أبطال المجتمع الإعلاميين الذكورية الإيجابية
article comment count is: 0

كيف كان دور أبطال المجتمع من الإعلاميين في تعزيز قيم الذكورية الإيجابية؟

بينما اتفق 78% من خمسين صحفياً وصحفية -استطلع آراءهم معد التقرير- على أهمية دوره في تعزيز التنشئة الاجتماعية المعززة لقيم الذكورية الإيجابية، فإن 48% منهم قالوا إن الإعلام اليمني لا يعزز من قيم الذكورية الإيجابية في محتواه الإعلامي، ويرى 50% أن وسائل الإعلام اليمنية لا تهتم بتغطية القصص التي تعزز قيم الذكورية الإيجابية.

يقول رئيس مؤسسة نسيج للإعلام الاجتماعي، مفيد الغيلاني: “لا تزال صورة قيم الذكورية الإيجابية في وسائل الإعلام اليمني سلبية بشكل عام، والدراما بشكل خاص، وهو ما يجعلنا أمام تحدٍ كبير من أجل إعادة النظر في هذه الصورة النمطية التي تأخذ المرأة إلى مكان غير لائق إنسانياً، وتتناسى دور المرأة المكافحة والقادرة على البناء والتأسيس جنباً إلى جنب مع الرجل”.

وبحسب الغيلاني، فإن “هذه الصورة النمطية التي شاركت في رسمها منصات إعلامية مؤدلجة ترى أن الرجل هو صاحب الحق والقوة في فرض ما يريد، أسهمت في تأخير تعزيز القيم الذكورية تحت حجج واهية وغير حقيقية”.

السياسة والمظلومية

وأكد الاستطلاع الذي أجري على خمسين صحفياً وصحفية أن انقسام وسائل الإعلام وتبعيتها للأطراف المتصارعة في اليمن هو السبب الأول لضعف دور الإعلام اليمني في تعزيز قيم الذكورية الإيجابية، من خلال المحتوى الذي يقدمه.

يقول الباحث عيبان السامعي: “من الأسباب الرئيسية تركيز الإعلام على القضايا السياسية المباشرة، وإغفاله عن القضايا الاجتماعية”، وهو ما تتفق معه الصحفية رانيا محمد، التي ترى أن الإعلام اليمني يركز أكثر على النخبة السياسية وأخبار الحرب.

ويعتقد الغيلاني أن من أبرز أسباب ضعف دور الإعلام في تعزيز قيم الذكورية الإيجابية “تقديم نماذج عن الرجل الناجح والمعطاء والمكافح في المجتمع في حين تقدم نموذج المرأة تحت يافطات المظلومية والضعيفة والعاجزة و(الناقصات عقل ودين) بالمعنى السطحي”، مشيراً إلى أن “وسائل الإعلام خاصة المرئية بالغت في تقديم صورة المرأة بوصفها سلعة تقدم واجبات حسية، وهي تباع بقدر ما تتعرى ولم تعد المرأة هي المخلوق الجدير بالاحترام وصاحبة الدور القوي في الحياة الواقعية”.

سيطرة ذكورية

ويرجع السامعي ضعف دور الإعلام في تعزيز قيم الذكورية الإيجابية إلى عدة أسباب، أولها ضعف تمثيل النساء في المواقع القيادية بالمؤسسات الإعلامية.

ويتفق مع ذلك أستاذ الإعلام بجامعتي تعز والحديدة، ورئيس مركز مرايا للإعلام والتنمية، د. منصور القدسي، مشيراً إلى أن “غياب الكوادر النسوية الإعلامية في صناعة القرار الإعلامي اليمني، مقارنة بالذكور في مجتمع محافظ ينظر للمرأة كعورة، يؤثر كثيراً على دور الإعلام في تعزيز التنشئة الإيجابية بشكل عام”.

وتقول مديرة تحرير منصة مشاقر ميديا، هاجر محمد: “حضور المرأة كإدارية وصانعة قرار في المؤسسات الإعلامية الرسمية منها والأهلية ضئيل، وإن وجدت لا تمكّن من صلاحية إدارية واسعة من أجل صنع القرار ورسم السياسات الإعلامية”، مشيرة إلى وجود استثناءات في بعض المؤسسات، “لكن ليست بالكثيرة”.

إعلام تقليدي

الصحفي الشاب، آدم الحريبي، قال إن الغياب شبه التام للإعلام الاجتماعي أضعف دور الإعلام الذي تغلب عليه صفة التقليدي، مشيراً إلى أن “تناول بقية وسائل الإعلام (التقليدية) يبقى نسبياً عندما يتعلق بالجانب الاجتماعي، وبتعزيز قيم الذكورية الإيجابية على وجه الخصوص”.

ويضيف آدم: “بالإضافة إلى غياب المصطلح، وما يرمي لمعالجة الظاهرة ضمن مناهج رياض الأطفال والسنوات الأولى من المدرسة، الشيء الذي قد يسهم إيجاباً في التنشئة الاجتماعية على المدى البعيد، فإن غياب دور الإعلام يعد خللاً حقيقياً”.

ويؤكد السامعي أن “عدم وجود رؤية حقيقية لدى المؤسسات الإعلامية حول أهمية إدماج النوع الاجتماعي في الإعلام، وحول نشر ثقافة المواطنة المتساوية، ومواجهة الهيمنة الذكورية السائدة في المجتمع، واحد من الأسباب الرئيسية التي ينبغي العمل على معالجتها”.

عمى جندري

ويرى الدكتور منصور القدسي أن هناك “عمى جندري” لدى كثير من الإعلاميين، موضحاً أن ذلك يرجع إلى “عدم قدرتهم على تغطية قضايا النوع الاجتماعي والقيم الذكورية بصورة مهنية وموضوعية”.

ويقول الباحث عيبان السامعي: “من الأسباب أيضاً سيطرة القيم الذكورية على ذهنية معظم العاملين في الإعلام اليمني، وعدم قناعة هؤلاء وإيمانهم بقضية المرأة وحقوقها الإنسانية والمواطنية”.

مقترحات مهمة

ويتفق عديد من الصحفيين مع هذه الأسباب، إلا أن مقترحاتهم للحل تنوعت بشكل كبير، حيث كان أبرزها العمل على إنتاج القصص الصحفية المعززة لدور الإعلام في تعزيز هذه القيم، وتسليط الضوء بشكل أكبر عليها لتحظى بتناول إعلامي أفضل.

ويقترح الباحث، عيبان السامعي، إيجاد رؤية فعلية تعمل على إدماج النوع الاجتماعي في الإعلام، وتمكين النساء من الوصول إلى المواقع القيادية في المؤسسات الإعلامية بما لا يقل عن 30%، مؤكدًا على أهمية “بلورة خطة إعلامية تعمل على تعزيز قيم المواطنة المتساوية، والترويج لقيم الذكورية الإيجابية”.

الدكتور منصور القدسي يؤكد، من جانبه، أن أولى خطوات تعزيز دور الإعلام في التنشئة الاجتماعية الإيجابية تتمثل في تدريب وتأهيل الإعلاميين على التغطية الحساسة لقضايا العنف على أساس النوع الاجتماعي، ووضع مدونة سلوك وميثاق شرف إعلامي لتغطية قيم الذكورية بصورة مهنية، بعيداً عن أي تحيز أو انتقاص من القيم النسوية ومكانة المرأة وحقوقها.

حملات إعلامية

ويعتقد الصحفي، أنور علي، أن تحسين دور الإعلام في تعزيز التنشئة الإيجابية “يكون بعمل حملات إعلامية لمناصرة قضايا المرأة، والتوعية المستمرة عبر كل الوسائل الإعلامية المتاحة، وإبراز أهمية دور المرأة الريادي في خدمة وتنمية المجتمع، وأن لها حقوقاً يجب تمكينها منها، كما يكفل لها ذلك الدستور اليمني والمواثيق والالتزامات والمعاهدات الدولية”، مؤكداً على أهمية مساندة الصحفيين الذكور، وتعزيز مفهوم المشاركة المجتمعية لكلا الجنسين.

استراتيجيات

اقترح بعض الصحفيين الذين شملهم الاستطلاع العمل على بناء استراتيجية لتعزيز الذكورية الإيجابية، ودور السلطات الحكومية في ذلك، مؤكدين أن الاستراتيجية تأتي من الإيمان الحقيقي لصناع القرار في الوسائل الإعلامية أولاً، والتوجه العام ثانياً.

وترى “هاجر محمد” أن تعزيز دور الإعلام في تعزيز قيم الذكورية الإيجابية يوجب “العمل على جعل قيم حماية المرأة ورعايتها أولويات ذات أهمية في الخطط البرامجية لوسائل الإعلام اليمنية”.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً