على الدوام، لا يتوانى الشباب اليمني عن الإبداع، وتحقيق الإنجازات الفردية، ومع كل فرصة متاحة أمامهم، يحاولون إثبات قدرتهم في المنافسة المتجاوزة للنطاق المحلي؛ أي على مستوى الإقليم، والعالم. وحين يأتي التتويج لهم، يكون بمثابة التأكيد على أحقيتهم، وبذلك، يستطيعون صياغة صورة إيجابية، عكس تلك التي رُسمت بسبب الظرف القاهر الذي يرافقهم.
إيثار فارع، واحدة من هؤلاء، بعد أن خاضت منافسة محلية أولاً، وإقليمية ثانياً، ومن بين عدد كبير، فازت على الجميع، بمشاركة تنافسية خاصة بالمبتكرين، ويعود ذلك التفوق؛ “لفائدة مشروعها على المجتمع، والمناخ، والبيئة” حسب اللجنة المنظمة.
فكرة الابتكار
عن الابتكار الذي فازت به في المنافسة عربياً، وما نوعه بالتحديد، تحدثت إيثار فارع لمنصتي 30، قائلة: “هو ابتكار صديق للبيئة، ويقوم على تحويل النفايات العضوية بعد تحليلها حرارياً إلى سماد عضوي، وذلك عن طريق ديدان الكمبوست، وتمت صياغته بما يوافق احتياجات المجتمع اليمني”، وتضيف إيثار أن تلك الفكرة تعتبر جديدة ومبتكرة في مجتمعنا.
بينما فيما يخص نشأة الفكرة في خاطر إيثار، ومنذ متى ابتدأت بالعمل عليها، تقول: “لا يخفى على أحد كمية القمامة المتكدسة في المدن، والشوارع، ومن غير المعروف الطريقة المؤذية التي يتم التخلص منها، وكفرد في هذا المجتمع أخذت نصيبي من الضرر، أنا، وعائلتي أيضاً، ككل الأشخاص، والعائلات، لذا، كنت أود التخلص منها بشدة، ولأنني أحب البحث، والقراءة، بالأخص في المواضيع التي تثير اهتمامي، قمت بالبحث كثيراً حول هذا الموضوع، إلى أن توصلت لهذه الفكرة”.
وبحسب إيثار فارع، فإن هذا الابتكار، ليس الأول لها، ولن يكون الأخير، مضيفة: “لدي العديد من الأفكار الابتكارية السابقة، والتي لم أقم بمشاركتها بعد، وسأستمر مستقبلاً، ولكن في الوقت الحالي، سأركز، وبشكل كامل، على تطوير هذا الابتكار، والعمل عليه، إلى أن أصل إلى الخبرة الكافية من خلال جعله يعمل واقعياً بالصورة المناسبة، بحيث يحقق كافة الأهداف التي بني عليها وفق البيئة اليمنية”.
الفائدة والهدف
تكمن قيمة كل ابتكار، بالفائدة التي قد يعود فيها على المجتمع بشكل عام، عن ذلك، تقول إيثار فارع: “هناك الكثير من الأهداف في هذا الابتكار، لكن أهمها؛ أنه سيساهم في تحسين البيئة، والصحة لدى المجتمع، كما سيساعد في التقليل من تلوث الهواء، والأرض، وسيعمل في الحفاظ على المياه الجوفية من تسرب النفايات إليها”.
وهناك عدة فوائد أخرى، وأهداف تفصيلية، إيثار فارع، تحاول تلخيصها كالتالي: “الحد من تكدس القمامة، ومحاولة التخلص منها بطرق سليمة، وغير مضرة للبيئة، والمجتمع. أيضاً؛ زرع شيء إيجابي في المجتمع يساهم في بناء مدن حضارية، ونظيفة، وخالية من الأمراض، بالإضافة إلى إدخال ثقافة إعادة التدوير للمجتمع، ونشر الوعي بأهميتها، كذلك؛ دعم العملة بالإنتاج المحلي، والتقليل من الاستيراد، وتخفيض التكاليف الزراعية بالنسبة للمزارعين”، وتضيف أن هذا الابتكار سيساعد الناس على التقليل من استخدام الأسمدة الكيميائية في المنتجات الزراعية.
اللحظة المهمة
كانت ستبقي فكرة الابتكار، محصورة، وقد لا تجد الفرصة للظهور، لو لا هذا المشروع الداعم للأفكار الشبابية، والذي تقول عنه إيثار: “في الواقع لم أكن أعلم بوجود هذه المسابقة، بالصدفة رأت أمي الإعلان لها على صفحة مؤسسة تنمية القيادات الشابة، وأخبرتني بأن أتقدم، وأشارك، وبأنني أستطيع فعلها، وكان ذلك في آخر ساعات التقديم”.
فيما يخص اللحظة المهمة، وهي لحظة الفوز بالمسابقة، وعن شعورها تجاه ذلك، تحدثت إيثار عن اعتزازها الكبير بما حصلت عليه، وتضيف: “بكل تأكيد، شعرت بالسعادة الكبيرة، لأن اختيار مشروعي بمسابقة فيها حوالي 200 مبتكر، ومبتكرة، وأكثر من 15 دولة في الإقليم، وأن تكون الوحيد الممثل لليمن، ليس هيناً، أو سهلاً”.
رسالة للنساء
من تجربتها القصيرة بهذا الابتكار، والفوز فيه، والذي يعتبر أول نجاح لها، تقول الشابة إيثار لكل الشباب، والشابات، وبالأخص المرأة في المجتمع: “لا تستمعي للمحبطين من حولك، ولا إلى أي شخص يقول لك بأن هذا الشيء مستحيل، وغير ممكن، فأنتِ لن تعرفي إلا إذا حاولتِ، لذا، حاولي، وستنجحين بكل تأكيد”، وتضيف أنه “من المهم استبدال الشخص لمن حوله، بأشخاص مؤمنين به، بدلاً من السلبيين”.
كما تختتم حديثها لمنصتي 30، برسالة عن أهمية دعم العائلة للأفراد، وتحديداً للمرأة، قائلة: “تشجيع العائلات لنسائهم شيء مهم جداً، ويظهر في النتائج لاحقاً، ولدي يقين بأنني استطعت تحقيق هذا الإنجاز ليس بجهدي فقط، بل بإسناد أسرتي”.
وبالرغم من فوز إيثار فقط، فإن هناك عدد هائل من المبتكرين اليمنيين قد نافسوا. وبحسب مؤسسة تنمية القيادات الشابة، والتي نفذت المشروع التنافسي في اليمن، بدعم من الأمم المتحدة، فإن هناك أكثر من ألف فكرة ابتكارية قُدمت لهم، تم اختيار أربعمائة فكرة، ومن بينهم، تأهل عشرة مبتكرين يمنيين، للمنافسة إقليمياً، قبل أن يتم اختيار فكرة إيثار، وإثنين عرب أخرين، من قبل لجنة مستقلة من الأمم المتحدة.
نموذج جميل
الله يوفقكم الئ مافيه خير للبلاد والعباد
ودمتم ودام الوطن سالما معافا يااارب
انجاز كبير وان شاء الله نراه على الواقع عما قريب،ففيه فائدتان الاولى انه يخلصنا من القمامة المتكدسة في الشوارع وثانيا انتاج اسمدة نستفيد منها وتغنينا عن الحاجة الى الاستيراد من الخارج ،وفق الله ايثار فارع و نفع به البلد ،نأمل نأمل ان يتم تحقيق هذه الفكرة الكبيرة
الف الف الف، الف مبروك مشالله
اتمن