في ظل موجات متلاطمة من الأزمات الاقتصادية التي يمر بها اليمن، وشملت انقطاعات الرواتب، والعجز عن توظيف الخريجين الجامعيين، وانهيار سعر صرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وانقسام البنك المركزي وتبعاته من اختلاف قيمة الريال اليمني بين عدن وصنعاء، وغياب المشاريع الاقتصادية القومية، تبدو المشارع المنزلية الصغيرة طوق نجاة لدى كثير من الأسر في هذا البحر المضطرب اقتصادياً.
في استبيان “المشاريع المنزلية الصغيرة” كان 71% قد قالوا إنهم يؤمنون أن المشاريع الصغيرة عموماً هي سبب النهوض الاقتصادي للأمم، كما كنا قد وجهنا سؤالاً للمشاركين لمشاركة أي تجربة أو قصة ناجحة لمشروع منزلي صغير، فوصلتنا العديد من المشاركات، هذه بعضها:
- تجربتي كانت عبارة عن بيع معجنات وآيسكريم، كان زوجي سند لي كنت بدأت بأشياء بسيطة، أخذ لي مواد غذائية وملتزمات من البقالة، وكنت أقسط له كل فترة أدفع له، الحمد لله الآن أخذت لي ثلاجة وفرن تقسيط، وكل فترة أدفع التقسيط، والآن أشتغل من البيت أبيع معجنات وآيسكريم، أتمنى مزيد من التقدم والنجاح لي ولغيري.
- أشارك قصتي.. أني دلال الأهدل حاصلة على شهادة إنجليزي ليسانس، تخرجت من كلية الآداب جامعة تعز عام 2015، اشتغلت بشهادتي 3 سنوات، تعرضت للظلم والاستغلال من قبل المدراء اللي اشتغلت معاهم كما أيضاً تعرضت لمضايقات وأشياء غير أخلاقية في فترة العمل كتحرش.. كأذى لفظي وبدني من قبل المدراء عند مطالبتي بمستحقاتي، فلهذا قررت البدء بمشروع خاص فيّ. مشروعي اسمه “حلويات سيلفي” مشروعي صغير وما لقيت دعم من أحد، وبنيته طوبة طوبة بمفردي. رأس مالي ببداية مشروعي كان من الراتب اللي حصلت عليه من الشغل بشهادتي، ادخرت نص ومرات ثلاث أرباع المبلغ والباقي أعطيه لعائلتي مصاريف، عملت حساب ببنك التجاري. طبعاً أني ما درست بأي مكان بدأت بشغفي ومع الوقت أخذت خبرة، بدأت مشروعي بكب كيك، مولت المطاعم فيه لـ 3 سنوات، كنت فخورة بنفسي جداً. حتى أكون صادقة أكثر دخلت معامل رجال وعند بنت واحدة تشتغل بالكيك أتفرج على الضربة فقط حق الكيك، بعد سنتين من عملي الخاص. كمان حابة أقول عن الأسباب الأقوى اللي خلتني أعمل مشروعي الصغير، تلقيت إهانات و تنمر من الأهل إني بنت دلوعة مش حق مهرة ولا مسؤولية، كلام جارح رغم إني أشارك بمهام البيت، دعيت ربي يخليني أفضل واحدة بالأسرة تعمل أحلى حلويات، و الحمد لله الآن الناس تشهد لي، كمان السبب الثاني ماكنت ألاقي أكل و مصاريف و حياة كريمة من قبل الأهل، في ظلم داخل البيت و قساوة من الأهل هذا دافع أكبر لي عشان أفتح مشروعي، اتعيرت إني إنسانة فاشلة، و حتى لما بدأت مشروعي كانوا يراهنوا عليه بالفشل، و محد قبل يدعمني منهم، والحمد لله تعز تشهد لي الآن بأني الحمد لله ناجحة بعملي، الحمد لله و الشكر لله على توفيقه لي. بشرح كيف بدأت وكيف تطورت على مراحل.. بدأت بكب كيك كنت أمول مطاعم لـ 3 سنوات، بعدها بدأت بالجاتوهات. بعد كذا بدأت أستقطب مسوقات بنات من كل منطقة عشان الناس تعرفني لأني نازحة وما أعرف أحد بهذه المنطقة وانطوائية. بعد كذا شفت إنه لازم أوقف عمل المسوقات لأنه أي خلاف بسيط المسوقة تأخذ زبائنها معها، فبدأت أسوق لنفسي عبر شبكة التواصل الاجتماعي وأبيع برأس ماله عشان الناس تعرفني أكثر وتثق بي واتبعت مقولة (كل نفسك قبل محد ياكلك) اخترت عيد الأم كانطلاقة لي، صح خسرت أشتغل بدون أتعاب بس كسبت ناس حلوة وبعد كذا تطورت حبة حبة بشغلي. فخورة جداً بنفسي حسيت إني حققت ذاتي، حاسة إني أقوى من قبل رغم إني تحاربت و مازلت أتحارب من أقرب الناس لي لكن ربي الحافظ.
- جارتنا تشتغل في الخياطة يدأت قصتها عندما دخلت مسابقة الحصول على ماكينة للخياطة وفازت بها والحمدالله تشتغل بها لأن زوجها توفى، وتوفر لها المصاريف وعيالها وابن عماتي يشتغلوا في البيت معاهم طابعة وكمبيوتر يصمموا دعوات أعراس، وأختهم مصورة ويشتغلوا ماشاء الله وأخواتي اشتغلوا من قبل في الإكسسوارات عن طريق دورات تعليمية في مراكز تعليمية.
- جارتي وصديقة أمي لها أربع من البنات، فقدت زوجها ولا تملك ولداً ليعيل حالها وحال بناتها، فلجأت إلى عمل مشروع صغير تستطيع من خلاله إكمال تعليم بناتها الأربع، واشتغلت بما يسمى دلالة تبيع إكسسوارات وملابس، وعند كل تجمع نسائي أعراس أو حفلات ولادة تذهب وتبيع، وأرى الجميع يحب ما تقدمه من بضاعة لحسن تعاملها وأخلاق كلامها معهن، حتى أنها تدين البعض ولا تجد أحداً من النساء قد خلفت بدينها لها، صبورة وذات قلب كبير رزقها كالماء سهل وبسيط وتعيش حياة بسيطة وكريمة مع عائلتها الجميلة. إنها نموذج للمرأة العفيفة الساعية.
- جيراننا كانت لديهم تجربة ناجحة في مشروع بيع الخبز (المخبزة والملوج) واللحوح وتطور الأمر لديهم وأصبح لهم مدخول كبير حتى أنهم تمكنوا من شراء دراجة نارية ثم سيارة، وقبل فترة تمكنوا والحمد لله من شراء منزل كبير وذلك بفضل الله ثم بجهودهم وعملهم المتميز والمتقن.
- حسين شاب بسيط، لم يكمل تعليمه، يعول أسرتين وليس لديه مصدر دخل، اضطر إلى العمل على دراجة نارية تعرض بها لأكثر من حادث، وبما أن دخل الدراجة لم يكن كافياً قرر التعلم والعمل في تركيب العطور في المنزل حتى يحسن دخله. بدأ وثابر وكان سريع التعلم ولديه ذائقة مميزة في تركيب وخلطات العطور كانت البداية صعبة ومكلفة، استمر وكافح كان يضع عطوره عند أكثر من نقطة بيع تحت التصريف ويسعى للبيع لكل شخص يقابله ولكل المحلات التي يمر عليها لم تكن مبيعاته تتعدى 10% ولكنه لم ييأس ومستمر في الترويج وتعديل التركيبات بما يتناسب مع الزبائن حتى أصبح الطلب لعطوره على مستوى محافظات ومدن وحتى دول أخرى لجودتها وتميز روائحها.
- في 2017م كنت بدأت العمل بالتجارة الإلكترونية وتوقفت لظروف خاصة ليس لها علاقة بالخسارة على الرغم من أن الحرب كانت في وضع أسوأ من الحالي ولطالما تضررت تجارتي بسببها ولكنها لم تكن السبب في توقفي وفي 2020م بدأت في العمل في مجال التعليم عبر الإنترنت واليوم أصبح لدي أكاديمية خاصة بالتعليم عن بعد عبر مواقع التواصل الاجتماعي متخصصة في مجال الفنون كما أن الأكاديمية في طور إنشاء ركن خاص بها في أحد المولات سيتم افتتاحه خلال الأيام القادمة إن شاء الله.
- قبل سنتين تقريباً أخذت دين من وحدة قريبتي وبدأت أشتري ملابس وأحذية وأنشأت لي قروب بالواتس، وأضفت فيه مجموعة من الأهل والأقارب، ولأني في محافظة أخرى وعندي خيارات أكثر وأفضل من حيث مواكبة الموضة واستغلال فترة التخفيضات فقد استغليت كل فرصة تجي لي من المراكز والمحلات وأروح أشتري منهم أحلى وأفضل المنتجات وأعرضها بقروبي اللي هو بمحافظة ثانية وبدأت الطلبات تزيد وتكثر ورجعت أتعامل مع شركة شحن توصل لي الطلبات إلى المحافظة الثانية والحمد لله وفرت مبلغ تمام، واعتمدت على نفسي وحسيت باستقلالية أكثر فصرت ما أطلب من زوجي وأعتمد على نفسي لأني كل مرة ألاقي منه الانتظار للأوضاع تتحسن قليل، والحمد لله الآن قدرت أجمع رأس مال ومشروعي يكبر ويزيد أكبر وأكبر.
- نعم.. قبل عامين في ذلك البيت المتواضع القابع في منتصف المدينة القديمة حيث أعيش مع أمي وثلاث أخوات صغار، أصاب والدي مرض بالقلب اضطره لبيع سيارته للسفر لجمهورية مصر للعلاج.. سافر الوالد حقي حفظه الله وبقينا لوحدنا ما معنا إلا الله، كانت احتياجاتنا كثيرة علماً أني أدرس جامعة، وكلنا عارفين صرفة الجامعة، وخواتي يدرسن بمدارس، بسفر الوالد اضطرينا للتنازل عن حاجات كثيرة لدرجة إنه كان أكلنا كل يوم رز أمريكي وبصل، حتى كنا نجلس نسأل أمي.. يامه إيش الغداء اليوم تضحك وتقول رز ولحمة زي كل يوم ههههه.. عشنا ليالي ولما يوقع مرض مامعاناش حق علاج لإنه كان كل اعتمادنا على الوالد، فبرحيله محد وقف معانا لا أخوال ولا أعمام، ماحد ينفع أحد… كنت أبكر الجامعة بدون صبوح وأبكر ومعي 200 ريال حق الباصات فقط والذي يشوفنا متشيك يحسبوا معي مليار ههههه المهم جلسنا كذا فترة.. لما أمي الله يحفظها قررت تتخذ قرار إنه يكون معانا دخل يدخل لنا أقل شيء مصروف اليوم لأنه الجميع تخلوا عنا، فباعت الخاتم حقها عشان توفر رأس مال ولو بسيط واشترت شوية عطور خام من الجملة وكانت تبيع عطور للجيران وترسل للبلاد تبيع بدون ما تهم أحد لأنه نحنا من وسط يوفوا إن المرأة عيب تخرج وتشتغل، لكن قلنا طز بهم وطز بالمجتمع هذا الذي لما تكون تبكي من الجوع محد يشوفك، وأيضاً عندما تشتي تنهض يقوموا يحبطوك.. المهم مشت أمورنا بفضل الله لفترة مارجع الوالد، ولما كلمناه عن عمل أمي زعل في البداية لكن لما قلنا له محد وقف معانا لا أهلك ولا واحد سأل عننا، جاوعين أو شابعين أو أمراض محد التفت لنا أو سأل، أبي اتفهم الموضوع وباس أمي.. المهم الرسالة من القصة هذه أشتي أقول إن المرأة كل المجتمع هي الأب بغيابه، وهي الأم وهي الزوجة وهي كل شيء ومن حقها أن تعيش بكرامة واستقلالية لأنه نحنا بزمن نفسي نفسي، ماحد ينفع أحد ولو تموت ألف موتة ماحد بيسأل عنك، كفانا نظر للمرأة بأنها عورة، المرأة ثورة وليست عورة ومن حقها العيش بكرامة من حقها أن تمتلك ما يمتلك الرجل من حقوق ولها مثل الذي عليها… أوصى بها الرسول فلا تظلموها.. ولو تكلمت من الٱن للصباح مارح أقدر أوفيها حقها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ❤
جاء هذا الاستبيان بالتعاون مع اتحاد مالكات المشاريع الصغيرة ضمن أنشطة مشروع “المرأة، السلام والأمن” الذي تنفذه منصتي 30 بإشراف من RNW Media، وبتمويل من وزارة الخارجية الهولندية.