النساء السلام برنامج تلفزيوني
article comment count is: 1

«النساء والسلام» .. برنامج تلفزيوني لتعزيز دور النساء في السلام

خاضت مقدمة البرامج الشابة مايا العبسي تجربة برامجية تلفزيونية متخصصة هي الأولى لها في مجال النساء والسلام، بعدما توقفت عن تقديم هذا النوع من البرامج منذ نحو ست سنوات.

تعمل المذيعة المشهورة  على تقديم البرنامج الحواري الأسبوعي النادر في الفضائيات المحلية “النساء والسلام“، بينما يبث عبر قناة السعيدة من إعداد الصحفية وداد البدوي تستضيف خلاله العبسي 12 قيادية  نسائية يمنية ذات حضور مؤثر على الساحتين المحلية والدولية.

تقول “العبسي”إن عملي في مجال التقديم التلفزيوني والإذاعي يتجاوز العشر السنوات، لكن برنامج النساء والسلام هو أول تجربة لي أتمني أن أكررها بشكل أكبر ويكون هناك مساحة واسعة لتأخذ المرأة اليمنية حقها في الإعلام خصوصاً في دورها كصانعة سلام.

إعلام سلام لا حرب

لاقى هذا البرنامج مشاهدة واسعة، فاقت توقعات المعدين مع تخوفهم من حدوث مشاكل تحول دون بثه، لكن كل التكهنات تبددت مع عرض أول حلقه منه، بينما يعود هذا النجاح إلى أن المشاهدين يحتاجون لمثل هذه البرامج التي تتحدث عن السلام بعيداً عن منظور الأطراف المتحاربة.

تقول الصحفية ومعدة البرنامج وداد البدوي: “بعد هذا البرنامج أصبح لدينا آليات لتطوير العمل بحيث يشمل كل مجالات النساء، في حين نريد إعلام سلام لا إعلام حرب، ومن المهم أن تقوم القنوات بالاقتداء بقناة السعيدة”.

مبررات الغياب

برر مدير قناة السعيدة مختار القدسي غياب برامج السلام والمرأة في القنوات الأهلية بأن هذا يعود إلى أن “هذه القنوات تعتمد على برامج تلقى متابعة، فيما ما يزال المجتمع بمراحل متأخرة من الإيمان ببرامج المرأة، لذلك هناك تردد في تبني مثل هذا النوع من البرامج”.

ويقول إن “هناك تفكير جدي في تبني برامج قريبة من هذا الشكل، لكن وضع البلاد المحترب يعيق إنتاج البرامج، نتيجة تعدد الأطراف التي تسيطر على المناطق ويصعب التنقل بشكل سلس، فضلاً عن فرض هذه الأطراف تراخيص للعمل، وكلها تعيق الاستمرار في الوقت الحاضر.

حلول ممكنة

في اليمن نحو 23 قناة فضائية أغلبها تبث من خارج البلد، منها ثلاث قنوات رسمية تابعة للحكومة المعترف بها، و5 قنوات لدى سلطات أنصار الله، فضلاً عن قناة تتبع للمجلس الانتقالي الجنوبي.

فيما هناك 12 قناة تلفزيونية مستقلة أغلبها تبث من خارج اليمن موزعين بين تركيا ولبنان والأردن والإمارات والسعودية، وقناة واحدة منقسمة مملوكة لنجل الرئيس السابق “أحمد علي” إحداها تبث من صنعاء وأخرى من مصر ويحملان ذات الاسم.

ويعود سبب استبعاد القنوات المحلية برامج السلام إلى أن “خارطتها البرامجية تتحكم بها الأطراف المتحاربة، وتعدها على أساس تحفيز المقاتلين في الجبهات، واستلهام روح المجتمع لدعم كل طرف، لذلك تكون هذه الخارطة إعلام حرب، وليس من الممكن أن تتحدث عن السلام في برامجها ومازالت المعارك مستمرة”، كما يقول وليد عبدالحفيظ استشاري وهو خبير تدريب في مجال السلام والأمن.

ويضيف أن “الحلول الممكنة لإعادة السلام إلى القنوات المحلية هو أن تكون دوائر النساء والشباب مؤمنين بالسلام والتعايش الاجتماعي حتى تستطيع أن تقنع قياداتها في كل طرف بأهمية الحديث حول السلام”.

كما أنه “يجب أن تعمل منظمات المجتمع المدني والمبادرات المجتمعية والشبابية على حث الأطراف لاستيعاب قضايا السلام والتعايش في برامجها وأنشطتها، بينما تشكل هذه المنظمات الصوت الحقيقي والمسموع للسلام”، حد قوله.

ويتابع “الضغط على هذه الجهات عبر صفحات التواصل الاجتماعي المنصات المؤثرة، من أجل تغيير سياسة القنوات المحلية وبرامجها من إعلام حرب إلى إعلام سلام”.

ويشير عبدالحفيظ إلى أنه بتوسيع دائرة المعرفة بالقرارات الأممية الخاصة بالنساء والشباب وإشراكهم في عملية بناء السلام سنستطيع فعلياً التأثير على أطراف الصراع للقبول بتغيير الخارطة البرامجية للقنوات المحلية.

وبحسب المستشار الوطني، فإن الوقت مناسب وفرصة مواتية للحديث في هذا الجانب، مع وجود إرادة أميركية على إحلال السلام في اليمن، والحراك السياسي الحاصل وسط الحديث عن فتح مطار صنعاء ووقف إطلاق النار.

ويؤكد على “تكثيف الجهود في هذا الجانب عبر القنوات المحلية أو المنصات الإلكترونية للتشجيع على إنهاء الحرب، فيجب أن نتحدث اليوم عن السلام بطرق وأشكال متعددة سواءً عبر تخصيص برامج أو عبر الدراما ومسلسلات تدعو للسلام من خلال الإعلانات الدعائية للمنظمات الدولية بكافة الطرق الممكنة”.

 

  • هذا التقرير ينشر بالتزامن مع منصة «هودج».

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (1)

  1. علينا المعرفة بالقرارات الأممية الخاصة بالنساء والشباب وإشراكهم في عملية بناء السلام ..تكون دوائر النساء والشباب مؤمنين بالسلام والتعايش الاجتماعي