article comment count is: 3

في قرية الدبا.. نساء غلبن الظروف بفكرة!

على مدخل “الحوطة” عاصمة محافظة لحج، جنوب اليمن، وتحديداً في قرية “الدبا” أنشأت قبل عام من اليوم مجموعة من النسوة لا يتجاوز عددهن 15 امرأة “صندوق الادخار والإقراض المجتمعي النسوي”، كانت كفكرة ملحة عقب دورة خضعوا لها عنيت بتحديد الاحتياجات التي يمكن أن تعمل فيها المرأة في القرية.

الفكرة -وبحسب النساء الأعضاء فيها- بالنسبة لهن غريبة ويكتنفها كثير من المخاوف، غير أن  محدودية الثقة التي كانت متبادلة بينهن أسهمت بتطوير تلك الفكرة وتوسعها لتصبح اليوم مشروعاً مجتمعياً صرفاً يضم أكثر من 250 امرأة، يضبط تعاملهن بذلك الصندوق لائحة داخلية، ونظام أساسي، وجمعية سميت بجمعية الدبا النسوية تم إنشاؤها لتكون المظلة القانونية للصندوق بالدرجة رئيسية.

تقول صاحبة الفكرة المهندسة مهاني زين السقاف الموظفة في مكتب الزراعة وإدارة تنمية المرأة: “نشأت فكرة صندوق الادخار النسوي نتيجة حاجة ملحة فرضتها جملة من الأنشطة التي نفذت في القرية على شكل دورات ومسوحات ميدانية خضع لها عدد من النساء في قرية الدبا كانت من نتائج تلك الأنشطة والاحتياجات بروز الحاجة لإقامة مشاريع خاصة بالمرأة في القرية”.

بعبارات بسيطة وكلمات غير منتقاة تستعرض المهندسة مهاني رفض المجتمع تلك الفكرة ومدى الصعوبة والعراقيل التي انتصبت أمام الفكرة غير أن محاولة إقناع النساء والانطلاق بالعدد اليسير والتبشير برؤية نتائج المشروع المستقبلية كانت الضامن بأن يتوسع المشروع وأن يكبر نحو الوضع الذي هو عليه اليوم”.

أوكلت تلك المهمة لرئيس الصندوق بشرى عبد المنان غالب إذ تقول: “عملنا في البداية على تحفيز النساء على شرح فكرة القرض وأبرز منافعها بالإضافة إلى ما تسهم به هذه الفكرة بالتكافل الاجتماعي وبموجب العلاقة التي نتمتع بها وبحكم قرب منازلنا من بعض كان الإيمان بذلك المشروع والذي أصبح اليوم يمتلك رأس مال يتجاوز ثمان مائة ألف ريال يمني وأكثر من 250 امرأة عضوة فيه”.

انتصار عبد الله عبد الواسع، أمين صندوق الادخار تحدثنا عن الطريقة التي تم فيها تكوين هذا المبلغ الذي عاد بالنفع الكبير على المشتركات فيه إذ تقول: “عملنا في بداية المشروع على منع الإقراض  طيلة ستة أشهر وركزنا على الادخار والترويج فقط بواقع (500 ر.ي) شهرياً لكل عضوة فيها حتى نعمل على نماء رأس المال حتى بلغ (700000ر.ي) وعقب أن وصلنا لهذا المبلغ عملنا على فتح باب الإقراض عبر أنشطة استثمارية يشرف عليها الصندوق إشرافاً كاملاً ودقيقاً، يبدأ من الموافقة على الإقراض ويمر بالموافقة على المشروع ويعرج على شراء مستلزمات المشروع ويستمر بتقييم دوري ومستمر للمشروع عبر لجنة الرقابة.

تعددت الأنشطة التي تم الاقتراض لأجلها من قبل النساء في قرية الدبا، حيث تم الاقتراض لشراء ملابس وبيع تلك الملابس على المواطنين في القرية، والاقتراض لأجل فتح “بقالة”، كما تم الاقتراض لأجل شراء مواشي لأجل الاستفادة من تلك المواشي في بيع الحليب والجبن واللبن الحقين، والاقتراض لأجل شراء اكسسوارات، صناعة البخور، وغيرها من المشاريع التي مولها صندوق الادخار.

الصعوبات جزء من أي مشروع، فكيف لو أن هذا المشروع في اليمن التي تعاني من حرب وفقدان فرص الحياة بشكل عام، و فرص الأمن والأمان بشكل خاص، والذي يعتبر الركن الأساس في الاستثمار، كل ذلك وغيره يجعلنا نجزم أن ما يقوم به هؤلاء النسوة هو ضرب من الخيال.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (3)

  1. ومن هنا ومن هذا الابداع يستطيع الانسان رجل او إمرأة تحويل الارض الي جنه بالعمل والابتكار والمشاريع الصغيره نهضت الامم

  2. بذرة خير تنبت مئة بذرة وفي تضاعف مستمر في ضل التفاعل الإيجابي للمرأة
    🐝 مزيدا من التقدم والبذل والعطاء 🐝