مبعوثة أممية إلى اليمن
article comment count is: 5

ماذا لو كنت أنا مبعوثة أممية إلى اليمن؟

تخللت الأزمة اليمنية منذ بدايتها الكثير من الأحداث التي ضاعفت متاعب الحياة، فازدادت ضيقاً على ضيق. مرت 6 سنوات عجاف على اليمن ومايزال النزاع قائماً، ومع محاولة صناعة السلام الذي تقوم به السلطات المتنازعة على بقع من الأرض لا جدوى لها، يبرز دور المبعوث الأممي لليمن، الذي شغله أكثر من شخص خلال العشر سنوات الأخيرة، آخرهم المبعوث الحالي مارتن غريفيث، الذي تم تعيينه مؤخراً وكيل الشؤون الإنسانية للأمين العام للأمم المتحدة.

ويأتي دور المبعوث وعلى طاولته جملة من القضايا ذات الأولوية بينها إطلاق المحتجزين، الموانئ المطارات، الحركة الإقليمية التجارية، وقف إطلاق النار، التسوية السياسية، مخيمات النازحين، الوضع الصحي، والمشتقات النفطية.

كما أن الكثير من الأحداث والمستجدات تأتي بالتزامن مع كل تفاوض، يعتبرها البعض محاولات لرفع السقف التفاوضي ومن وجهه نظري، تظل هناك ملامح طفيفة من الأمل، لكن ربما لم يتم استغلالها بالشكل الأمثل.

على سبيل المثال فإن مشاورات جنيف التي انعقدت من خلال جلسات مطولة أنتجت مخرجات شحيحة، رغم الأمل الكبير الذي انعقد عليها للوصول إلى تسوية سياسية بين طرفي النزاع، وهذا ما أثار اتهامات بأن أطراف النزاع ليست سوى أوراق إقليمية يتم تحريكها عن بعد.

من وجهة نظري كان بالإمكان لوسطات السلام والمبعوثين الأممين تحقيق نجاحات أكبر، لهذا يمكنني أن أضع سؤالاً: ماذا لو كنت أنا مبعوثة أممية إلى اليمن؟

حتماً سيكون اهتمامي الأول هو وضع نقاط أساسية للتقريب بين الأطراف المتنازعة، عبر بعض الطرق التي قد تُحدث فارقاً ولو طفيفاً.

مبدئياً.. وكخطوات أولية، سأقوم بالتالي:

  • سأزرع الثقة بالقبيلة اليمنية، وذلك لأن الشعب اليمني شعب قبلي من الطراز الأول ، وبالتالي فإن زرع الثقة بالقبيلة اليمنية يسهل الوصول عبر الوسطاء القبليين إلى جلسات نقاش بين الأطراف.
  • معرفة البيئة اليمنية عقائدياً وجغرافياً، وكيفية التعامل معها، لأن النزاع في اليمن معقد ومتعدد الأبعاد.
  • كسب ثقة الشعب لأنها جزء كبير من الحلول ستكون ملكه.
  • تعزيز التسهيلات بين الأطراف المتنازعة، ووضع أبرز القضايا الإنسانية التي خلفتها الحرب ومناقشتها بشفافية.
  • عرض حقائق بمصداقية لكل الأطراف لكي يخفف وتيرة النزاع.
  • ضمان الأمان لإتمام مخرجات جلسات التفاوض، ليخفف النكسات التي تسببت بها الخيبات المتتالية.
  • البحث عن الأطراف الخفية ومعرفة هدفها في إفشال مخرجات المفاوضات ومعالجة الإشكالية.

وعلى سبيل المثال، إن عملية تبادل الأسرى بين الأطراف المتنازعة، قد أعادت الأمل أن هناك تطلع كبير لانتهاء النزاع، ولو استمرت البوادر بوقف إطلاق النار والجلوس على طاولة الحوار ووضع  المصالحة العامة كأولوية، ستتعزز آمال السلام وترتوي أرض السلام بعد تجفيف أسباب استمرار الحرب.

وحتى تكتمل الحكاية أكثر، فإن تسليط التركيز الأبرز على الجانب الإنساني، بديل لكل ذلك الضخ الإعلامي الهجومي من كلا الطرفين، والذي يغذي -أقصد الضخ الإعلامي- مشاعر الخيبة التي تجتاح الشارع اليمني، مع كل لحظة أمل، من خلال بث صور لتأجيج النزاع أكثر من ذي قبل.

بعد توقيف كل الأيادي العابثة والمعرقلة لمساعي السلام، لابد وأن يرى هذا البلد نور السلام يُحلق في سمائه الملبدة بضباب البارود.

قد تبدو هذه نظرة عامة وبعدية لكل الأحداث لكن الرؤية ستكون أوضح بكثير، مقارنة مع الوضع الحالي، ففقدان السلام العام هو بحد ذاته حرب مستقلة ولها توابع لن تسلم عقباها، فالتراكمات التي تخلفها الحروب لا تنتهي بسنوات، وقد تحتاج إلى عشرات وربما مئات السنين لتجاوز تبعاتها.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (5)

  1. لابد ان نتسامح اليمنيون ونصحا بضمائرنا ونحقن دماء اخواننا واهلينا

    في كل اليمن ان مايدور في اليمن هي سياسة حمقاء تديرها ايادي وغربية تسعى لشتات الشعب اليمني العظيم واحتلال اراضيه.
    إن مايحصل اليوم للشعب اليمني من تهجير وتنكيل وجر الشباب في متاهي الحروب والعصابات كل ذالك بسبب إنهيارالتعليم ةإنتشار الجهل وذالك يسبب الخروج عن الدين والفكر التوعوي.

  2. ليس كل السعب اليمني شعب قبلي .في شمال البلاد يمكن انا فجنوبها وشرقها لا يوج اي دور او اثر للقبيلة بالذات منطقة حضرموت والمهرة وسقطرة