ التجارب للنساء الحوامل والأطفال بسن 12 سنة قريباً.

وفقاً لخصائص اللقاحات السابقة فإن لقاح “أكسفورد–أسترازينيكا” البريطاني، ولقاح سينوفاك الصيني، ولقاح “جونسون آند جونسون” هي اللقاحات الأنسب لليمن، إلا ان اللقاح البريطاني وتحديداً فيما يتعلق بشروط التخزين والأسعار هو الأفضل، حيث أن شروط التخزين المعقدة في بقية اللقاحات لا يمكن أن تتوفر إمكانيات التخزين التي تطلبها بقية اللقاحات في اليمن في ظل انهيار منظومة الكهرباء، خصوصاً في مدن المنافذ البحرية كالحديدة وعدن أو في صنعاء التي قد تأتي اللقاحات عبر مطارها، أما من ناحية الفعالية فاللقاح البريطاني تصل فعاليته إلى 90% وهو من الأكثر فعالية بين اللقاحات، في حين تصل فعالية لقاح “جونسون آند جونسون” إلى 72%، وبرغم أنه يحتاج إلى ذات ظروف التخزين التي يحتاجها اللقاح البريطاني أو الصيني إلا أن سعره مرتفع مقارنة باللقاح البريطاني، والذي قد تصل قيمته إلى 600 مليون دولار، قد لا تستطيع الحكومة اليمنية أو أنصار الله “الحوثيون” توفيره.

60 مليون جرعة يحتاجها اليمن

يحتاج اليمنيون إلى توفير 240 مليون دولار لتوفير 60 مليون جرعة من لقاح أكسفورد-أسترازينيكا ” البريطاني باعتباره الأرخص والمناسب لظروف التخزين في اليمن وفعاليته مناسبة، بينما يحتاجون إلى مليار و80 مليون دولار لتأمين لقاح “فايزر-بيونتك” الأمريكي الألماني الأكثر فعالية من بين اللقاحات، والذي يحتاج إلى ظروف تخزين أكبر بشكل متنقل وثابت.

في مطلع فبراير أعلن الاتحاد العالمي للقاحات “كوفكاس” عن توفير 2.316.000 جرعة من لقاح كورونا لليمن بشكل عام خلال الفترة القادمة، والتي من المتوقع أن تكون من اللقاح البريطاني “أكسفورد-أسترازينيكا” باعتبار أن المملكة المتحدة هي المساهم الأكبر في توفير قيمة هذه اللقاحات، وتمثل هذه الدفعة ما يقارب 3% مما يحتاجه اليمنيون من اللقاحات، حيث يحتاج اليمن إلى 60 مليون جرعة من أي من اللقاحات المطروحة.

في حين أن سلطات أنصار الله “الحوثيين” لم تعلن أي شيء بخصوص اللقاح، أعلنت الحكومة الشرعية المعترف بها أنها سوف تحصل على 12 مليون جرعة اعتباراً من الربع الثاني من عام 2021، أي ما يعادل 20% من احتياجات اليمنيين من اللقاحات، كما طلبت الحكومة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تأمين لقاحات تكفي لـ 70% من السكان اليمنيين في كل اليمن.

وفي ظل حرب مستمرة لسنوات وأطراف نزاع مختلفة ومتنوعة، ما يزال الحديث عن توفير اللقاح لليمنيين مجرد تكهنات ومحل تساؤلات، في مقدمتها هل تسمح ظروف البلاد بتخزين اللقاح وفقاً لشروطه المطروحة من قبل الشركات المصنعة، وإضافة إلى ذلك هل سيقبل اليمنيون بأخذ اللقاح وجزء كبير منهم لم يؤمن بحقيقة وجود الوباء؟

 

 

اترك تعليقاً