القهر الاجتماعي المرأة اليمنية الأمراض النفسية
article comment count is: 3

القهر الاجتماعي ضد المرأة اليمنية سبب للأمراض النفسية

التقاليد الذكورية المجحفة بحقّ المرأة، ومنها العُنف الأسري والحرمان من الميراث والطّلاق التعسفي والزّواج القسري والمبكر وكذا زواج القاصرات، كل هذه العادات المتوارثة وغيرها من التقاليد اليمنية، أفرزت أمراضاً نفسية تعاني منها المرأة اليمنية.

اختارت فاطمة 18 -عاماً من محافظة الجوف- إنهاء حياتها بعد أن دخلت بأزمة نفسية حادة ومنعت من استمرار علاجها النفسي -الذي كانت قد بدأت به- بحجة أنها ستجلب العار للأسرة وتعرضت للعنف من أبيها بعد طلاقها من شريكها الذي أرغمت على الطلاق منه كما أرغمت على الزواج به، حيث أنجبت طفلاً في حياة زوجية دامت أربعة أعوام فقط تركته يكابد الحياة بدونها بعد أن حرمت من حضانته، هذا ما يعانيه السواد الأعظم من اليمنيات.. قهر مجتمعي، وسلب قرار، وزد عليه عنف قائم على النوع الاجتماعي.

 العنف يولد مخاطر نفسية

العنف الجسدي واللفظي من أبرز ما تتعرض له المرأة اليمنية، ويبدأ ذلك منذ نشأة الفتاة ويولد شعوراً بالنقص في تقديرها لذاتها، هذا الضغط الاجتماعي المتوارث بسبب العنف يورث أمراضاً نفسية. وحول الموضوع أكدت لـ”منصتي “30 فوزية المريسي اختصاصية الرصد في اتحاد نساء اليمن: “تتعرض اليمنيات للعنف الجسدي واللفظي ومن خلال الحالات التي يتم استقبالها في الاتحاد معظمها سب وإهانة سواءً من الزوج أو الأخ أو الأب، ومع هذا العنف تصاب المرأة بانهيار واضطرابات سلوكية، بالذات عندما يصاحب هذا العنف ضرباً، ومعظم من يتعرضن للعنف يصبن بالهستيريا والتبلد، هناك حالة استقبلتها قريباً أصيبت بانهيار ودخلت بغيبوبة ومع ذلك يتحملن النساء اليمنيات بضغط من الأهل، وتظل مع أطفالها وتتفاقم أمراضها النفسية أكثر فأكثر، فبلا شك العنف يولد مخاطر نفسية”.

أمراض نفسية متعددة

الاضطرابات النفسية التي تصيب المرأة، مثل: حالات القلق، والهذيان، والاضطرابات الذهنية، والإدراكية، والانفعالية وغيرها؛ أو التعرض للقصور الجسدي أو العقلي، أو لكليهما، مهما كان سن الضحايا، ومستواهن العقلي هي بعض الأمراض النفسية.

زينب الأسدي طبيبة نفسية في اتحاد نساء اليمن تقول لـ”منصتي 30″: يولد القهر الاجتماعي الكبت وعدم الرضا وتكثر الشكاوى عند الشخص سواءً كانت شكوى صحية أو شكوى نفسية ويؤدي إلى مشاكل صحية عند المرأة نتيجة عدم الاهتمام بهذه المشاكل العصبية الزائدة أو ما يسمى بالإسقاط، والتوتر، والغيرة من الطرف الآخر، ورفض الواقع والتفكير بالانتحار. من هذه الأمراض تقمص الشخصية الذكورية لرفضها أنوثتها بسبب التمييز”.

وتضيف الأسدي: “ويسبب القهر الاجتماعي أيضاً اضطرابات نفسية ونظرة متشائمة للحياة والعزلة والانطواء والشعور بالنقص كما تسبب صعوبة في حل المشكلات والخجل التردد والرهاب، وقد تلجأ المرأة للانحراف في بعض الأحيان كونها امرأة لا أهمية لها بالحياة وإنسانة غير مرغوب بها”.

الخجل من زيارة الأطباء النفسيين

تتضرر النفس كما يمرض الجسد، وتحتاج النفس المريضة إلى علاج وأدوية؛ لكن اعتقاد الناس السائد بأن كل مرض نفسي يعد جنوناً وهنا استاءت حالة النساء النفسية على وجه الخصوص، لأن المجتمع يرى كل من يزور طبيباً نفسياً قد دخل دائرة الجنون، ويتحمل العنف الاجتماعي هذا الأضرار النفسية التي تعيشها المرأة.

منيرة النمر طبيبة في مستشفى الأمل للطب النفسي تقول في حديثها لـ”منصتي 30″: “تمر المرأة اليمنية بعدد كبير من المسببات، تدخلها بأزمات نفسية تحت مسمى (عيب وما ينفع) مثل الاكتئاب والقلق، وتحرم من أبسط حق بحجة العيب”.

وتوضح النمر: “تفشى القهر الاجتماعي بشكل كبير في مجتمعنا الذي يجعل المرأة عرضة لأمراض نفسية، وقد تتفاقم حالتها في ظل غياب العناية النفسية، مما يؤدي بها في نهاية المطاف لقتل نفسها هروباً من مجتمع يرى وجودها عاراً ولا تزور حتى طبيباً كون النظرة سلبية لمن ترتاد عيادة نفسية”.

وترى النمر أن القهر الاجتماعي لا يتوقف عند المرض النفسي بل يحرم المرأة من زيارة طبيب نفسي باعتباره عيب وعار يورثه للأسرة.

العنف والقهر الاجتماعي النوعي الموجه ضد المرأة بسبب كونها امرأة، ويمس المرأة على نحو جائر، ويتضمن جميع الأشكال التي تلحق أي نوع من الضرر بجسد المرأة أو بصحتها النفسية يحرمها من حصتها بالميراث أو من ممارسة حقوقها كالدراسة واختيار الشريك والسفر، كل هذه العادات والأعراف والتقاليد النابعة من البيئة الثقافية والاجتماعية تدمر نفسية النساء.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (3)

  1. بارك لله فيك استاذ إسماعيل فعلا النساء باليمن يعانوا من الاضطهاد و عدم الاحترام لكونها امرأة لذا نسعى لتوعية بأهمية وجود المرأة واحترامها وتقديرها لأنها الأم والزوجة والاخت

  2. تقاليد ، و ذكورية ، ومجحفة
    يا ليلاااااااه ،
    أنا أرى انه تنتقوا الالفاظ المناسبة ، وبعدها ممكن نفكر نقرؤ ما يوجد في التقرير ، الذي حتما أكثره مغالطه وغير منصف وينطلق من زاوية واحدة ،
    المهم المرة الثانية اكتبوا تقرير عن التقاليد الانوثية ، ومستقبلا التقاليد الاطفالية ، و حتى الرجالية واكيد البناتية