تصاميم إكسسوارات التراث نشوى العمودي
article comment count is: 1

نشوى العمودي.. عشرينية تعمل في تصميم الإكسسوارات التراثية

نشوى العمودي (24 عاماً)، فتاة جامعية من مدينة عدن (جنوب)، مضت بإصرار كبير لتحقيق أحلامها الفنية في التصاميم الخاصة بالحلي والإكسسوارات المزخرفة والتراثية وسط تصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية في اليمن. البلد الذي يمر بمنعرج شائك جراء تفاقم حدة الصراع بين الفرقاء اليمنيين وحلفائهم الدوليين للعام الثامن على التوالي.

بدايات ملهمة

أكملت نشوى، المنحدرة من أسرة حضرمية، مرحلة الثانوية ثم بدأت تدرك ميولها نحو عوالم التصاميم الفنية والحرفية والزخرفة اليدوية ودفعها حبها للتراث الحضرمي الشهير والغني والمتنوع  في الأزياء والذي ترتديه بشكل شبه مستمر في المناسبات والمهرجانات الخاصة بالتراث والأزياء التي تقام بين الحين والآخر بالمدينة على خوض التجربة في مجال التصاميم التراثية والإبداعية التي لقيت تفاعلاً ورواجاً محموداً أوساط العامة في المجتمع المحلي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي أبرزها “واتس آب” و “فيس بوك”.     اعتزمت العمودي بدء مشروعها في التصاميم الإبداعية من منزلها الكائن بمدينة المعلا، وباشرت بداياتها بإمكانيات بسيطة وبجهود أسرية في تصميم الإكسسوارات النسائية والزينة التقليدية الحضرمية يدوياً في وقت مبكر، وبتوسع المشروع المنزلي شيئاً فشيئاً أصبحت الفتاة التي تعيش في منتصف عقدها الثاني تحلم بالعالمية وبتطوير المزيد من النقشات الزخرفية في تصاميمها.

موقف أسرة نشوى

لعبت أسرة نشوى دوراً كبيراً لدفع ابنتهم الشابة لتحقيق أحلامها في مجال التصاميم وساهمت في توفير المواد الخاصة بالمشروع، كما أتاحت لها فرصة لبدء العمل من المنزل الذي تحول لمعمل خاص بصناعة الإكسسوارات والحلي التراثي، ونجحت الأسرة في تخفيف الكثير من الصعوبات التي كانت تواجه أحلام فتاتهم.

طموح لإحياء التراث

تطمح نشوى لإعادة إحياء التراث اليمني بشكل عام والحضرمي بشكل خاص  بعيداً عن السياسات والانتماءات الحزبية التي تسيطر على المشهد في البلاد، وفي هذا السياق تقول لـ”منصتي 30” إنها لم تركز على التصاميم الخاصة بحضرموت فقط بل تركز في كل أعمالها على إحياء التراث الخاص بعدة محافظات منها الحضرمية والمهرية والشبوانية، مشيرة إلى أنها تعطي التراث الحضرمي أولوية كبيرة.

وتضيف نشوى: “ظهرت في الزي الحضرمي والمهري في مهرجان الشعوب والتراث الذي أقيم في مدينة عدن (العام الماضي)، مشيرة إلى أن الزي المهري أبرزها بشكل كبير وخاصة أن ظهورها كان بصفة إعلامية تمثل تراث ثلاث محافظات يمنية.

وتؤكد نشوى أن تصاميمها تراثية يمنية وأنها تتعمد صباغة إكسسواراتها وإضافة الطابع العصري للزخرفة في تصاميمها التراثية وذلك كي تتناسب مع رغبات السوق والزبائن في هذا العصر مع المحافظة على تاريخ التراث.

أين وصلت نشوى الحالمة بالعالمية؟

تقول العشرينية التي اشتهرت لدى زبائنها باسم “ننوش” الإسم الذي أصبح علامة تجارية بالنسبة لمشروعها لـ”منصتي 30″ إنها اقتربت من حلمها كثيراً، مشيرة إلى أن أحلامها بدأت تتجه صوب عوالم التصاميم الخاصة بالمجوهرات مع الحفاظ على تصاميم التراث الحضرمي واليمني.

وتضيف: “حالياً تصاميمي وصلت نسبياً إلى مصر”. وكانت قد ظهرت المصممة العدنية سابقاً في وسائل إعلام مصرية كفتاة ناجحة في مجال التصاميم ومنها “صدى البلد”.

صعوبات ومعوقات

تحكي نشوى لـ”منصتي 30″ أن الصعوبات التي تواجهها ليست كبيرة وأن المواد الخام التي تحتاجها في مشروع “تصاميم ننوش” واحدة من المعوقات التي تحاول التغلب عليها مشيرة إلى أن الأزمات التي تعيشها البلاد أثرت بشكل نسبي على سوقها وعملها ولكنها مستمرة في المضي للوصول لحلمها”.

وعن تأثيرات موجات كورونا التي عاشتها البلاد على عملها في التصاميم ترى العمودي أن الضرر شمل الكل وأن كورونا أثر على مستوى المبيعات في مشروعها وأنه شكل عائقاً في توصيل الطلبات للزبائن التي تبرمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع عملائها من جميع المحافظات.

دور الشبكات الاجتماعية

لعبت شبكات التواصل الاجتماعي درواً بارزاً في تسويق موهبة نشوى بالتصاميم التراثية. وفي هذا السياق تقول نشوى إن (واتس آب) ساهم في توسيع نطاق زبائنها إلى جانب (فيس بوك)، موضحة أن سلبية مواقع التواصل تتمثل في عدم القدرة على إقناع الناس بالتصاميم وخاصة حينما تكون على شكل صور عادية، مشيرة أن الأمر يختلف حينما يرتدي شخصاً ما الإكسسوار بالنسبة للجمهور الافتراضي”.

وتستغل مصممة الإكسسوارات بقايا المواد الخام لهندسة أشكال تراثية تدمج ثقافة أكثر من محافظة، وتضيف: “خلال هذه الفترة أعمل على تصاميم عصرية مختلفة جداً وفيها لمسة تراثية”، وتواصل “أسعى لتطوير أشكال التصاميم وهندستها بطرق جذابة تواكب طلبات السوق والزبائن”.

نشوى تدرس الصحافة في كلية الآداب بمدينة عدن، وتقول إن انخراطها في المجال الإعلامي ساعدها على تسويق حلمها واقعياً وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وترى أنها اشتهرت كمصممة أكثر من إنها إعلامية، ولم تكن نشوى إلا واحدة من مئات الفتيات اليمنيات الطموحات بتجاوز القيود المجتمعية التي تعيب انخراط المرأة في الأعمال التجارية والحرفية بحجة مراعاة العادات والتقاليد.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (1)