article comment count is: 0

غشاء البكارة.. أشكال مختلفة ومعتقدات شائعة  

إلى ما قبل ظهور الإنترنت بفترة قليلة، كان الحديث عن غشاء البكارة في أوساط الفتيات والشباب مجرد روايات متناقلة أغلبها معلومات تضليلية، وأساطير مثيرة لكثير من التساؤلات والمخاوف، وحاجة فيها “قلّة أدب”.

قد لا تعرف بعض الفتيات احتمال ولادتهن بدون غشاء بكارة، وبالتّالي يدفعن أحياناً حياتهنّ ثمناً لما يسمّى طبّياً (عيب خلقي)، واعتقاد مجتمعي خاطئ، يربط بين عذريّة الفتاة (شرف العائلة)، وكميّة الدّماء المسالة ليلة الدُّخلة.

مثلما لا تعرف أغلب الأمّهات أيضاً، أنّ معظم بنات جنسها، يفقدن الغشاء  بشكل كامل عند الولادة الطبيعية لأوّل مرّة، وليس كما تعارف عليه، بأنّ المرأة تفقد هذا العضو عشيّة أوّل يوم زواج.

مخاوف الفتيات

المواقع العلميّة المتخصّصة والمبادرات الطبيّة، وتعدّد وسائل الاتّصال بمصادر المعلومات الموثوقة، كسرت جميعها حواجز التّعتيم المحيط بهذا الموضوع، ووجد فيها المراهقين/ـقات، والرجال والنساء، إجابات على عشرات الأسئلة التي شغلتهن/ـهم كثيراً.

يُعرّف المختصون غشاء البكارة بـ”الغشاء المخاطي المُحيط أو المُغطّي وبشكل جزئي للفتحة المهبلية الخارجية، ويتعرّض للتمزّق عند ممارسة العلاقة الجنسية للمرّة الأولى، ولذلك يُعدّ تواجده مؤشراً على العذريّة (البكارة)”.

الاختصاصية في الصّحة الجنسية والمحاضرة بالجامعة اللبنانية الأمريكية د. ساندرين عطاالله  تقول بأنّ “غشاء رقيق يقع على عمق 2 سم من فتحة المهبل”. وترى إمكانية تمزيقه  بـ3 طرق : ” إدخال شيئًا صلبًا كالقضيب، أو الأصابع، أو الألعاب الجنسيّة على عمق أكثر من 2 سم من فتحة المهبل”.

تخفّف ساندرين عطا الله، وهى رئيسة لجنة التوعية العامة في “جمعية الشرق الأوسط للصحة الجنسية”، من حدّة مخاوف الفتيات، فليس هناك ما يدعو للقلق الزّائد حول غشاء البكارة “فهو ليس دليلاً على العذريّة كما يعتقد البعض”.

مشيرةً إلى إمكانية تمزّقه دون نزول الدّم، أو قد يكون الغشاء من النوع المطّاطي الذي لا يتمزّق بالإيلاج، بالإضافة إلى أنّ بعض الفتيات يولدن دون غشاء من الأصل.

لماذا لا ينزل دمّ ليلة الدّخلة ؟

الطبيبة المتخصصة علياء جاد  تشير من جانبها، إلى ما أثبتته الدراسات من وجود فتيات لا ينزفن أثناء ممارسة أوّل جماع.

وتفسّر ذلك بـ 4 احتمالات:

 قد يكون غشاء البكارة امتدّ نتيجة استخدام (الحافظات القطنية أثناء الحيض).

 – تعرّض الفتاة لحادث، أو عُنف، أو ممارسة رياضة مثل ركوب الخيل.

 الغشاء يكون رقيقاً جداً أو متمدّداً، لدرجة أنّه لا يُلاحظ حدوث تمزّق أو نزيف أثناء ممارسة الجنس.

  تكون الفتاة وُلدت بدون غشاء بكارة.

مؤكّدة في كلّ الأحوال أنّ ” النزيف من عدمه أثناء ممارسة الجنس لأوّل مرّة ليس دليلاً على العذريّة”.

ماهي أشكال غشاء البكارة ؟

على منصّة الحب ثقافة التخصصي تستعرض علياء جاد 4 أنواع لغشاء البكارة :

 الغشاء الدائري:  

الأكثر شيوعاً، وهو على شكل حلقة، فتحة دائرية صغيرة في الوسط، يخرج منها دم الحيض، عندما تصل الفتاة سنّ البلوغ، وعند ممارسة الجنس يكون النّزيف نقطتين لا أكثر، وقد لا ترى أحياناً.

  الغشاء المزدوج: 

يتكون من فتحتين متجاورتين يفصلهما حاجز(غشاء البكارة) في المنتصف، وهو عبارة عن نسيج رقيق، ويزيد النزيف قليلاً في هذا الشكل.

 الغشاء الغربالي:

يتكون من فتحات صغيرة كثيرة ومتقاربة مع بعضها، وهذه الفتحات تسمح بمرور دم الحيض من خلالها.

 الغشاء المغلق:

هذا الغشاء مُحكم الإغلاق، ولا يسمح بخروج دمّ الحيض، ولذلك يعتبر هذا النوع عيب خلقي، ويكتشف عند بلوغ الفتاة، ويسبّب لها الآم شديدة في أسفل البطن عند منطقة الرّحم.

في هذا النوع توصي الخبيرة علياء جاد بتدخّل جراحي وعمل ”  فتحة صغيرة في الغشاء ليسمح بخروج دم الحيض إلى خارج الجسم”، موضحة أنّ الغشاء هنا يتسبّب في تجمّع دمّ الحيض في البطن، ويمكن يعمل تسمّم للفتاة، كما أنّ بطن الفتاة تبدأ تكبر”أهلها يعتقدوا أنّها حامل، وهى محتاجة فقط لعملية صغيرة فتحة لإخراج الدم المتجمّع”.

خلافاً لما يشاع في بعض المجتمعات، يجمع الأطباء والمختصين على أنّ الفائدة الوحيدة لغشاء البكارة هو حماية الأعضاء التناسلية من التلوث في بدايات مراحل النمو لدى الإناث.

تصادم هذه المعلومات عادة شائعة في مناطق اليمن والعالم، حينما تظهر العروس لقريباتها رقعة بيضاء ملطّخة بالدّم بعد ليلة الدّخلة، كدليل على عذريّتها، ويسود اعتقاد أنّ عدم فعل ذلك مُعيب، وقد تقع خلافات بين أسرتي العريس/ العروس، ويحدث أن ” يتفركش” العُرس برمّته.

 

اترك تعليقاً