article comment count is: 0

الولايات المتحدة ودورها في الأزمة اليمنية

يتباين دور الولايات المتحدة الأمريكية في الأزمة اليمنية بين تدخلات قد توصف بأنها سلبية أحياناً وأخرى قد توصف بأنها إيجابية أحياناً أخرى، منذ أكثر من عشر سنوات حين دخلت اليمن في دوامة معقدة تتشابك فيها القضايا، وتفرعت فيها النزاعات، أنتجت خلالها عشرات الآلاف من الضحايا، والملايين من المشردين بين نازحين ولاجئين ابتدأت بسلسلة من الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في 27 يناير 2011، طالب فيها المحتجون بإسقاط نظام الحكم وقتها المتمثل بالرئيس الراحل علي عبدالله صالح، لتدخل اليمن في سلسلة النزاعات الفتاكة إلى يومنا هذا.

الولايات المتحدة وصالح

في اتصال هاتفي يجريه الرئيس الأمريكي حينها باراك أوباما بالرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح في يوم الأربعاء 2 فبراير 2011 يثني الرئيس الأمريكي بإعلان الرئيس صالح الإصلاحات التي يعتزمها، ويؤكد الرئيس الأمريكي بضرورة الإيفاء بالوعود المعلنة، لكن صالح قال في كلمة له بتاريخ 1 مارس 2011 إن ما يجري من ثورات في المنطقة العربية عبارة عن ثورة إعلامية تديرها الولايات المتحدة الأمريكية من غرفة في العاصمة الإسرائيلية تل أبيب. حينها جاء النفي في نفس اليوم، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي في رسالة عبر موقع تويتر “الاحتجاجات في اليمن ليست نتاج مؤامرات خارجية، والرئيس صالح يعرف ذلك جيداً وشعبه يستحق استجابة أفضل”.

موقف الولايات المتحدة في بداية الحرب

بدأت مشاركة أمريكا للحرب في اليمن بعد استحواذ جماعة الحوثيين على مقاليد الحكم في اليمن، وطرد السلطات الحكومية  في 21 سبتمبر 2041م، عبر توفير المعلومات الاستخباراتية وتمويل التحالف العربي بالوقود والمساعدات اللوجستية، فيما حاول كبار المسؤولين السابقين في الولايات المتحدة الاعتراف بأن مشاركة أمريكا في الحرب كانت خطأ واضحاً، بسبب عدم تمكّن التحالف الحد من الانتهاكات الإنسانية والحد منها، وبقت في تلك الفترة بدعم هذه الحرب بسبب “التهديد الحقيقي الذي تشكله الصواريخ على الحدود السعودية وإطاحة الحوثي بالحكومة اليمنية، بدعم من إيران”، كما جاء في تصريحات إعلامية حينها.

تضارب 

تعددت السياسة الأمريكية في اليمن، حيث شهدت واشنطن تناقضاً ملحوظاً عندما تجاهلت قيام الحوثيين بإسقاط صنعاء، ثم ساندت عاصفة الحزم التي أطلقها التحالف العربي، ولأن الحرب اشتعلت في العامين الأوليين في عهد الديمقراطيين، فقد تغيرت الأمور بعد ذلك، عندما أقر الكونغرس الأمريكي إنهاء الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية التي تقودها السعودية في ابريل 2019، مع تفاقم الحالة الإنسانية الناجمة عن استمرار الحرب، حيث قالت الأمم المتحدة إن الحرب قتلت ما لا يزيد عن سبعة آلاف مدني، لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أبطل القرار باستخدام حق الفيتو الرئاسي معتبرًا القرار أتى إضعافًا لسلطاته الدستورية.

تصنيف أنصار الله

عند إعلان إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قبل عشرة أيام من انتهاء ولايته أن الولايات المتحدة ستصنف جماعة أنصار الله جماعة إرهابية، حينها قال وزير الخارجية الأمريكي إن التصنيف يهدف إلى محاسبة الحوثيين على أعمالهم الإرهابية بما فيها الهجمات العابرة للحدود، إلا أنه في 12 فبراير 2021 أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إلغاء قرار تصنيف جماعة الحوثي “منظمة إرهابية” مع بقاء قادتها في لائحة العقوبات، وذلك مراعات للوضع الإنساني المتردي في اليمن، وأن التصنيفات ربما يكون لها تأثير مدمر على وصول اليمنيين للسلع الأساسية.

وكذا تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دوراً دبلوماسياً لإنهاء الصراع في اليمن حتى عمدت إلى إرسال مبعوثها الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ عدة مرات، في بعضها التقى الرئيس اليمني هادي، في جهود أعلنها الرئيس الأمريكي بايدن لإنهاء الحرب، ثم عقد اجتماعاً آخر في 26 فبراير 2021م بمدينة مسقط مع جماعة الحوثي، وتكررت اللقاءات والزيارات لاحقاً.

وفي أبريل، كان ليندركينغ قد أثار الجدل بتصريحاته التي قال فيها إن “واشنطن تعترف بحركة الحوثي طرفاً شرعياً في اليمن”، قبل أن تعود وزارة الخارجية الأمريكية للتوضيح بأنها تعترف بحكومة اليمن الشرعية المعترف بها من المجتمع الدولي، غير أن الحوثيين بحاجة إلى أن يكونوا جزءاً لا يتجزأ من أي عملية سلام في اليمن، لأنهم يسيطرون على الناس والأراضي في اليمن، حسب تصريحات الوزارة.

ويبقى الغموض واضحاً في موقف الولايات المتحدة الأميركية، التي قال رئيسها بايدن في كلمته عن الحرب “إنها يجب أن تتوقف”.

 

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً