سمية الثوري
سمية الأثوري - شرطية يمنية في تعز.
article comment count is: 3

نساء بالميري.. حاربن الظروف وخدمن المجتمع

التحاق المرأة بالمهن غير التقليدية أمر وضع البذرة الأولى للتغيير الذي حدث في نظر الناس بشكل عام تجاه المرأة العاملة وبشكل خاص في الأجهزة الشرطية والأمن. وفي مدنية تعز اليمنية هناك حضور نسائي في مؤسسات العمل الأمني ورغم أن حضورهن في مجال العمل الأمني قليل إلا أن من يعملن في هذا المجال يمثلن قصص نجاح مميزة.

في العمل الأمني ضابطة ومحامية “تهاني علي القيلي” من محافظة أبناء تعز والتي التحقت بسلك الشرطة بعد إتمام الدراسة الثانوية عام 1999، و تدربت في مدرسة الشرطة في صنعاء لمدة عامين ثم التحقت بالعمل بإدارة شرطة تعز وفي نفس الوقت التحقت في كلية الحقوق و تخرجت عام 2007.

تقول تهاني إن الحرب اندلعت في تعز وهي ببداية تحقيق حلمها تاركة هي وأسرتها المنطقة التي عاشوا فيها أكثر من خمسين سنة، ولأن شرارة الحرب بدأت في حي صالة أمام القصر الجمهوري بدأت المعاناة لها وأسرتها.

وتضيف تهاني أن كل شيء تغير في حياتها.. توفيت والدتها وتشرد جميع أخواتها ما بين السعودية والقاهرة متفرقين وبعد خمس سنوات عادت من القاهرة بعد تحرير المنطقة وأصبحت شبه آمنة.

وتتابع “القيلي” عن الصعوبات والتحديات التي واجهتها في بداية مشوارها وهي نظرة المجتمع، حيث قالت: كان البعض منهم متقبل والبعض والآخر رافض تماماً حتى الأمن نفسه كان يرفض وجود شرطة نسائية، لكن ومع استمرارنا في العمل وإثبات جدارتنا بالعمل مع الأيام تقبلونا بحسن معاملتنا وامتيازنا”.

وحول الخدمات التي تقدمها المرأة الشرطية في عملها تقول “القيلي” إنهم عملوا بشكل مستمر لعدة سنوات لتقديم الخدمات المختلفة على جميع المرافق الحكومية من خلالها قدموا خدمة للمرأة والطفل وكل قضية تخص النساء وتنفيذ الأوامر وتقديم الخدمة في الإصلاحية المركزية وحراسة النساء والحفاظ عليهن وعرضهن على المحاكم والنيابة وفي الأحوال المدنية والجوازات المستشفيات ونقاط التفتيش أيضاً.

ومن آثار الحرب التي رأتها “القيلي” على عمل المرأة في المجال الأمني أنها قسمت المدينة إلى شطرين حيث يصعب عليهم التنقل بين المحافظات وتقديم الخدمة، مؤكدة أن هذا التقسيم جعل أداء المهام صعباً بشكل كبير، وتضيف أنها تطمح أن تنتهي الحرب في اليمن كما تتمنى أن يكون هناك دار لحماية المرأة المعنفة خصوصاً المرأة التي تخرج من السجن ليكون لها دار إيواء ترجع له بعد خروجها من السجن.

وبحسب تعبير “سمير صالح الأشبط” مساعد مدير أمن الشرطة تعز، عن أهمية عمل المرأة في مدنية تعز فإن للمرأة دور فعال في جميع المرافق الحكومية حيث يتواجد تقريباً 212 فرد من أفراد الشرطة النسائية موزعة على جميع المكاتب الشرطة في مدينة تعز والإدارات التي تحتاج لوجود شرطة نسائية، وخاصة القضايا الأمنية والمخالفات التي تتعلق بالمرأة، كما أشار إلى أن المعايير لعمل المرأة في المجال الأمني هي نفس معايير والقوانين التي تطبق على الرجل.

ليست تهاني هي الوحيدة من تعمل في مجال الأمني هناك نساء أيضاً يعملن في الهجرة والجوازات والسجون والبحث الجنائي حققن نجاحات مختلفة أسهمت في خدمة الناس وتطبيق قانون.

وفي الإطار نفسه الشرطية “سمية عباس الأثوري” أم أيضاً لأربعة أولاد، عملت بالشرطة العسكرية مُنذ اندلاع الحرب في اليمن. تقول “الأثوري” إنها في بداية عملها بهذا المجال وجدت صعوبات كبيرة من نظرة المجتمع وكونها أيضاً ربة بيت تعول أسرتها أيضاً، حيث واجهت صعوبة في التوفيق بين العمل والأسرة.

وتقول الأثوري أيضاً إنها عانت كثيراً أثناء الحرب، حيث اضطرت للنزوح عندما اشتد القصف على الحي الذي تسكن فيه في جبل جرة والذي يقع في وادي القاضي في مدنية تعز وانقطاع التواصل بينها وبين أهلها بسبب الحصار، كما تقول إن الحرب صنعت منها إنسانة قوية وطموحة وتغيرت شخصيتها فيها من امرأة ضعيفة إلى امرأة محبة لعملها ووطنها وتقديم المساعدة للجميع من خلال عملها.

وتضيف سمية: “عملت بنقطة الهنجر في الضباب من الجهة الغربية من المدينة لمدة سنة ونصف، كما أعمل حالياً بالمحافظة، أقوم بالتفتيش في البوابة أعمل هناك، وأكون في قمة السعادة وأنا أقدم الخدمة لمدينتي تعز”.

وختمت الأثوري حديثها عن طموحها حيث قالت إنها تتمنى أن يعم الأمن والسلام على اليمن ويعود كل مغترب إلى بلاده”.

وفي هذا الإطار نفسه يقول إبراهيم حمود، وهو أحد أفراد قوات الجيش، عن عمل المرأة في المجال الأمني إنه يكسبها ثقة واحترام من قبل المجتمع، وعملها يعد ركيزة أساسية في العمل الأمني في المجتمع.

وبالرغم من أن عمل المرأة في هذا المجال مازال محدوداً في المجتمع اليمني، لكن نجاحها في هذا المجال سوف يجعلها في المستقبل أكثر حضوراً.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (3)

  1. بصفتي أنني اعرف الفندم سميه الاثوري شخصيآ انا ارئ في هاذي الأم المثاليه حب الوطن العميق الذي بداخلها حيث وان جهودها اتجاه بيتها وحب الوطن في قلبها فهي الأم المثاليه الذي سوفئ تنبت ثمره صالحه
    وأولادها حب الوطن في قلوبهم

    الشكر والتقدير والاحترام لمثل هائولا الأمهات المثاليات الذي حب الوطن مغرس في قلبها